Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ثقافة النزول إلى الشوارع (٢)
الخميس, تموز 4, 2013
فائق الشيخ علي







خلاصة ما بينّاه في مقالنا السابق ليوم أمس عن الشعب المصري وثورته , بأنه ليس كما وُصِف خطأً من أنه شعبُّ حيُّ وواعِ , بينما غيره من الشعوب ليست كذلك , كونها شعوباً ميِّتةً ونائمة . المسألة إن لم تكن العكس تماماً , فهي ليست كذلك في أقلّ تقدير . 
حديثنا اليوم سيخصص للشعب العراقي .
الشعب العراقي شعب حيُّ وذكي ومتمرِّد .. هذه الحقيقة التي لا مراء فيها مشخّصة منذ آلاف السنين , دونتها الكتب وأقرّ بها الحكماء وتطرّق إليها المفكرون وعرفها الحكّام والمتسلطون والدول .. ولكن كل الذي حصل خلال التاريخ من إختلاف بشأنها , تمثّل في طريقة العلاج والتعامل مع هذا الشعب العنيف . 
فقبل آلاف السنين ( في الحضارة السومرية والبابلية مثلاً ) كان العراقيون أسياداً , يحكمون أنفسهم بأنفسهم , وما الملك إلاّ وكان واحداً منهم وفيهم , يراقب أفعاله وتصرفاته مجلس حكم مشكلّ من أعيان العراقيين , يعاقبه كَهَنَة المعبد إذا ما أخطأ أو إعتدى . وما العبيد الذين يخدمون الأسياد والدولة إلاّ أسرى أو أُجَراء أو مستخدمون أو مُشتَرون من دول أخرى .
سياسة التعامل باحترام وكرامة مع العراقيين – كأسياد - سياسة مصاحبة للعراق , لكنها كانت متقطعة للأسف على مدى تاريخ أقدم حضارة بالعالم , ولم يخلُ عهد من العهود منها , منذ فجر التاريخ , مروراً بصدر الإسلام وصولاً إلى وقت قريب من القرن العشرين . بيد أن مشكلة الطغيان والإستبداد والديكتاتورية إنما برزت وطغت على تاريخ العراق , ذلك لتسيِّدها في مراحل تاريخية إستمرت قروناً طويلة , فأعطت ذلك الإنطباع السلبي البائس عن مشكلة الحكم في العراق , وبدا وكأنه حكم الظلم والطغيان دوماً وأبدا .
إنما المتأمل في تاريخ هذا البلد سيجد آلاف السنين أطول من مئاتها , وفترات الحرية أطول من الديكتاتورية .. فنحن نتحدث عن ( 8000 ) عاما من الحضارة , سبقت مصر الفرعونية بألف سنة , وليس عن ( 400 ) سنة من الإستعباد العثماني , أو ( 35 ) سنة من ديكتاتورية البعث .
قلنا بأن الجميع قد شخّصوا طبيعة الشعب العراقي , الذي يعيش في بلد ليس له نظير في خيراته وكنوزه , لهذا كان مطمعاً دائماً للغزاة والحكّام معاً , فمنهم مَنْ استخدم سياسة اللين والرفق والإحترام بحق العراقيين , ومنهم مَنْ استخدم سياسة البطش والقسوة والتنكيل بحقه .. بيد إن عددا من حاكميه ومستعمريه إستخدموا سياسة الخداع والتضليل والضحك على هذا الشعب , لأنهم ظنوا بأن هذا الأسلوب هو ذكاءُ منهم في تعاملهم مع شعب ذكي صعب المراس .
لو نظرنا إلى بلدنا بتجرد وبعين منصفة , لوجدناه أكثر بلدان العالم تعرّضاً إلى الغزو والإعتداء من قبل الآخرين , بغض النظر عن الأسباب والدوافع . إن تناوب الغرباء على حكم العراق ودكتاتورية بعض حكامه من شأنه أن يولِّد إختلال واضح لدى الإنسان العراقي , وبالتالي إضطراب في الرؤى والأهداف والتطلعات والمطالب , ذلك لغياب التواصل والتراكم في سياق مطالب العيش وتحقيق الحياة الحرّة الكريمة .

شواهد تاريخية قريبة :

لا نريد أن نتوغل أكثر من هذا في السرد والتحليل للتاريخ البعيد , إنما نقفز إلى شواهد من تاريخنا القريب , بعضها مظلم , والآخر مضيء . فخلال أربعة قرون من الحكم العثماني استُخدِمَت أرض العراق كغِلَّة للسلطان العثماني , وكان كل همّ شيوخ العشائر العراقية أن يزرع أبناؤها ليغذّوا جيوش السلطان , من دون أية مظاهر عمرانية أو بناء في المدن , فضلا عن بناء الإنسان العراقي ذاته , تقوم به الدولة .
لهذا لم تُعرَف أي حياة سياسية أو حزبية بالعراق , إلاّ في أواخر العهد العثماني أيام حكم الإتحاد والترّقي , وكان كل ما يحصل خلال القرون الماضية عبارة عن تمردات وثورات عشائرية ( وبعضها دينية في المدن المقدسة ) ضد الولاة العثمانيين لتحقيق مكاسب آنيّة ومادية , باعتبار العشيرة وحدة تنظيمية واضحة , من الممكن أن تقوم بدور قتالي أو عصياني وفق نظام الأوامر .
بعد دخول البريطانيين إلى العراق , ومن ثم إنتصارهم على الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى , صنعوا نظاماً سياسياً عسكرياً بالعراق مكوّناً من ضبّاط سابقين في الدولة العثمانية , إلتحقوا بركب البريطانيين منذ ثورة الشريف حسين إبن علي في الحجاز عام 1916م . 
نعم لا يُنكَر بأن شيئاً من الحرية والحياة الحزبية والسياسية والبرلمانية البدائية قد بدأت في العراق بعد تولي الملك فيصل الول الحكم عام 1921م , لكن مقاليد السلطة ومفاتيح الحكم كان يُمسك بتلابيبها الضبّاط العسكريون السابقون . لذا بقيت حتى ثلاثينات القرن العشرين كل مظاهر الإحتجاج والرفض والمعارضة لنظام الحكم الملكي عشائرية بدرجة أساس , مع ولادة بعض الأحزاب الوطنية وقتذاك .
أستذكر هنا الصديق حسن طالب الملاّ حمادي الذي أعدّ رسالته الماجستير – قسم العلوم السياسية عن ( التمردات العشائرية في الثلاثينات بالعراق ) بإشراف الدكتور عبد الرضا الطعّان , وكان قد حصل حينها على وثائق بريطانية تكشف عن حقيقة تلك التمردات وخفاياها , لم يتمكن الملاّ حمادي من تقديم الرسالة لوجود موانع سياسية من قبل نظام حكم صدّام حسين في ثمانينات القرن الماضي .

التظاهرات السياسية :

لم تتخذ مظاهر الإحتجاجات على الحكم الملكي العراقي الطابع السياسي التنظيمي الحقيقي إلاّ في أربعينات القرن الماضي , ذلك بعد تنامي وتغلغل أفكار الحزب الشيوعي العراقي بين صفوف العراقيين وطبقاته الفقيرة , من فلاّحين وعمّال وكَسَبَة .. فصارت الجماهير العراقية تخرج في مظاهرات حاشدة ومنظّمة إلى الشوارع , مطالبة بحقوقها , ومعلنة عن مواقفها السياسية إزاء الأحداث والتطورات السياسية .
بيد إن هذا الرأي الذي نزعمه لا ينفي تاريخ ووجود الأحزاب التي سبقت , ولا يقلل أبداً من شأن التظاهرات والإحتجاجات التي لحقت في خمسينات القرن الماضي . فلقد صار باستطاعة الأحزاب القومية والناصرية المشاركة والتبني للتظاهرات الجماهيرية , وإنزال الناس إلى الشوارع , سيّما بعد نشوء تلك الأحزاب ونجاح إنقلاب جمال عبد الناصر في مصر عام 1952م .
نستطيع الزعم بان هذا الحال إستمر في العراق حتى مجيء البعث مرة أخرى إلى الحكم عام 1968م . وبغض النظر عمّا جرى خلال فترة حكم أحمد حسن البكر في العقد السبعيني من تشكيل لجبهة وطنية سياسية شكلية ضمّت عددا من الأحزاب , بدأت فترة القمع والمنع وإقصاء الأحزاب السياسية من الساحة خلال حكمه , حتى تتوّجت تلك السياسة بانفراد صدّام حسين بالسلطة في العراق عام 1979م , ويومها حدثت الطامة الكبرى .

مسيرات لا تظاهرات :

لم يعد في العراق خلال حكم صدّام مسموحا لوجود أحزاب أو منظمات سياسية , باستثناء حزب البعث العربي الإشتراكي , فضلاً عن ممارسة دورها السياسي . ولم يعد هناك أي ذكر لتظاهرة معارضة للحكم أو مطالبة بحقوق سياسية أو ثقافية أو إجتماعية , بل حلّت ثقافة المسيرات المؤيدة للسيد الرئيس وللحزب والثورة . حلّ حكم الحزب الواحد والولاء لصدام .
لقد دُمِّرَ العراق سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً . قُضي على الأحزاب , وتحولنا إلى دولة محارِبة في المنطقة . وتوزّع معارضو الحكم بين معدوم أو مسجون أو متخفِّ أو هارب إلى خارج العراق , وانقطع حبل الوصل بين الداخل والخارج . 
( 24 ) أربع وعشرون سنة من التعتيم الإعلامي على العراقيين , وتغييب كامل عن سماع أو مشاهدة حقيقة ما كان يجري في العالم الخارجي من تقدّم وتطوّر . ( 24 ) أربع وعشرون سنة من الكبت والحرمان والمسخيّة للإنسان وكرامته , من التجويع والإذلال والإمتهان لآدمية البشر , من التبعيث الكامل للشعب والمؤسسات والدوائر . 
ونحن في منتصف العهد من حكم صدّام ثار العراقيون عام 1991م ضد نظام حكمه , بعد هزيمة منكرة لقواتنا في حرب الخليج الثانية .. يومها عمّت التظاهرات شوارع المدن الثائرة وهي تهتف ( يصدّام شيل إيدك .. شعب العراق ميريدك ) بيد أن تلك الفرحة , تلك الممارسة الغائبة طويلا لم تستمر إلاّ أياماً , لتعبّر عن مخزون هائل من الحقد والكراهية والمعارضة لنظام إستبدادي بشع , سرعان ما خمد أُوارها وخبا جمرها وانطفأ لهيبها وبرد سَعْرُها من خلال الإجهاز عليها بطريقة بشعة .

عصيان الصدر الثاني :

في عام 1998م إستغل الشهيد المقدّس السيد محمد محمد صادق الصدر سياسة صدّام المتمثلة زيفاً وكذباً بالحملة الإيمانية , وصار يطرح مشروعه الإصلاحي التوعوي من خلال منبر مسجد الكوفة . وفي خطبه ليوم الجمعة راح يدعو للعصيان والتظاهر والمطالبة بالحقوق المدنيّة ( للمزيد أنظر كتابنا : إغتيال شعب , طبع لندن , سنة 2000م ) وقد إستجابت جماهير المصلّين لنداءاته وخطبه . وحصلت حالات عصيان وتظاهرات في مدن عراقية عدة , وبمجرد أن إستشعر صدّام الخطر الداهم إغتال الشهيد المقدّس ونجليه ليئِدَ المشروع الإصلاحي في مهده .. إستمر الحال هكذا حتى مجيء الأميركيين إلى العراق عام 2003م وإسقاطهم حكم صدّام .
( ملاحظة : يتبعها الحلقة الأخيرة )

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46816
Total : 101