Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ماهي العلاقة بين المعدة السليمة....والحكومة المثالية؟
الخميس, شباط 5, 2015
ثامر مراد

قذف بي القدر في أحد ألأيام المنصهرة للجلوس بالقرب من أحد الرجال المسنين في مكانٍ عام. كان الرجل المسن شفافا باحثاً عن الحياة في كل تفاصيلها القريبة والبعيدة. كانت عيناه ساهمتان تنظران في زوايا مختلفة كأنه يبحثُ عن شيءٍ مفقود في هذا العالم. بلا سابق تخطيط راح يتحدث عن مواضيع لاتعد ولاتحصى كأنه موسوعة أدبية أنفرط عقدها في زمانٍ لم يعد له وجود. راح يحدثني عن الشاعر ألأنكليزي ووردز وورث أو هذا مافهمته من خلال تلك ألأبيات ألأنكليزية التي راحت تنطلق من بين شفتيه كأنها سمفونية لم يعد أحد يستسيغ ألأستماع اليها. ملخص ألأبيات أن ألأنسان ينبغي عليه أن ينتبه لنفسهِ ولا يوجود هناك مسوغ لقضاء جل الوقت في العمل ليلاً ونهاراً. يجب على ألأنسان الطبيعي أن يخصص ثمانِ ساعات للعمل وثمانِ ساعات أخرى للجلوس مع من يحب أو يقضيها في التنقل بين الحدائق وأماكن الترفيه وباقِ الثمان ساعات يخصصها للنوم. العمل المتواصل بدون راحة يؤدي الى هلاك ألأنسان وأصابته بأمراض كثيرة. تركتهُ يتحدث بلا توقف وكأنه وجد في شخصي متنفساً له لقول أشياء كثيرة أخرى. على الرغم من أنه تجاوز السبعين بَيْدَ أنه لازال يحتفظ بروح الشباب في مقاييس ومعايير كثيرة. على حين غرة إلتفت الي وسألني " ماذا تفهم حينما أقول لك ...ماهي العلاقة بين المعدة السليمة والحكومة المثالية؟" . لم أنبس ببنت شفه, لأنني لم أستحضر المفهوم الذي يرمي اليه. حاولت تجنب الموضوع إلا أنه أصر متحدياً وراح يكرر السؤال علي وكأنني طالبٌ في ألأبتدائية أمامه. حقيقة ألأمر , أردتهُ أن يشرح لي المفهوم الذي يراوده. لم ينتظر جوابي وراح يتكلم بلا توقف " الحقيقة هناك تشابه مجازي كبير بين المعدة السليمة والحكومة المثالية. المعدة السليمة كأنك لاتشعر بوجودها. لاتتألم بسببها ولاتسبب لك – تأوهات- أو معاناة لأنها سليمة معافاة من كل ألأمراض, تستطيع أن تتناول مايحلوا لك من مذاقات الطعام المختلفة وتشعر بسعادة كبيرة. المعدة المريضة تفرض عليك قيوداً وقوانين كثيرة تجعلك تئن كل ساعات الليل والنهار. تخشى أن تتناول الطعام الفلاني لأن ذلك يسبب لك تقرحات وآلام لاتطاق وبالتالي تتحول حياتك الى جحيم. لن تعرف معنى الراحة والسعادة طيلة الفترة التي تعيشها وأنت تملك معدة غير سليمة..إنه الجحيم بعينه. لن ترى الحياة المشرقة الجميلة , لن تشعر بحلاوة الطقس مهما كان ربيعياً أو مشمساً. نستخلص من كل هذا أن المعدة السليمة تجعلك تشعر بالحياة ومباهجهها المختلفة. هذا يشبه بالضبط الحكومة المثالية أو عكسها. حينما تجد أن هناك حكومة مثالية – وأنت واقع تحت سيطرة تلك الحكومة- تتوقف سعادتك على مدى جودة تلك الحكومة أو ردائتها. على سبيل المثال نحنُ هنا في هذا البلد الجريح نشكو من عدم وجودحكومة مثالية وهذا بالتالي يقودنا الى العيش في قلقلٍ مستمر ليس له قرار. 
حينما نجوب شوارع المدينة بسياراتنا الشخصية أو العامة نتعرض الى مضايقات جمة من قبل ممثلي الحكومة بكل شرائحها. حينما نقف عند سيطرةٍ ما يواجهنا السؤال التقليدي " من أين أنت قادم والى أي مكان تريد الذهاب؟" . ما دخل صاحب السيطرة في تنقلي في مساحة كبيرة أسمها – وطني- ؟ أنا يحق لي أن أذهب الى اي مكان داخل مدينتي أو خارجها لأنني أنتمي الى وطن أو بلاد واحد من أقصى شماله الى أقصى جنوبه. أنا لم أرتكب حماقة يعاقبني عليها القانون ولم أسرق أحد ولم أسطو على مصرف من المصارف . إذن, أنا حر في التنقل ولايحق لأحد- حسب القانون- أن يوجه هذا السؤال. حينما اذهب الى دائرةٍ ما أشعر بالمرارة كي أنجز المعاملة التي جئتُ من أجلها وهذا ألمٌ آخر يضاف الى آلامي الكثيرة الشخصية . أنا لااستطيع أن أرافق عائلتي أو لوحدي الى أي مرفقٍ من المرافق الترفيهية في الليل خوفاً من أشياء كثيرة معرفة لك ولي.  أنا لم أحصل على حقوقي كاملة – كمواطن ينتمي الى هذا البلد- كافة الحقوق مهمشة بالنسبة لي واشعر بضياعٍ تام. إذن, الحكومة التي أعيش تحت سيطرتها هي غير مثالية وغير سليمة وهذا يسبب لي آلاماً لاتطاق كالمعدة المريضة التي تسبب لي هي ألأخرى معاناة كثيرة. حكومة سويسرا كما نسمع أنها حكومة مثالية ويعيش المواطن هناك لايخشى أي شيء إذا لم يكن قد إخترق القانون المرسوم له. من كل هذا الحديث نستطيع أن نستخلص أن المعدة السليمة تشبه الحكومة المثالية بنواحي كثيرة....والمعدة المريضة تشبه الحكومة غير المثالية. إنتهي حديث الرجل المسن. لم أستطع أن أضيف الى كلامة كلمة أخرى لأنني فهمتُ من خلال فلسفته التي يؤمن بها أنها قريبة جدا للواقع الذي نعيشه. تذكرتُ مرة حينما كانت معدتي تؤلمني كم كنتُ أعيش في حزنٍ والمٍ ليس له مثيل, وتذكرتُ كم أنني كنتُ أعيش في ألمٍ وحزنٍ كبير حينما كانت ألأجساد تقتل وترمى في المزابل بحجة ألأنتماء الى طائفة أخرى..وكم كنتُ أتلم وأخاف حينما يوقفني رجل السيطرة أو حينما أنتقل من منطقة الى أخرى لأننا نعيش في قلق وخوف من كل شيء . حقاً أن هناك تشابه كبير بين المعدة السليمة والحكومة المثالية.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.43669
Total : 101