Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كون الشعير يصير حلقوم ؟!
الثلاثاء, آب 6, 2013
احمد الوادي

 

 

 

 

 

 

كنت فرحاً جداً بقميصي الوردي الجديد ، بياقته الطويلة والعريضة وبنطلوني الرصاصي ، كيف لا ؛ وهو القميص الأول الذي أمتلكه في حياتي ، قبلها كنت أرتدي دشداشة بيضاء بإستمرار ، أتذكر إن والدي اشترى لي في إحدى المرات بيجاما بازة مخططة بالأبيض والأسود ، وكنت عندما البسها اتضايق جداً وابكي واطلب من امي ان لا تلبسنياها لأن الأطفال يصفقون عندما ألعب معهم ( هذا مطي مخطط ) ويقصدون الحمار الوحشي .
كانت المناسبة لشراء القميص هي نجاحي للصف الأول المتوسط وبداية العام الدراسي الجديد 1962-1963 وكان أبي قد باع (حملين شعير ) ليشتري لي بعض الملابس " بوية العوز يفشل وانه لو مارايدلك الخير ما ضحيت بخبزة اخوانك ".
لم تكن المدينة واسعة وكبيرة ولم يكن في المدرسة الكثير من الطلبة يومها ، حيث مازلت اتذكر بعض اصدقائي في تلك الفترة مثل سليمان وعواد وشخير وباني الأبكع وزويد وعجلان ، الكثير من الأسماء غابت عن بالي بحكم العمر الذي يأكل الكثير من الأشياء الجميلة .
كنت أركب في الباص الخشبي ليوصلني الى مدرستي ، وقبلها عندما كنت في الإبتدائية كانت واسطة النقل لديّ هي الحمار ، وكان حماري ابيضاً وكنت ادلعه بأبو الهِسّي . 
أتذكر كيف زقطني يوماً على فكي فسالت الدماء وأحمرّت دشداشتي البيضاء لكثرة الدم ، لم يهرب ابو الهسي بعيدا وكان يحوم حولي وكأنه يريد أن يعتذر ، كانت حمير أيام زمان تخجل كثيراً ولا تنهق الا عند اوقات الضرورة القصوى ، فلم اتذكر ان حماري الذي كنت اربطه بالقرب من المدرسة نهق كثيراً باستثناء بعض المرات عندما يجوع .
كانت اجرة لوري الخشب 50 فلساً للدرجة الممتازة و25 فلساً للدرجة الثانية ، وكانت هذه الدرجة تجمعك بالحيوانات ؛ صخول ، طليان ، بطوط ، بشوش ، فسيفسات اضافة الى الأطفال والمكاريد الذين لا يملكون مالاً ليدفعوه .
مَرَّ الليل وأنا البس قميصي وبنطلوني واخلعهما ، واعود البسهما من جديد ، وكنت فرحاً جداً .
" يمه هذا قميصك الأصْهب مطَلْعَك عريس يبعد أمك ، ان شاء الله تصير ملاحظ مثل ابو زياد ، اكلك يمة انه حلمت بيك جنك بيدك قلم والملاية تكول مادام اختك طالعة بيدك تصير ملاحظ "
كانت نبوءات الملاية وأمنيات أمي لا تفارق بالي أبداً " يمه اريد اتباهى بيك ".
لم تكن أحلام أمي جامحة ، فقط كانت تطلب أن أكون ملاحظا ، كان حلمها معقولا جدا وعلى كدها ، لم تحلم أن أكون طبيبا او ضابطا او مهندسا او معلما لأنها كانت مقتنعة ان الملاحظ هو اقصى حقوقنا من الأحلام ، وكيف تحلم بالطبيب وهي لم ترى طبيباً في حياتها سوى مرة واحدة عندما اُصبتُ بالبلهارزيا ! 
نهضت صباح ذلك التشريني على صوت امي وهي تطحن الشعير بالرحى ، وهي تردد قصائدها الخالدة " يممممه يمممممه يمه ، يمه كون الشعير يصير زبدة ، وبروحي يمه انه أمُرده ، يمه كون الشعير يصير حلقوم مدهون ما يجرح البلعوم ، يمه كون الشعير يصير حنطة ويفوت بالزردوم سنطة " ، تشعل النار بعدها لتصنع قريصات من خبز الشعير السمين على طابكـَ من الطين ، ثم تحلب بقرتنا السوداء العزيزة ، " يمه اشربلك إحليبه كبل ما تروح يبعد روحي "
أمي لم تكن أمرأة بالمعنى المعروف ، أمي كانت نبية لم تبشر برسالتها غيري ، كانت مبعوثة لي وحدي ، أمي وأي وحي سعيد ذاك الذي يرفرف حولك ليعطيك اشارات هذا الكون ، اللهم صلي على أمي وسلم عليها ، فهذه رسالتها التي بلغتها بالتمام لم تمت بعد وأنا مازلت على دينها .
أستعدُ للذهاب وألبس قميصي الأصهب وبنطلوني الأملح كما يحلو لأمي أن تسميهما وأمضي لأقبل يد والدي الذي كان يتناول "ريوكَه" في الربعة فيعطيني المقسوم وهو 150 فلساً ويوصيني " بوية دير بالك على نفسك ، بوية الدنيا يومية بشان وانت ان شاء الله شانك عالي ، بوية صير هب ريح ، انه اتشوفني اعمه لأن ماعرف القراية والكتابة ولا شايف المدرسة بس عيوني تردلي من تتعلم إنت "
تركض امي وهي تحمل طاسة ماء ترشها خلفي " يمة الله ومحمد وعلي وياك "
انتظر باص الخشب الآتي من مناطق بعيدة جداً لأركبهُ ،إنه يشبه سفينة نوح ، تشعر وانت تركبه انك في عالم آخر ، "يلا بويه فضهه" يصيح ابو سالم السائق ، "وين تصعد؟ عمي ببو الخمسة وعشرين " .
اعطيه 25 فلساً وأذهب لخانتي التي سأركب فيها ، كان اللوري ممتلئاً بالكامل وبعض النسوة يجلسن على الأرض ،اما خانتي فهي الأخرى ممتلئة بكل شيء ، أجد مكانا صغيراً لأجلس فيه ، كانت رائحة الحيوانات المنبعثة قوية ، وكان هناك ماعزاً يصيح كثيراً و يتحرك كثيرا رغم ربطه بالحبال ،أخذ الطريق منا نصف ساعة بسبب بطــء اللوري وحمولته الكبيرة ، وكنت أشعر خلالها ان هنالك من يلمسني من شعري ، فقلت انها حركة اللوري التي تجعلني ارتطم بالجدار ، شعرت بدوار وحاجة للتقيء فعلى مايبدو انني مصاب أمي مصاب "بالسُفرة " .
بقي ذلك الدوار الى ان وصل اللوري ، وقد ساعدني احد الركاب الذين يعرفون والدي على النزول وغسل وجهي بقليل من الماء لأني كنت "دايخ" جداً.
شعرت بتحسن طفيف ثم ذهبت لمدرستي .
وصلتها وتوجهت لصفي بعد ان سألت الحارس ، وحين دخلت ضحك بعض الطلاب ، ولم أعرف السبب ،وصل المدرس الى الصف بعدها ، نظر إلي وأخذني من يدي متوجها الى الإدارة ؛ قال لي المدير " هاي شبيه قميصك بابا
استاد ....... وردي 
بابا مو لونه ... قميصك شبيه !"
قال مدرس آخر " هذا معلوس "
انتبهت لقميصي وامسكت بياقتي فوجدت ان الصخل الذي كان يصيح كثيرا أكل نصفها ، فلم اتمالك نفسي وانهرت باكياً .
تجمع المدرسون حولي وهم يحاولون تهدأتي وأجلسوني في غرفة المدير الى أن احظروا لي قميصاً يشبه قميصي تماماً "بابا انزع قميصك وبدله بهذا الجديد" فرفضت ذلك تماماً وكانت عيوني تطفح بالدموع "اريد ارجع لأهلي" قلت لهم ، لكنهم كانوا مقهورين وكأني من أبنائهم .
لم أصدق المفاجأة بعد أن دخل والدي علينا في غرفة الإدارة وكنت محرجاً منه جداً ورغم انه لم يضربني منذ ان وصلت الى الثالث الإبتدائي لكنني كنت خائفاً .
ابتسم في وجهي واخذني في أحضانه وقبلني وقال لي " بويه بمكان القميص اشتريلك عشرة حتى لو أبيع خاجيتي ، فدوة يروحلك القميص وابو القميص، بوية ألبس قميصك الجديد ،استاد قحطان مثل أبوك ، المعلم ابوك الأول وأنا ابوك الثاني" .
دفع والدي مبلغ شراء القميص ، فيما احتفظت أنا بالقميص المعلوس من أجل أن البسه تحت ثيابي في الأيام الباردة 

حكاية كتبتها قبل عام ،وأحببتها ، اعيد نشرها هنا ، اتمنى ان تعجبكم 

 

مقالات اخرى للكاتب

تعليقات
#1
صادق خلف
06/08/2013 - 12:41
هل هذا حقا صحيح؟
اثار انتباهي المبالغ المالية التي اوردها الكاتب في مقالته.. فانا دخلت المدرسة الابتدائية بعد تاريخ هذه الحكاية بعشر سنين (بحكم عمري) اي في اوائل السبعينات وكان مبلغ مصروفي اليومي خمسة فلوس ثم عشرة فلوس.. وليس من المعقول ان يكون المصروف اليومي لطفل كما يبدو من عائلة فقيرة 150 فلسا يوميا (اربعة دنانير ونصف شهريا) في اوائل الستينات في الوقت الذي كانت امي تتحدث عن شراء كيلو اللحم في مثل هذه الفترة بمبلغ يقل عن 150 فلس.
وثانيا كان ثمن بطاقة التنقل في الباصات ذات الطابقين التي كانت تجوب شوارع بغداد في سنوات الثمانينات هو 50 فلسا (رغم ما حصل من تضخم في العملة بسبب الحرب مع ايران) واستمر ذلك حتى بداية الحصار عام 1990 فكيف يكون التنقل في الباص الخشبي عام 1962 لمسافات قصيرة (من البيت الى المدرسة مهما بعدت) بمبلغ 50 فلسا... انا اعتقد ان المبالغ المالية التي اوردها الكاتب في مقالته هذه تحتوي على خلل كبير.
 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45383
Total : 101