Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مجتمع العبيد وانقلاب الموازين
الخميس, أيلول 5, 2013
حافظ ال بشاره



العدل الالهي يقتضي ان تأخذ كل أمة استحقاقها ، ويصنع كل شعب مصيره بنفسه ، ولا يمكن ان يظلم الله أحدا ، فهو مصدر العدل في الوجود ، ذلك واضح من قوله تعالى :(ذلك بما قدمت ايديكم وان الله ليس بظلام للعبيد) ال عمران (182) . وقوله تعالى : (من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) فصلت (46) . وقوله تعالى : ( ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد) قاف (29) . وفي ساحة الصراع التأريخي يستمر التدافع بين الامم ، امة تحلق الى القمة وأمة تتدحرج الى الحضيض ، أمة تتألق لتكون سيدة العالم ، وأمة تتهاوى الى مستنقع العبودية ، وقد ثبت ان الاطار الاخلاقي للمجتمع هو الذي يصنع هوية الامم ، المجتمع الذي يتحلى بمكارم الاخلاق والثلاثي الاكبر (الشجاعة والحلم ، العلم والحكمة ، الاعتدال والعفة) التي تنتج الصدق والامانة والكرم والايثار والوفاء والحياء والتسامح والتعايش والرحمة ، فتظهر الأمة المتفوقة (كنتم خير امه اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ، ولو آمن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون) آل عمران (110). والغريب في الأمر ان كثيرا من شعوب الغرب الكافرة تعيش هذه الفضائل الاخلاقية ، التي جعلت منها امما متفوقة ، وجعلت ساستها يعتقدون ان الشعوب المتخلفة خلقت كخدم لهم ! لانها شعوب لا تستطيع ان تدير شؤونها او تحكم نفسها وهي بحاجة الى وصاية ، بنظرهم ان الامم المتخلفة اذا منحت حق الحكم فانها تنقسم فورا الى جلادين وعبيد ، الجلادون هم الحكام المصابون بداء العظمة والتكبر والغرور والعجب واحتقار الشعوب والوحشية والسادية وحب العنف والشراهة في تعاطي الشهوات حد الجنون والتلذذ باذلال الآخرين ، ومع ان الحكام قلة لكنهم يتحولون الى قوة قاهرة لأن الشعوب التي يحكمونها كمية بلا نوعية ، شعوب فقدت مكارم الاخلاق تعاني الجبن والجهل والدناءة وفقدان المروءة ، وفي الحديث الشريف : (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق تداعي الأكلة على قصعتها ، قال قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال : أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن ، قال : قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت ) . حيث يتشكل مجتمع العبيد بسبب ظهور انحراف عقيدي طفيف في بدايته لكنه يقود الى تسلط الطواغيت مدة طويلة على الشعب ، فينشأ جيل او أكثر من المجتمع العبودي الذي من صفاته : تفكك الاواصر الاجتماعية بين الناس ، فقدان الثقة بينهم ، فقدان روح التضحية والمقاومة ، نمو عقدة احتقار الذات ، فقدان الارادة ، عدم الاعتزاز بالكرامة ، التملق للحاكمين وازلامهم ، التملق لاصحاب السلطة والجاه ، التكبر على المستضعفين ، حيث يحاول الاذلاء اذلال المستضعفين تقليدا للطواغيت ، انقلاب المعايير الاخلاقية ، فالمجتمع العبودي يحترم ظالميه ويحتقر من يرحمه ، يحترم القتلة واللصوص والسقطة ويحتقر العلماء والمفكرين والمؤمنين ، ثم ينحدر نحو الاسوأ ، تنقلب الموازين ، فترى ان المجتمع الذليل لا يريد الاحترام بل يقابل الاحترام بالاحتقار ، والذي يحترم افرادا من هذا النوع سيقابلونه بالاحتقار والاهانة ويعتبرونه مستضعفا ، فالقوي المحترم عندهم هو الطاغية الذي يجبرهم على الخضوع ، وقيل في الحكمة : (اذا اكرمت أحدا بما لا يستحق فتوقع ان يضعك دون ما تستحق) ومعنى ذلك انك اذا احترمت من لا يستحق الاحترام فقد يهينك . هذه معايير ممتازة لمعرفة استحقاق الامم ، وهل تستحق التحرر ؟ ربما تعطي الحرية لأمة مستعبدة لا تستحق الحرية فتصبح الحرية خطرا على استمرار الحياة وهنا تقتضي العدالة الالهية ان تستمر العبودية لانها الاصلح ، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45843
Total : 101