تلقينا قبل مدة طلباً من وزارة الثقافة العراقية بالموافقة على أن تقوم الوزارة باعادة طباعة كتابنا الموسوم ( السياحة في العراق . . . ودورها في التنمية والاعمار ) ، لغرض إهدائه ـ ضمن مجموعة مختارة من الكتب القيّمة ـ لضيوف مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية . . . فوافقنا على ذلك دون أي شرط أو مقابل ، إستجابةً مسؤولة من طرفنا للمساهمة في انجاح هذا النشاط الوطني التاريخي . . . بل قمنا بتنقيح الكتاب وادخال بعض التعديلات والتحديثات عليه وخصوصاً على الغلاف الخارجي الذي أضيفت اليه ملامح ورموز أخرى جعلته أبلغ تعبيراً وأكثر استيعاباً للمعالم والمواقع السياحية في وطننا الحبيب العراق ، وأرسلنا الى وزارة الثقافة في بغداد ـ دون تأخير ـ الكتاب المنقح الذي بلغ عدد صفحاته 500 صفحة مطبوعاً ومصححاً ومحفوظاً في ( فلاش USB ) يضم كل ذلك .
وبعد مدة تم الاتصال بالشخص المسؤول الذي أُنيطت به مهمة طبع الكتاب في بيروت من قبل وزارة الثقافة العراقية الدكتور عبد الوهاب راضي فأخبرنا أنه أنجز المهمة بأفضل وجه وظهر الكتاب بحُلّة بهية زاهية وتم شحنه الى بغداد . . . فطلبنا منهُ أن يودع خمس نسخ أو ثلاث عند صديق بلبنان ليقوم هو بأرسالها وإيصالها إلينا في لندن لنطلع على كتابنا في طبعته الجديدة . . . وقد أبدى استعداده وسروره بذلك . . . وبعد أيام قليلة إتصلنا به للأستفسار عن النسخ المطلوبة فأخبرنا بأنه قد سَلّمَ الطرف المذكور في بيروت عدة نسخ . . . ونحن بدورنا أعربنا عن إمتناننا وشكرنا له على أمل أن يتم تقديم الكتاب للشخصيات المدعوة لفعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية .
ولكننا ـ رغم مرور مدة طويلة ـ لم نستلم الكتاب من بيروت بل أخبرنا الطرف المذكور بعد إتصالنا به أنه لم يتسلم أية نسخة من الكتاب ولم يتصل به أحد بهذا الشأن . . . كما اننا علمنا بأن الكتاب لم يقدم للضيوف مثلما لم تقدم الكتب الاخرى . . . وترامى الى مسامعنا أن هناك كتباً أخرى محفوظة في مخازن وزارة الثقافة العراقية طبعت ايضاً في بيروت ولايعرف أحد أي شئ عن الهدف من خزنها . . . ونحن نتساءل عن هوية الجهة المسؤولة عن التقصير والاهمال ، أو بالأحرى عن التعمد في حبس الكتاب وخزنه وعن المبرر الحقيقي الذي استدعى ذلك الحجب وبواعثه وعدم تقديمه واهدائه لضيوف مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية الكرام . . . بل إننا الآن في صدد التأكد من صدق الأدعاء بطبع الكتاب أصلاً وعدد النسخ المطبوعة منه ؟ .
لقد طبع الكتاب على نفقتنا الخاصة في شهر آيار عام 2008 م في بيروت ، وقمنا باهدائه الى عدة جامعات ومكتبات عالمية وعربية ، لاسيما العراقية منها ، ومؤسسات ثقافية معروفة بالاضافة الى الشخصيات الاكاديمية . . . فتلقينا اثر ذلك رسائل شكر وتقدير وإعجاب بمحتوياته وثناء على الجهد الذي بذل فيه ، إذ صنف الكتاب من قبلها باعتباره أحد أهم المراجع العربية الموجودة في رفوف الكتب المفهرسة لديها خصوصاً في حقل السياحة . . . ومن الرسائل التي وصلتنا كانت من مكتبة الكونغرس الامريكي في واشنطن ومكتبة المتحف البريطاني ومكتبة جامعة لندن وغيرها .
مقالات اخرى للكاتب