Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
تشويه مفاهيم سامية ( العرفان نموذجا )
الأحد, نيسان 5, 2015
عبد الهادي الزيدي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كثيرة هي المفاهيم التي يتحدث بها رجال دين دون ان يفقهوا مغزاها ومعناها الحقيقيين، و ينقلونها الى المجتمع ويوهمونه بانها نتاج تحقيق وتدقيق وجهد مضني، وفي الواقع انهم لم يكلفوا انفسهم التفكير بها حتى، يسوقونها كيف ما سمعوها ، والنتيجة يأخذها اتباعهم عنهم على نحو المسلمات ولم يتركوا مجالا للإنصات لصوت الاخرين، لعل هناك كلاما اكثر دقة، وعلى هذا الاساس يخطؤون الجميع مهما كان شأنهم لا لشيء الا لان صاحبهم قال.
من هذه المفاهيم (العرفان) نسمع بين الحين والاخر كلاما عن العرفان.. هذا لم يدرس العرفان، وفلان لم يكمل الطريق وفلان لم يبلغ المقام الفلاني..الخ . وقد جعل البعض العرفان احد شروط القيادة الدينية ـــ اعني بحسب عرضهم لهذا المفهوم ـــ لا بالمعنى الحقيقي له.
والكلام سيكون على محورين .
المحور الاول: 
ما هو العرفان؟ . هو : تخلية النفس مما يشوبها من درن وتحليتها بالصفات والخصال الحميدة، وبطبيعة الحال هذا الامر يتطلب مجاهدة النفس لأنها تحاول جر الانسان الى شهواتها ورغباتها على حساب ما امر العمل به وفق التشريعات السماوية. اما الرياضات الروحية فيشترك بها الكثير حتى ممن لا يعتنق دين سماوي، كبعض الديانات الشرقية القديمة وبعض الممارسات مثل اليوكا، فانهم بهذه الرياضات يمكنهم الحصول على الطاقات الروحية التي تشابه الى حد ما الطاقات الخارقة للعادة.
نعم لا بد ان يكون القائد الجامع للشرائط (عارفاً ) اي بمعنى اتصافه بأعلى درجات التقوى والورع ومخالفة النفس والهوى، روي عن أبي محمد العسكري عليه السلام : ( فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون الا لبعض فقهاء شيعتنا ) / عوائد الايام المحقق النراقي ص 542
ونتيجة التقوى والورع ان يرزقه الله سبحانه ثمارها ويهديه الى ما لا يستطيع غيره الاهتداء اليه, لذا فان ثمار العرفان المعرفة الكاملة بالمنظومة الاسلامية والشرعية ، ومن هنا يتضح سبب تفرد هذا السنخ من العلماء للاهتداء الى امور لا يلتفت اليها غيرهم ، قال الصدر الثاني (قد) : ( الفرق بيني وبينكم انا التفت الى امور لا تلتفتون اليها ) وهذا يبين لنا السر في طرح الشيخ اليعقوبي المتجدد حيث انه يطرح اموراً وقضايا لم تخطر على بال احد من تفسير لآيات او فهم لروايات ولم يسبقه اليها احد. اما الاخرين فلا يتوقع منهم هذا الشيء والدليل سيرتهم حتى اطلق عليهم (الكلاسيكيون)، وقد وردت الروايات التي تشير الى القلة القليلة ممن يحمون ويرتقون بالإسلام، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : (يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ، ينفون عنه تأويل المبطلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال الجاهلين ، كما ينفي الكير خبث الحديد)/ وسائل الشيعة ، الحر العاملي، ج 27 ص 151.
ومن هنا نفهم ان الاسلام محتاج الى هذا السنخ من العلماء فهم القائمون عليه وهم حاموه من المضللين والمبطلين، وقد حمى الله هذا الدين بهم (المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها )/ الكافي ، الكليني ج1 ص 38, وليس كما يحاول ان يصور بعضهم ان الدين اكتمل ولا يحتاج لاحد، فلولا العلماء الربانيون لكان الاسلام عرضة للنهب، نعم اكملت لكم دينكم اي ان الدين الطريق . بناءً على التفريق بين الدين والشريعة، فالشريعة تحتاج الى الصون والتكيّف مع مستوى المجتمع والظروف المتغيرة مع الاخذ بنظر الاعتبار وجود ثوابت لا تغير فيها.
واذا لم يتحلَ القائد الديني بهذا المستوى من المعرفة بالأخلاق السامية والصفات الحميدة وترسخت في نفسه لتصونه من الصفات الذميمة كالحسد والحقد على الاخرين وعدم نكران الذات والشجاعة وغيرها.. فانه سيكون عالما كالعلماء الاخرين في العلوم الاخرى، اي انه يدرس الاصول والفقه واللغة وغيرها من العلوم التي تدرس في الحوزة كعلوم وبالتالي فإنها ليس حكراً على المسلم بل هناك من خارج هذا الدين وتجده ضليعا بتفاصيل هذه العلوم بل قد يفوق المسلمين بها. يوجد هذا النمط في الحوزة يتعامل مع العلوم الدينية بمعزل عن الروحية التي يجب توافرها في قيادة المؤمنين، وهذا يخسر كثير من المسائل التي يفقهها السنخ الاخر من القيادة وهذا هو الفرق وهو سبب احتياج الامة لهذا التوجه في القيادة الدينية. 
المحور الثاني:
هل بالضرورة ان يكون القائد الديني عارفاً بالمعنى الذي يشيعه البعض؟.
خير ما يستدل به على هذا الموضوع سيرة المعصومين (ع) والعلماء الصالحين ، لا بد من الحديث عن طريقة تعاملهم مع المجتمع سواء كان معصوماً او عالماً في زمن الغيبة، وان كان عارفاً بمعنى انه مطلع على المنظومة الاسلامية والشرعية بشكل كامل، الا انه ملزم بالتعامل بحسب الظاهر مع الناس، وهذا ما ثبت في زمن رسول الله (ص) والائمة (ع) والقيادات الصالحة، والتجارب واضحة لا تحتاج الى اثبات. واذا كانوا ملزمين بالتعامل بهذا الشكل اذا ما معنى ان يكون المرجع عارفا بالمعنى الشائع المبهم؟ نعم تقدم الحديث عن ضرورة القائد عارفا والسبب حتى يتسنى له قيادة الامة بشكل صحيح، وبمعنى الاطلاع على المنظومة المتكاملة، والا فكيف رضيتم بقيادة الصدر الاول (قد) ؟, ولم يكن من العارفين بالمعنى السائد بشهادة الصدر الثاني (قد), في لقاء الحنانة. ثم كيف يرجع بعض اتباع الصدر الثاني (قد) بعد استشهاده الى مرجع لم يعترف بالعرفان ويطلق على من يتبناه الفاظا غير لائقة؟! . نعم يحتاج المجتمع بين الحين والاخر لإظهار بعض المسائل ليفرقوا بينه وبين غيره من القيادات المتقمصة، لكن ليس على طول الخط، بل وردت روايات عن الائمة (ع) بالتحذير من نقل هذه المسائل خوفا على المجتمع لاختلاف مستوياتهم. ولو انهم تعاملوا وفق الباطن وما يعلمون به حقاً لضاع مبدأ : لينجوا من نجى عن بينة ويهلك من هلك عن بينة. فالجميع متساوون بالفرص. فأمير المؤمنين (ع) يعلم ان بن ملجم قاتله، لكن يجب عليه اعطاؤه الفرصة لآخر لحظة قبل ارتكابه اكبر معصية، ولو انه فعل خلاف ذلك وقام بقتل اللعين قبلها للامه الناس على فعله لانهم لا يعلمون ما يعلم.. اذا فالعارف يعلم بالباطن كونه نتيجة طبيعية لتقواه وجهاد النفس ليكون عالما بما يدور حوله بتسديد من الله تعالى. لذا فان العارف لا يتكلم بالعرفان بالطريقة السمجة التي يتحدث بها بعضهم، انما يعمل به على ارض الواقع، لذا ورد عن بعضهم ان العرفان لا يكتب، وان كتب عنه شيء فهي الفاظ تدل على شيء اخر، فهناك الكثير ممن يتحدث بألفاظ العرفان الا انها لا تعدو كونها الفاظا، كالعطشان الذي يتلفظ باسم الماء فانه لن يرتوي لمجرد ذكر الماء، وانما يرتوي متى ما شرب الماء حقيقة وان لم يذكر لفظه.. فالتفتوا..
والمسألة المهمة وهي في صميم دور القيادة الدينية، هو هداية الناس الى جادة الصواب وتحديد الطريق والسبيل الافضل والاقرب، والارتقاء بهم باتباع منهج اخلاقي واجتماعي ونفسي وثقافي حقيقي ملموس بحيث يكون هناك معالم واضحة للمشروع الذي يتبناه القائد، ولا بد من وجود المراتب والدرجات في هذا المشروع، على مستوى الفرد والمجتمع، ولا يتصور احد ان العرفان هو الطريقة التي كان يسير عليها السلف عندما كانوا يعتزلون الناس ويتركون فرائض مهمة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبحث عن مصالح الامة وقضاء حوائج المؤمنين.. الخ. وهذه الانتقالة التي نشاهدها ونعيشها اليوم بظل رعاية المرجع الواعي صاحب المنظومة المتكاملة هي من لم يفهما من يتحدث بالعرفان بالمعنى الكلاسيك، وبجهلهم بهذا الاسلوب الحديث اتهموا سماحة المرجع اليعقوبي بانه لم يأخذ العرفان من الشهيد الصدر الثاني (قد). فللأسف الى يومنا هذا هناك من يفهم العرفان هو التسول في مقابر النجف او ارتداء الثياب الرثة او غيرها من الممارسات الخاطئة. وهذا ما منع عنه اهل البيت (ع) وبشدة، ينقل عن الإمام ابي جعفر (ع) ( من طلب الرزق في الدنيا استعفافا عن الناس وسعة على أهله وتعطفا على جاره لقى الله عز وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر )/الكافي ج5 ص 78. 
وعن ابي جعفر (ع) ايضا ( لأبغض الرجل أن يكون كسلانا في أمر دنياه ، ومن كسل عن أمر دنياه كان من أمر آخرته أكسل )/ الكافي ج5 ص 85
فإلى من يتحدث بالعرفان ليوهم الناس به، او ليعتاش عليه، خصوصا انهم يتفاعلون مع هذا المفهوم دون الرجوع الى اهل الاختصاص وهم العلماء الحقيقيون لا المدعين لها زورا.
اقول انكم اتخذتم من عرفان الشهيد الصدر الثاني (قد) ذريعة لضرب القيادة الدينية التي تتلمذت على يده الكريمة متمثلة بسماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)، اذ انكم وجدتم مساحة للحديث حيث ان اغلب الناس لا يعرفون عن العرفان شيء سوى اسمه فهناك الكثير من المؤمنين وقع في شراك الشيطان تحت هذا العنوان، ففي حياة الشهيد الصدر (قد) ظهرت على الساحة العراقية مجموعة اطلق عليها السلوكية وقد واجهها الصدر (قد) وفسقهم في استفتاءات وفي صلاة الجمعة ، الا انها استمرت الى يومنا هذا وان اختلفت مسمياتها. والسؤال المهم هو كيف تمكنتم من معرفة عرفان الشهيد الصدر ؟ وما هو مقامه ؟ وهل تتمكنون من اقامة الدليل على ذلك؟ ولا يعني سؤالنا هذا اننا نشكك بعرفان السيد الصدر فانا على يقين ان هناك من سيحاول ان يحرف الكلام .. نعم نحن نختلف معكم في فهم العرفان فلا يمكن ان نتفق مثلا مع الشخص الذي يسال لماذا تدرس العرفان؟ فيجيب قائلا : حتى ارى الناس على حقائقهم فهناك حمير وقرود وخنازير ... فهذا غايته من العرفان ان تكشف له حقائق الناس واكاد اجزم ان الأغلبية الساحقة لا يعلمون ولا يمكنهم اقناع الاخرين بعرفان الشهيد الصدر الثاني وليسالوا اصحابهم هذا السؤال ويلاحظوا ماهي اجابتهم !! .

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45028
Total : 101