Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عبادة المؤمن.. في اصلها حب الله .. ولا شيء يسبقها إليه
الثلاثاء, شباط 4, 2014
صباح بهبهاني

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا*وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) الإنسان
(وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِى كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ).
(و ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض) القصص /77 .

عبادة المؤمن ...في اصلها حب الله ...ولا شيء يسبقها إليه
الكل يعرف منزلة أمير المؤمنين وإمام المتقين ؛ولكن هل بإمكانكم أن تتجهوا بما أتجه للحق هو ؟ وهل بأماكنكم أن تتعبدوا كما عبد الله هو؟ وهو الذي قال في الدنيا : يا دنيا غرِّي غيري، قد طلَّقتُك ثلاثاً لا رجعة فيها !

قالها بقلبه لذا استحق حب الله وحب رسوله واستحق ان يكون مبشرا في دنياه بالنعيم في أخراه

ولأسف اليوم نحن - تزوجناها ـ إلا من رحم الله - و كثر في هذه الأيام الإقبال على الدنيا وكثير من الناس نسيت أخرتها . والإمام علي كرم الله وجهه الشريف وعليه سلام الله كان وسط في الأعمال!! ألا تتفقون معي انه لا ينبغي للعبد المسلم أن ينسى كل شي ويعتزل المجتمع والناس من حوله ويتفرغ فقط للعبادة !! قال تعالى :
وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِى كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
ولكن كان الإمام عليه السلام كثير السجود والتعبد لله وأن القرآن الكريم يشهد

القول الإمام عليه السلام وذكرت لك قوله تعالى يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا*وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) الإنسان فتدبر أن كنت تعقل كيف أن الخوف صادر عمن كانت عبادته حباً لله وتقرباً إليه وحسب ، وهذا يؤكد أن العبادة حبا لله الأبقى لرقي معناها واشتمالها حتما على المعاني الأخرى للعبادة .

واعلم أن الخوف له أسباب مختلفة وكذلك الرجاء ، وباختلاف المراتب الإيمانية بين الناس يختلف الخوف من شخص لآخر وتختلف الغايات المرجوة والإمام كان معتدل لا يفرط بالدنيا والآخرة لأنه كان يعرف أن الدنيا مدرسة الأنبياء وكان يعرف أن الدنيا دار ممر لدار قرار وكان يتصرف كما يريد ربنا سبحانه وتعالى كمل في قوله تعالى :
(و ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك) القصص ..
صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم حتى تفطرت قدماه ، فراجعوه في ذلك فقال : (( أفلا أكون عبداً شكوراً )) [ متفق عليه ]
الإمام علي كرم الله وجهه وعليه سلام الله يبكي في محرابه حتى تخضل لحيته بالدموع ، وكان يقول: يا دنيا غري غيري ، قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها . ونعود في حب علي كرم الله وجهه وعليه السلام هي كثيرة والآيات التي تطرح بقوة مسألة الوِلاية والعصمة لأهل بيت النوبة وعلى رأسهم الإمام علي : هذه الآية المباركة {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }..
من أراد أن يستوعب بعض دروس الإمامة، لابد أن يتأمل في هذه الآية المباركة
من الواضح أن إبراهيم (عليه السلام) هو موضوع هذه الآية، وهي تتحدث عنه في كبر سنه، وبعد أن كان نبياً، وأعطي الذرية، وابتلاه الله بعدة بلوى ، ومنها مسألة الذبح.. فلما نجح في تلك البلوى، جعله الله تعالى للناس إماماً .
ونحن لا ندّعي أبداً بعض خصوصيات النبوة كالوحي لأئمتنا (عليهم السلام).. ولكن نقول: بأن صفة الإمامة، التي أعطيت لإبراهيم الخليل (عليه السلام)، لا تُعطى إلا لمن هو قد تزيى بزي وبحلية العصمة.. ومن المناسب أن نذكر كلمة للعلامة الطباطبائي - صاحب الميزان - في إثبات أمر العصمة للإمام
يقول بأن هنالك صنوف أربعة من الناس :
ـ صنف ظلم نفسه طوال عمره
. ـ وصنف لم يظلم نفسه في أول عمره، وظلمها في آخره ـ
. ـ وصنف ظلم نفسه في أول عمره، ولم يظلمها في آخره
. ـ وصنف لم يظلم نفسه طوال عمره
فالصنف الأول والثاني، طبعاً لا يكون مؤهلاً للإمامة.. والثالث، قد نفته الآية الكريمة {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.. فإذن، لم يبقَ إلا الذي لم يظلم نفسه طوال عمره، ومن هنا نقول بضرورة العصمة للإمام .

ولا تنسى لكل نعمة ضريبة.. فما هي ضريبة الولاية، والاعتقاد بالإمامة ؟
إن بعض أرباب الفن والاختصاص، يعبّر عن هذه الآية {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}: بأنها حاكمة على آيات المحبة.. نعم، هذه الآية توضح لنا المحبة الحقيقية.. إذ أن من أحب أحداً وتولاه؛ عليه بطاعته واتباعه :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه *** هذا محالٌ في القياس بديع!..
وليس من الصحيح أن نجعل فضائل الأئمة (عليهم السلام) بمثابة لوحة زيتية نعلقها على جدران المنزل، وننظر إليها ونفتخر بها!.. نعم، نحن نفتخر بهذه الوجودات الطاهرة، ونتمنى أن يأتي ذلك اليوم الموحش في عرصات القيامة، حيث ينادى كل جماعة بإمامهم، فنجتمع تحت راية أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ ليسوقنا إلى الحوض عند النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم).. فإذن، جواب هذه السؤال بأن ضريبة الولاية، هو الاتباع الصادق .
ودعوت الناس إلى هذا المنهج الإلهي، والذي يمثل النظرة الصحيحة؟
ندعو إلى نبذ طريقة الجدل، حيث أنه - مع الأسف- هنالك بعض القنوات - هذه الأيام- تعرض العقيدة الإسلامية والمذاهب الإسلامية، بطريقة يتألم الإنسان لها، عندما يرى أسلوب المهاترة والمجادلة، والخوض في العقيدة لا بالتي هي أحسن.. هنالك رواية فيها عبارة جميلة بهذا المضمون: (فانبذوه إليهم نبذا)؛ أي جس النبض، وارمِ الفكرة.. فإذا طلب المزيد أعطه، أما إذا رفض اتركه، ولا تدخل في نقاشات عقيمة.. ولا تدخل في الفروع، قبل إثبات الأصول.. حيث أن المناقشة في الزواج المنقطع، والتربة الحسينية، وما شابه ذلك.. لإنسان ينكر أصل الإمامة مثلاً، لا يعد نقاشاً علمياً .
وإذا أراد الله بعبد خيراً قذف في قلبه محبة أهل البيت الطاهرين.. فكيف يمكن أن نزيد هذا الحب مثلاً؟
طريقة إثبات هذا الحب تأتي من
أولاً: الاطلاع التفصيلي على سيرتهم العطرة، قال الإمام الرضا (عليه السلام): (فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا، لاتبعونا ).
ثانياً: الإئتمار بأوامرهم، والانتهاء عن نواهيهم .
فإن هذا قطعاً مما يوجب شرح الصدر، وتغلغل هذا الحب إلى أعماق الوجود.. رزقنا الله تعالى هذه المحبة، بحق محمد وآل محمد !..
وأن خطبة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم الغدير؟
في عودة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من حجة الوداع، وهو في طريقه إلى المدينة، نزل إلى الموضع المعروف بغدير خم.. وليس بموضع إذ ذاك يصلح للمنزل، لعدم الماء فيه والمرعى، وكان في يوم شديد الحر، في الثامن عشر من ذي الحجة.. فأذّن مؤذّن رسول الله بمن تقدّم من الناس، وحثّ من تأخر عنهم في ذلك اليوم.. ولا شك بأن هذا الحثّ في مثل هذا المكان الحار له دلالته، ثم قام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ فأبلغ في الموعظة، ونعى إلى الأمة نفسه، ثم أخذ بيد علي (عليه السلام) فرفعها حتى بان بياض إبطيهما، وقال: (من كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه.. اللهم!.. والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه، وانصُر من نصره، واخذُل من خذله).. ثم نزل فصلى بالناس الظهر، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض ردائه على رأسه، وبعضا تحت قدميه من شدة الرمضاء.. ثم أمر الناس أن يهنئوا علي (عليه السلام) ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين .
وبهذا فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يدع شبهة في هذا المجال، وقام بما أمكنه من المؤثرات الصوتية والإعلامية، وما شابه ذلك؛ لإثبات هذه الحقيقة الكبرى في حياة المسلمين .
وأن الكثير من الكتاب والفطاحل الغير مسلمين ذكروا الإمام علي ومنهم الكاتب المسيحي جورج جرداق في حق علي(عليه السلام)؟
الإمام علي(عليه السلام) وبلا مجاملة شخصية عالمية، بل من ألمع الشخصيات في التراث الإنساني، حيث أن أحد المستشرقين كان يقول عن نهج البلاغة: بأنه تراث بشري، وليس وقفاً على المسلمين فحسب!.. ومن المعلوم أن من روائع ما قيل في علي (عليه السلام) هو ما قاله الأديب المسيحي، بولس سلامة في ملحمته الغدير .
من الطريف أن أحدهم - لعله جورج جرداق، أو من المسيحيين الذين كتبوا في هذا المجال- ذهب إلى أرض العراق، فتهافت عليه الناس يسألونه عن سبب تقديسه وترويجه لشخصية لا تتفق مع عقيدته!.. فطلب إمهاله حتى يجتمعوا في مكان واحد، ثم أردف يقول: بأن مدحه ودفاعه عن علي (عليه السلام)، إنما هو إرضاء وجداني؛ لما يشعر به من الظلامة في حق هذه الشخصية العظيمة، التي غبط حقها طوال التاريخ .
هذه الكلمة لجورج جرداق نقلاً عن مجلة المنبر: (إن الإنسان عندما يبلغ درجة عالية من الإدراك، يصبح موضوعياً، أياً كان المعتقد الفلسفي أو الاجتماعي أو الديني الذي نشأ عليه.. وعلى هذا، ليس في أصحاب المعرفة من لا يوالي القيم الحقيقة حيث كانت ومن حيث أتت ).
فإذا كان هذا المسيحي يحترق لظلامة علي (عليه السلام) ، فكيف بالموالين، بل كيف بأئمة الهدى(عليهم السلام)
لو تأمل البعض في كلمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) في غدير خم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه).. في وحدة السياق، واستعمال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) لكلمة (المولى) له، وللإمام علي (عليه السلام).. بالإضافة إلى استفسار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسؤاله المسلمين: (ألست أولى بكم منكم بأنفسكم)؟.. لوجد أن النبي كان في صدد إثبات حقيقة وإعلان بأن خط النبوة ممتدة في ضمن خط الوصاية.. ومن المناسب أن نذكر هذه الرواية التي تدل على أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان حريصاً على إثبات هذه الحقيقة الكبرى من بداية دعوته المباركة: في حديث إنذار العشيرة، أنه لما نزل قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم)، بني عبد المطلب مرتين، وفي الثانية قال لهم: (يا بني عبد المطلب!.. إني والله ما أعلم شاباً في العرب، جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه.. فأيكم يؤازرني على أمري هذا، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟.. فأحجم القوم عنها غير علي (عليه السلام) وكان أصغرهم إذ قام فقال: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) برقبته وقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا ).وهذا جواب لك يا أخي حول حب الإمام علي ومنزلته كلنا نعرف من هو الإمام ولكن من الأجدر أن نعمل بما عمل هو من حب الله والتضحية لدين الله والتعاون والتكافل الذي كان يقوم به عليه السلام رغم فقره كان يبذل ماله في سبيل الله وطبعاً يكفي عياله وكان يقصر على نفسه في الأكل واللبس ويروى أنه كان يجلس في برد الكوفة بملابسه التي أتى بها من المدينة ..ويروى هو أول من آمن برسالة النبي ودعوته والكثير حرفوها وقالوا هو أول طفل آمن ..ولكن هو أول من آمن وأول من صلى معه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ،كما أنه لم يسجد قط للأصنام ولذلك نحبب أن نقول كرم الله وجهه، وهو الذي افتدى الرسول بروحه إذ بات على فراشه يوم تآمرت القبائل وتألبت لقتله .
ولقد قال فيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : " علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار "
. وقال أيضاً: " يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انه لا نبي من بعدي "
وهو الذي ضرب في السجود، في ليلة التاسع عشر من رمضان جاءت ابنته أم كلثوم وقدمت إليه عند إفطاره طبقاً فيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن وملح خشن ، فلما فرغ من صلاته أقبل على فطوره ، فلما نظر إليه وتأمله حرّك رأسه وبكى بكاءً شديداً عالياً، وقال: ـ يا بنية ما ظننت أنّ بنتاً تسوء أباها كما قد أسأتِ أنت إليّ ـ ، قالت: وماذا يا أباه ؟ قال: ـ يا بنيّة أتقدمين إلى أبيك وجبتين في طبقٍ واحدٍ ؟ أتريدين أن يطول وقوفي غداً بين يدي الله عزّ وجلّ يوم القيامة أنا أريد أن أتّبع أخي وابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما قدّم إليه وجبتين في طبق واحد إلى أن قبضه الله ، يا بنية ما من رجل طاب مطعمه ومشربه وملبسة إلاّ طال وقوفه بين يدي الله عزّ وجلّ يوم القيامة ، يا بنية والله لا آكل شيئاً حتى ترفعي أحد الطبقين )) ، فلما رفعته تقدم إلى الطعام فأكل قرصاً واحداً بالملح الخشن ، ثم حمد الله وأثنى عليه وقام إلى صلاته فصلى ولم يزل راكعاً وساجداً ومتضرعاً إلى الله سبحانه ، ويكثر الدخول والخروج وهو ينظر إلى السماء وهو قلق يتململ، ثم قرأ سورة (يس) حتى ختمها، ثم رقد هنيئة وانتبه مرعوباً، ونهض قائماً وهو يقول: (( اللهم بارك لنا في لقائك )) ويكثر من قول: (( لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم )) وكان (عليه السلام) قد رأى في هذه الليلة رؤيا حدّثت بها ابنته أم كلثوم حيث قال لأولاده: (( إني رأيت الساعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في منامي وهو يقول لي: يا أبا الحسن إنك قادم إلينا عن قريب، يجيء إليك أشقاها فيخضب شيبتك من دم رأسك ، وأنا والله مشتاق إليك وانك عندنا في العشر الآخر من شهر رمضان )).
قال فلما سمعوا كلامه ضجّوا بالبكاء فأقسم عليهم بالسكوت , ثم أقبل يوصيهم ويأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر ثم صلى حتى ذهب بعض الليل , ولم يزل تلك الليلة قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً، ثم يخرج ساعة بعد ساعة يقلب طرفه في السماء وهو يقول: (( والله ما كذبت ولا كذبت ، وإنها الليلة التي وعدت بها )).
المآمرة بقتله وفوزه عند مليك مقتدر ...
وما أن لاح وقت الأذان حتى توضأ ونزل إلى الدار وكان في الدار أوز أهدي إلى الحسين (عليه السلام) ، فلما نزل خرجن وراءه ، ورفرفن وصحن في وجهه، وكان قبل تلك الليلة لم يصحن فقال (عليه السلام): (( لا إله إلاّ الله صوارخ تتبعها نوائح )) ,فلما وصل إلى الباب وعالجه ليفتحه تعلق الباب بمئزره حتى سقط فأخذه وشده وهو يقول :

اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا * ولا تجزع من الموت إذا حلّ بناديكا
ولا تغتر بالدهر وان كان يواتيكا ** كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيكا
والكل يعرف بالمتآمر معاوية ومل خطه لقتل الإمام علي ودفع لأبن ملجم أن يقتل الإمام وعندما دخل الإمام كان يقول : (( أللهم بارك لنا في الموت ، أللهم بارك لي في لقائك ))
وسار أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى دخل المسجد، والقناديل قد خمد ضوؤها، فصلى في المسجد وحده , وكان في المسجد ثلاثة رجال أحدهم اللعين ابن ملجم قاتل الإمام أما الآخران فهما شبيب بن بحيرة ووردان بن مجالد ، فلما أذّن (عليه السلام) ونزل من المئذنة جعل يسبح الله ويقدسه ويكبره واتجه إلى محرابه وقام يصلي فتحرك إذ ذاك ابن ملجم وقف بإزاء الاسطوانة التي كان الإمام (عليه السلام) يصلي عليها، فأمهله حتى صلى الركعة الأولى وركع وسجد السجدة الأولى منها ورفع رأسه ، فعند ذلك أخذ السيف، ثم ضربه على رأسه الشريف ، فوقع الإمام (عليه السلام) على وجهه ولم يتأوه بل قال: (( بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ))، ثم صاح وقال: (( قتلني ابن ملجم ، قتلني ابن اليهودية فزت ورب الكعبة ، فزت ورب الكعبة ـ وأحاط الناس بأمير المؤمنين (عليه السلام) في محرابه وهو يشدّ الضربة ويأخذ التراب ويضعه عليها
ثم تلا قوله تعالى: ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ) طه / 55
وهذا هو الإمام علي كرم الله وجهه وعليه سلام الله الشخصية المؤمن القانت لله فكيف نسى حبه بل الأولى أن نسير على نهجه لأنه سار على نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونهج الله القرآن والذي كان يسارع في الخير كما كان الأنبياء عليهم السلام يسارعون في الخير لقوله تعالى : (و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين) .وهنا المفروض أن نتحد ونتعاون ونتآخى ونعمل لإصلاح وصلاح الأمة والأوطان وأن نعمل على حبه لإسعاد الأخرين ونتجه نحو الله ونكرم الضعيف واليتامى والأرامل والفقراء والمحتاجين وأن نعمل ونبني الأوطان ونقف بوجه كل ظالم والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.49249
Total : 101