Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عندما تغضب الكلمات... رباح ال جعفر
الثلاثاء, آب 5, 2014
بعد طول فراق وكثرة تردد . أن تقول لوطنك : وداعاً . فتودعه بجميع تعاساته ، كمن يرمي من نافذة عالية أثاث بيت قديم أكله السوس ، ليشطب على الذاكرة .
أسمع أنين الشهداء . ألمح دموعاً تختنق بالعتب . يا لبؤس وطن لا يستطيع أن يخرج جثة طفلة بعمر الوردة من تحت الركام . لا يقدر أن يلف إصبع طفل جريح بالقطن والشاش المعقم . لكنه يوغل في التعذيب ، ويلتهم أبناءه في مقبرة كبيرة مثل الوباء ، ويشمت بضحاياه .
بلادنا ظالمة . ترضى عن السهو وتكافئ على الخطأ . أينما التفت وجدت فساداً وتآكلاً وانهياراً ليس هناك من يردّه أو يصدّه ، وهذا الوطن انتحاريّ بامتياز . يخفي تحت أنيابه مليون قاتل وقتيل . 
أكتب ما يعنّ في نفسي من خواطر . صور كثيرة هاجمتني . كانت الأشدّ مضاضة في تاريخ الشوق والتذكر والحنين إلى ناعور في حديثة كان يئنّ بالوجد فيبعث الشجن . تذكرت ذلك الغروب بين الوهاد والهضاب والتلال . اشتقت إلى حفيف أوراق الأشجار تعزف لحناً في الريح يشبه الشكوى . إلى هدير الأمواج الفراتية تنكسر رؤوسها فوق صخور من حواجز مائية . إلى أحاديث القرويّات من الجدّات والأمهات . إلى آبائنا المتكئين بقاماتهم على المحاريث . أتحرّق شوقاً إلى بساتين تتقافز حول أشجارها الطيور عند منتصف الطريق إلى البيوت . إلى ذلك الأفق مزهواً بأسراب من القطا . تذكرت قول المجنون : ( أسربُ القطا هل من معير جناحه .. لعلّي إلى من قد عشقت أطيرُ ) . اشتقت إلى تلاوين الشفق تستحمّ على أجنحة الفراشات الهائمة بين اليمامات والزهور بألوان قوس قزح . إلى هلاهيل النساء مبتهجات حين يجمعن الحصيد من البيادر . إلى ( يم الخديد الوردتين التصبي ) تلك الحسناء المترعة بالفتنة يغار منها قمر سهران . 
وخطرت لي من حديثة حكايات وذكريات من شتاءات طويلة ، حين كانت تغرينا بعشيّات السمر حول مناقل الشاي وسهرات من الزجل الشعبيّ ، ونحن نستمتع بحديث المواقد في البيوت ودفء الدواوين ، ونطعم نارها من خشب صفصاف قديم ، ودخان الورق المبتلّ يُبلّل عيوننا بدمع غزير ، والسماء تمطر طيوراً وبلّوراً ، وترعد بالصقيع . تذكرت مشهداً من نسوة مجللات بالحزن يجلسن في ساعة غروب للبكاء ( على أهل المرتبة والصيت عالي ) . هناك وقفت على جرف تسكن شاطئه روح الأسلاف أسمع ( نغيط الوز ) ، وبنيت على الرمل القصور والجسور ، وجلست على صخرة صمّاء أنظر إلى الآفاق البعيدة ، أتساءل : هل ثمة رؤىً وراء هذا الغيب ؟.
أأقول ماتت كل تلك الصور ؟ لنفترض أنها ماتت ! ألا تستحق منا أن نقيم لها جنازة شعبية لائقة ، وموكب تشيّيع أقلّ بشاعة ؟!.
اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44436
Total : 100