Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هارون الرشيد يُبعث حيًا
الجمعة, أيلول 4, 2015
خالد القشطيني

أمام تردي الأحوال في العراق وتشرد النخبة في الخارج، أصبح حديثهم ينصب على الحنين للماضي. وغدا الماضي المعاصر يتجسم في شخصية نوري السعيد، الحاكم الفعلي للعراق طوال العهد الملكي. لا ينفك القوم عن سرد حكاياته، الحكيم منها والطريف، والصحيح والزائف. أصبح الباشا مثل هارون الرشيد تلصق به شتى الحكايات والأقوال ولا تعرف صحيحها من كاذبها، كأي شيء من تراثنا العربي.
وككل حكايات هارون الرشيد نجد فيها الكثير من المتعة، فلا تسأل عن مصداقيتها. اسمعها واستمتع بها وتعلّم من حكمتها. بيد أن الحكاية التالية كانت حقيقية، لأنني سمعتها من صديقي يوسف محمد سليم، رحمه الله، عندما كان ضابطًا في الحرس الملكي. قال إنه وقف مكلفًا حراسة شرفة القصر الملكي في مصيف سرسنك بكردستان. وكان الباشا جالسًا بمعية أرشد العمري، رئيس الحكومة عندئذٍ. حضر الطباخ السوداني عثمان عمر، ووضع أمامهما عثقًا من تمر البرحي وصل توًا من البصرة. لم يتمالك العمري، وهو من أهل الموصل ولا يعرفون التمر، من مد يده ليلتقط أحسن ما في العثق من التمرات الناضجة ويأكلها فيما كان يتبادل النقاش بشأن تحرير فلسطين.
تضايق نوري السعيد من ذلك وأدرك أن زميله لن يترك من عثق التمر ما يستحق الأكل. ولكنه لم يعرف كيف يحذر رئيس وزراء آخر من ذلك. فنادى على الطباخ: «عثمان، أنت طباخ وتعرف بالأكل. هو التمر يؤكل قبل الغدا أو بعد الغدا؟ قل لي».
أدرك عثمان أن الباشا وضعه في مأزق خطير. فكلا الرجلين رئيس حكومة، وعراقي، رأسهم حار، وهو سوداني. فليس من الحكمة أن يزعج أيًا أحد منهما، وإن لم تبدأ الحكومات بعد في شنق المواطن عن أي كلمة تزعجها. تململ عثمان وقال بلهجته السودانية: «والله باشا فيه ناس ياكلون التمر قبل الأكل، وفيه ناس يحبون ياكلوه بعد الأكل». دبلوماسية لا غبار عليها. ولكن نوري السعيد لم يستفد كثيرًا من جوابه، كما هو الأمر في أي شيء تسمعه من دبلوماسي حاذق.
«ولك عثمان قل الصدق! مو إحنا ضيعنا حتى طعم حلقنا بهالزمان!».
قال الباشا وهو يحدق بعينيه في وجه زميله المصلاوي. ولكن كلماته كانت كافية لمسك يده عن عثق البرحي اللذيذ فلم يتعرض إليه بعد ذلك.
ولنوري السعيد كلمات خلدت في أذهان الكثير من العراقيين. حدثت مناقشة حادة في مجلس النواب وتهجموا فيها عليه وعلى سياسته. وعند الاستراحة جلس مع نفر منهم وقال لهم: «اسمعوا زين! هذا العراق مثل برميل مليان نجاسات ونحن قاعدين عليه. ما إن تزيحونا من أماكننا فوقه حتى تشوفون كل هالنجاسات تتدفق وتملى البلد بقاذوراتها وريحتها الكريهة».
وكانت كلمة من حكميات نوري السعيد. وها نحن نرى مصداقيتها منذ أن أزاحوه من مكانه فوق البرميل ورائحة نجاسات الفساد تتدفق في كل الاتجاهات، ويختنق الجميع برائحتها إلا من شبوا وتربوا عليها ممن سماهم حيدر العبادي الفاسدين.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47289
Total : 101