نعلم جميعا ان الرسول صلى الله عليه و سلم هدم الاصنام داخل الكعبة.
لكننا نتساءل
لماذا ترك عمر بن الخطاب في طريق جيوش الفتح الاسلامي الى القدس هدم الاثار القديمة الشامية.
ولماذا ترك سيدنا علي كرم الله وجهه الاثار البابلية رغم امتداد الاسلام الى العراق و ايران.
ولماذا لم يهدم عمرو بن العاص الاهرام المصرية .
و لماذا مرت الجيوش الاسلامية مرور الكرام على الاثار الاغريقية و الرومانية بشمال افريقية و حتى مع و صولهم الاندلس لم تمس الاثار القديمة الاسبانية.
هل هذا الترك للهدم من طرف كل قادة الاسلام راجع لترفع عن الاجر وعدم فهم الرسالة الالهية التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ام انهم ادركوا بل لنقل ان النبي عليه الــــصلاة والسلام علمهم ان الهدم يكون لما يعبد فالأصنام تعبد فهي واجبة الهدم.
اما اذا فقدت هذه الاحجار خاصية الاله و التعبد فإنها تصبح حجارة وبناء هدمها هو عناء لا غاية منه ولا رجاء.
هذا من الجانب الديني.
اما من الجانب الانساني فأي حجر و اي اثر من حضارات الاسلاف يعتبر رسالة حفظها الزمن لنا و لمن يخلـفنا لتعلمنا ان الحياة مهما طـــــالت فهي زائلة فكما ملكها غيرنا ونملكها نحن فقد غادروها و سنغادرها ايضا و تبقى هذه الاحجار من الذكريات الحزينة او الجميلة ومن علامات المسيرة البشرية نحو النهاية. نحو الحياة الابدية.
و اخيرا نتضرع الى الله ان يصحو الضمير العربي و الانساني للحفاظ على هذه الحجارة.
الحجارة التي منها ما يتشقق من خشية الله في حين ان بعض القلوب هي اشد قسوة و بعض البشر صم بكم عمي فهم لا يعقلون.
مقالات اخرى للكاتب