Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مذكرات الوردي ..
الاثنين, أيار 5, 2014
رباح ال جعفر

أشهد أن الحديث عن الكبار في غيابهم هو حديث ، في كثير من الأحيان ، أقرب إلى الغدر .. فإذا كانت لدى الأحياء القدرة أن يردّوا ، أو يشرحوا لنا آراءهم لو أخطأنا ، فما السبيل لدى الغائبين ؟.
وكيف سيكون الحديث عن غائب مثار الجدل ، يستحقّ أن ننحت له التماثيل ، ونضفر لقبره الأكاليل ؟!.
فهذا رجل لم يهبط من سفينة التاريخ رغم تلاطم الأمواج من حوله وتدافعها ، بل ظل شاهداً على التاريخ .. كما بابل ، وآشور ، وشارع الموكب ، وروعة بغداد ، وديوان المتنبّي ، وبلاغة الجاحظ ، ومقدمة ابن خلدون ، وقصص ألف ليلة وليلة ، وأسفار السندباد .. وكان واحداً من أكبر أساطين العقل الثائرين ، في القرن العشرين ، على مجتمع يعجّ بالشعوذة والخرق والزوايا المظلمة والدجّالين !.
وهذا رجل استبق عصره موقفاً وفكراً ، فكان في الأتي من السنين مما استهجن واستحسن واستبق ، وكان واحداً من قلّة جاءوا من أقصى تخوم المستقبل قبل موعدهم بقرون .. وهذا رجل لم تمتصّ دوارس السنين البالية ملامح فكره ، وسمات شخصيّته وقسماتها من ذاكرة الأحياء ، أو لم تبق منها ، مثل آخرين ، إلا بقايا من صورة جار عليها الدهر بكثير من غبار النسيان !.
وهذا رجل لم يكن ليتحدّث ، أو يكتب ، أو يعلن رأيه على استحياء ، فقد عرفناه عالماً يشقى بالأفكار التي شقي بها المفكرون والمجتهدون والمجدّدون من طرازه في جميع العصور ، وعرفناه من أكثر مجدّدي زمانه ، تنويراً وجرأة وشجاعة وحبّاً جامحاً للحريّة ، وحتى ليبدو أن علم الاجتماع بقي كالأرملة بعد غيابه !.
فكيف كانت تفاصيل سيرة رجل اشتهر بعلوّ نفسه ، وهجر الموائد في البلاط والقصور المترعات باللذائذ والعامرة بالطيّبات والجيوب المُتخمة بالذهب وبالنقود يوم خوت جيوبه ، وضاقت عليه البيوت والأبواب والنوافذ ، ولم يحضر القسمة ، ولم يتهالك على الفتات ، ولم يتغانم مع المتغانمين ، ولم يقبض العطايا والهدايا والمكافآت والهبات مع جميع أصناف القابضين ؟.
عرفناه أكثر ما عرفناه ونحن نعبّ من هموم الثقافة ، بكتبه الخالدة ( أسطورة الأدب الرفيع ) ، و ( مهزلة العقل البشري ) ، و ( وعّاظ السلاطين ) ، و ( طبيعة المجتمع العراقي ) ، و ( لمحات اجتماعية من تاريخ العراق ) . 
إنه الغائب الحاضر ، الراحل المقيم ، البعيد القريب ، عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي .. يعنّ استذكاره في خواطري ، وقد أعلمني يوماً أنه انتهى من كتابة مذكراته ( ريشة في مهبّ الريح ) ، وأنه يريد لها أن تصدر بعد موته ، اعتقاداً منه أن نشرها في حياته قد يودي إلى التهلكة ، فقد كتبها بمشرط جرّاح ، وبصراحة لن يغفرها الناس ، بل سيغضبون أشدّ الغضب ، وتحدّث لي عن محاولتين لقتله انتقاماً من آرائه الجريئة ، فأنجاه الله .. غير أنه في الموت ، والكلام للوردي ، لن يبالي ، بمن يرضى منهم ، أو يسخط .. لأن الدود ، في اعتقاده ، لا يُفرّق بين من يترحّم عليه الناس ، أو من يسبّونه في قبره !. 
ولقد ولد جيل من العراقيين ، وكبروا ، وصاروا طلاباً في جامعاتهم ، منذ أن غادرنا أستاذنا الوردي إلى الملكوت الأعلى ، ونحن لم نقرأ ( ريشة في مهبّ الريح ) ، ولا أحد يدلّنا على مكانها ، رغم أنها ملك لنا جميعاً ، ومن حقّنا أن نحيا مع تاريخنا ، بحلوه ومرّه ، ونعرف ميراثنا !.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48799
Total : 101