Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
دوامة العنف في المجتمع العراقي : إلى أين ؟!
الأحد, كانون الثاني 5, 2014
ثامر عباس


قليلة هي الشعوب التي لم تتعلم من أخطائها التمكررة ، وأقل منها تلك التي لم تتعض بدروس غيرها المتواترة . إما لأنها استمرأت حالة التخلف الفاشية فيها ، واستعذبت وضعية العطالة المجبولة عليها ، وإما لأنها استهانة بتجارب سواها رغم نجاحها ، واستكبرت الاستعانة بخبرة الآخرين رغم أهميتها ، على خلفية أوهام عراقتها التاريخية واصالتها الحضارية وقدامتها المدنية وأولويتها الدينية . ولهذا يبدو إن الصواب قد جانب الفيلسوف (ماركس) حين قال ((ليس في مقدور أمة أن تكرر الحماقات نفسها كثيرا"جدا")) . ولعل تخبط المجتمع العراقي في دوامات صراعه السياسي وأعاصير احترابه الاجتماعي ، وعواصف تهتكه الوطني ، وزوابع تفككه القيمي ، دون وجود بارقة أمل توحي بتطلع القيمين على مصيره والمسؤولين عن مستقبله ، نحو البحث عن مخارج واقعية تقيه شرور التمزق الوشيك ، والسعي لإيجاد حلول عقلانية تجنبه مآزق الانهيار المحتمل . نقول إن معطيات هذه الحالة الشاذة باتت تعزز الانطباع المتضمن ؛ انه ليس في وارد حسابات أطراف المعضلة العراقية ، الاهتداء إلى سبل تجاوز أخطاء الماضي للحفاظ على مكتسبات الحاضر ، كما ليس في نيتها تلافي انحرافات الحاضر لضمان سلامة المستقبل . وهو الأمر الذي سيجعل من الركون إلى منطق العقل وفيصل الحكمة ، أمرا"متعذرا"إن لم يكن مستحيلا"، لاسيما في ضوء تصاعد حمى التخندق الديني / الطائفي ، والتمترس القومي / العنصري ، والاستقطاب القبلي / العشائري ، والتحصّن السياسي / الحزبي . ولهذا فان إصرار المجتمع العراقي على ترويج ثقافة العنف البيني ، برغم كل المآسي التي حلت بأفراده ، واجتيافه لقيم الكراهية برغم جميع الكوارث التي جنتها مكوناته ، بات يعد في طليعة تلك الشعوب التي أثبتت أميتها السياسية رغم تشدقها بالديمقراطية ، وبرهنت على جهالتها الحضارية رغم تبجحها بالعقلانية ، وأكدت همجيتها الإنسانية رغم تغنيها بالتعددية . ذلك لأن المجتمع المغلوب على أمره ، والمستلب في وعيه ، والمنكوب في كبرياءه ، غالبا"ما يكون أشبه بالمرجل الذي يغلي بالنزعات العدوانية ، أو بالبركان الذي يمور بحمم الاحتقانات التعصبية . فإذا ما عجز عن تفريغ تلك الشحنات خارج كيانه ، وتمكن من إزاحة تلك الاحتقانات بعيدا"عن بيئته ، فان مسألة الانكفاء على الذات لجلدها ، والانتحاء صوب الأنا لتحطيمها ، ستغدو حقيقة واقعة لا مناص منها أو الالتفاف عليها . بحيث لن يتردد في البحث عن كبش فداء يسقط عليه جام غضبه ، ويثأر منه انتقاما"لخصاء إرادته . وهكذا يتحول البعض إلى دريئة لطعان البعض الآخر ، وينقلب هذا الطرف هدفا"لمرمى الطرف الآخر ، كما هو حاصل الآن بين مكونات المجتمع العراقي . فبصرف النظر عن التجارب المأساوية التي سبق للمجتمع العراقي أن خاض غمارها في عقد الأربعينيات من القرن المنصرم ، حين تعرضت الطائفة اليهودية العراقية إلى محنة التهجير القسري ، بعد أن استباحت حرماتها ونهبت ممتلكاتها وشردت عوائلها (ظاهرة الفرهود) ، بزعم موالاة أبنائها للحركة الصهيونية يومذاك ، مثلما وقع لآلاف العوائل العراقية المسالمة ، إبان الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات من القرن الفائت ، والتي انتزعت من بيوتها وجرّدت من مواطنيتها ، وهجّرت ، من ثم ، بين ليلة وضحاها إلى الحدود الإيرانية ، بحجة أنها موالية لحكومة الملالي في طهران . نقول انه بصرف النظر عن تلك الحوادث المؤسفة ، وما تمخض عنها من جروح سيكولوجية عميقة وندوب سوسيولوجية غائرة ، لم تبرح آثارها رابضة في قاع الوجدان العراقي الآثم . إلاّ أنها – ويا للعجب - لم تشكل دروسا"يتعض بحصيلتها العراقيين ، لا بالمانع الوطني أو الوازع الديني أو الدافع الإنساني ، لتفادي مظاهر العنف الطائفي التي اجتاحت ربوع العراق كما النار في الهشيم ، اثر سقوط الدولة وانهيار النظام وتلاشي السلطة ، نتيجة لتداعيات الغزو الأمريكي عام 2003 ، فضلا"عن استشراء نوازع التقتيل والتنكيل والتمثيل ، وكأن الضحايا ليسوا من أبناء الوطن الواحد والدين الواحد والقومية الواحدة . والأنكى من ذلك فان مآسي الأمس وكوارث اليوم ، لم تقف حائلا"دون إعادة الكرة والانزلاق مجددا"صوب هاوية التطهير الجماعي ، كما يحدث الآن لأبناء هذا البلد (= العراق) من الدين المسيحي ، إمعانا"في تمزيق روابط نسيجه الاجتماعي ، وتفكيك عرى تآلفه الروحي ، التي طالما كانت من معالم تكوين المجتمع وملامح خصوصيته الحضارية . ولهذا وبرغم أن غالبية العلوم الاجتماعية والإنسانية لم تبرح تؤكد؛ إن المجتمعات البشرية كافة صغيرها وكبيرها قديمها وحديثها غنيها وفقيرها ، ملزمة بالخضوع لأواليات الجدلية الاجتماعية والانصياع لقوانينها ، بكل ما تنطوي عليه تلك الالزامات من ضرورة الانخراط ، ليس فقط في أتون التحرر من رواسب الماضي الأسطوري ، والانعتاق من مخلفات الوعي البدائي فحسب ، بل الإسهام في تطوير مقومات الحاضر السياسي ، والمبادرة في تثوير مستلزمات المستقبل الثقافي . فان الواقع لا يعدم وجود مجتمعات – كما هو حال المجتمع العراقي - تعاند مثل هذه الجدلية وتسعى للخروج على قوانينها الموضوعية ، وتشرع بالتقهقر، من ثم ، إلى حضيض بربريتها الأولى ؟! ليس لأنها تفتقر للمقومات المادية والمؤهلات المعنوية ، اللازمة لإحداث مثل ذلك التحول التاريخي وإنجاز مثل تلك القفزة الضرورية . إنما لعجزها المزمن في تقدير قيمة ما تملك من جهة ، وتخلفها المتوطن في إمكانية استثمار تلك المعطيات استثمارا"خلاقا"من جهة أخرى . وبدلا"من أن تجتهد في البحث عن أسباب عقمها الحضاري وانسدادها التاريخي للتغلب عليها وتخطيها ، فهي تلجأ إليها كمبرر لتقاعسها عن اللحاق بالركب الإنساني ، وكمسوغ لتخليها عن الإسهام في إثراء مدنيته . ولعل هناك من ينفي إمكانية حصول مثل هذه الردة أو وقوع مثل ذلك النكوص ، بواقع إن الفاعل الاجتماعي (= الإنسان) لا يملك خيار تخطي أو تجاوز تلك القيود الطبيعية / الحتمية ، من منطلق كونه موجود مغروز بالجغرافيا وكينونة مشروطة بالتاريخ وذات مؤطرة بالواقع . بيد أنه إذا كانت السيرورة الطبيعية نفسها تشهد ، في بعض الأحيان ، انحرافا"عن مسارها المفترض ، أو بالعكس تخطيا"لغائيتها المتوقعة ، وفقا"للمبدأ الذي ينص على ؛ إن لكل قاعدة شواذ . فلماذا ، والحالة هذه ، لا يعتري السيرورة الاجتماعية انحرافا"مماثلا"أو تخطيا"مشابها"، استنادا"لذات المبدأ ، سيما وان عوامل من مثل الإرادة والوعي ، تلعب في الحالة الأخيرة دورا"حاسما"، بالقياس إلى انعدام تأثيرها في الحالة الأولى ؟ . وهكذا فان صحّت احتمالات تعرض المجتمع العراقي لديناميات الجدلية الاجتماعية ، وتأثر مكوناته بعوامل اشتغال سيرورتها ، فالمرجح أنها ستكون ديناميات معكوسة – إن صح التعبير - تعمل على تفكيك مدماك وحدته الاجتماعية بدلا"من لملت شعثها ، وتحلل سبيكة قيمه الرمزية بدلا"من اتحاد عناصرها ، وتآكل معمار شخصيته الحضارية بدلا"من سمتنة أصولها . وعلى خلاف مواقف الشعوب الحيّة والأمم الواعية ، التي ما أن تتعرض للاختلالات البنيوية المباغتة ، والتصدعات القيمية المفاجئة ، والانكسارات النفسية الطارئة ، حتى تسارع إلى تغليب حسها الوطني على هوسها العصبوي ، وتبادر إلى كبح جماح انتماءاتها الفرعية وولاءاتها التحتية ، لصالح انتمائها الجمعي وولائها الفوقي . فان المجتمع العراقي يجد في تلك النوائب والمصائب ، فرصة مؤاتية لإطلاق العنان لمكبوته من نوازع العنف ، وسبيلا"ملائما"لتحرير مخزونه من دوافع الفوضى ، بحيث إن تواتر حالات تعرضه لمثل تلك الهزات السياسية والانعطافات التاريخية ، تبيح لنا الاستنتاج بان مؤشر خطه البياني آخذ بالانحدار ، وفقا"لمضاعفات المتوالية الهندسية ، مع تكرار وقوع كل حدث وتوالي حصول كل واقعة ، للحد الذي تنذر بارتداده إلى قبائل ما قبل المجتمع وأقوام ما قبل الدولة .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4487
Total : 101