تعقد العربية لحماية الطبيعة حفلها السنوي يوم السبت المقبل في فندق الإنتركونتيننتال – الأردن، و الذي سيتوج إنجازاتها المستمرة في دعم الزراعة والأمن الغذائي وقضايا البيئة، ومن المتوقع أن يحضر الحفل قرابة 1000 شخص، كما سيحل الموسيقار شربل روحانا والشاعر ابراهيم نصرالله ضيوفاً على الحفل. فمنذ تأسيسها عام 2003 كمنظمة مستقلة غير ربحية أطلقت العربية عدة برامج سعت من خلالها إلى تعزيز قدرات الشعوب العربية في الحفاظ على مصادرها الطبيعية وتحقيق السيادة عليها.

يعتبر برنامج المليون شجرة الذي أطلق عام 2000 احد برامج العمل الرئيسية للمنظمة العربية لحماية الطبيعة و يهدف الى إعادة زراعة الأشجار المثمرة في فلسطين بدلاً من الأشجار التي تقوم الجرافات الاسرائيلية بإقتلاعها من الأراضي الفلسطينية، خاصة في المناطق التي يجري فيها بناء المستوطنات والطرق الالتفافية والجدار العازل. فمنذ عام 2001، أدت ممارسات الإحتلال التدميرية لإقتلاع حوالي 3 ملايين شجرة على الأقل والتي كانت تشكل مصدراً هاماً للغذاء والدخل في فلسطين.

نجحت الحملة بالتعاون مع الإغاثة الزراعية وبمشاركة جهات مختلفة كإتحاد المزارعين الفلسطينيين وجمعية النهضة الريفية و الحاكورة وغيرها... في إكمال غرس اول مليون شجرة في شهر نيسان، 2008 وتبع ذلك إطلاق الحملة الثانية في نفس العام حيث تم الانتهاء من زراعة المليون شجرة الثاني في شهر أيلول 2014. شكل الزيتون النسبة الأكبر من الأشجار نظرا لأهميته للغذاء والثقافة والاقتصاد الفلسطيني. واشتملت الزراعة أنواع أخرى كالحمضيات والتفاح و النخيل وكروم العنب والرمان والتين واللوز وغيرها. وقد تم توسيع الحملة لتشمل إعادة بناء وتأهيل مرافق المياه كالآبارالتجميعية وشبكات الري. بلغ عدد مستفيدي حملة المليون أكثر من 21٫513 مزارعا يعيلون نحو 172 ألف فرد في أسرهم، حيث استطاعت الحملة تزويدهم بالدخل والطعام بالاضافة الى مساعدتهم على الحفاظ على ملكيتهم للأراضي التي بزراعتها تصبح أقل عرضة للمصادرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

أما في الأردن، فقد أطلقت العربية برنامج القافلة الخضراء بهدف زراعة مئات آلاف الأشجار المثمرة للمساهمة في مكافحة التصحر وتعزيز الأمن الغذائي وإيجاد مصدر دخل جديد لأهالي المناطق المهمشة، بالإضافة إلى خلق الوعي المجتمعي بأهمية العناية بالأشجار من خلال برامج زراعية تعمل على توأمة المدارس الأقل حظاً مع مدارس العاصمة. وقد استهدف البرنامج مناطق مختلفة من الأردن منها رويقة وظهرة الرمل في دير علا وبلدية الرصيفة وقرية السماكية في الكرك والطفيلة ومادبا والزرقاء و صويلح و ماركا في عمان. كما تم تنفيذ الكثير من الأنشطة الزراعية في مدارس المحافظات منها بيرين والكمشة والحلابات وأم الرمانة والعالوك والضليل و مخيم البقعة.

كما أطلقت العربية لحماية الطبيعة عام 2012 حملة توعوية بعنوان "لو تعرف" تستهدف طلبة الجامعات والمدارس، بهدف نشر الوعي بأهمية الزراعة وفوائدها وتعريف الطلبة بالتحديات البيئية في الأردن ومحيطنا العربي، مع الإشارة إلى الحلول التي تسعى لها المجتمات المحلية ومنظمات المجتمع المدني قد قامت العربية بتقديم 77 محاضرة توعوية استهدفت 1620 طالب في أكثر من 34 مؤسسة تعليمية.

واستكمالاً لرسالتها في دعم السيادة على الغذاء في العالم العربي، لعبت العربية لحماية الطبيعة دوراً رئيسياً في صياغة سياسات عالمية ذات أثر في حق الشعوب في الغذاء وفي مواجهة المخالفات البيئية في مناطق الصراعات. فرشحت العربية لتمثل المجتمع المدني في لجنة الأمن الغذائي العالمي و هي أعلى منصة دولية تضع سياسات الزراعة و الأمن الغذائي. و أسست العربية مجموعة المجتمع المدني العالمية حول الصراعات و الاحتلالات التي دفعت بدورها اللجنة الى تبني موضوع الأمن الغذائي في الأزمات.و تقوم العربية حاليا بالمحاربة لادخال أولويات المنطقة في برنامج العمل لمعالجة الأمن الغذائي في الأزمات والهدف الرئيسي لهذه الجهود هو إدماج معايير حقوق الإنسان و معالجة الأسباب الجذرية للصراعات.

و لتوحيد جهود و رؤيا المجتمع المدني العربي بادرت العربية بتأسيس الشبكة العربية للسيادة على الغذاء كشيكة اقليمية تضم 76 منظمة عربية تعنى بالزراعة و الأمن الغذائي العربي و تضم الشبكة اتحادات فلاحين و صيادين و عمال و نساء و شباب و مستهلكين و منظمات المجتمع المدني.

اما على المستوى المحلي   لعبت العربية دورا هاما  ضمن اللجنة التنسيقية للمجموعات المناهضة لاستيراد الغاز من الكيان الصهيوني و نظمت سلسلة من الأنشطة التي تهدف الى  رفع التوعية و التحريك لايقاف صفقة الغاز قبل توقيعها النهائي. كما قامت بالمساهمة باصدار دراسة أعدتها اللجنة بالشراكة مع مركز أبحاث "بلاتفورم" توضح تفاصيل صفقة الغاز و حصة حكومة الاحتلال التي ستبلغ 8.4 مليار دولار على الأقل.  كما كشفت الدراسة أن شركة نوبل الامريكية تملك فقط 39.6% من حقوق استخراج حقل ليفاياثان و 60.4%  من الحقوق تعود الى  ثلاثة  شركات اسرائيلية هي ديليك و آفنير وراشيو.

وتطمح العربية مستقبلاً عبر دعم أصدقائها لإنجاز مليونها الثالث في فترة زمنية تقل عن المليون الثاني و مواصلة الجهود المحلية في القافلة الخضراء والإقليمية وأهمها تقوية الشبكة العربية للسيادة على الغذاء لتقوم بدورها في التأثير على السياسات الزراعية العربية بإتجاه التكامل الإقتصادي والزراعي العربي والذي يعزز أمن الإقليم القومي والغذائي.