Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
وباء السياسة وشقاء الثقافة
الجمعة, كانون الأول 6, 2013
ثامر عباس

 

غالبا"ما كانت العلاقة بين حقول السياسة وميادين الثقافة ؛ قلقة ، حذرة ، ملتبسة ، إشكالية . ليس لأن مجال الأولى هو الواقع بكل تفاعلاته وعلاقاته ، وان مجال الثانية هو الفكر بكل إرهاصاته وتمظهراته فحسب ، بل لأن نزوع السياسة يرمي إلى نشدان المحافظة وبلوغ الثبات وتحقيق الاستقرار ، في حين إن توق الثقافة يبغي التطلع إلى التغيير في الواقع والتطوير في المجتمع والتنوير في الوعي . وإذا ما كان الحال هكذا ، فما الداعي لربط هذه بتلك واستنتاج رذائل الأولى بدلالة فضائل الثانية ؟! . الحقيقة إننا لا نروم ، عبر هذه المقارنة المتطرفة والمقاربة الحديّة ، دفع التعارضات والتمايزات بينهما إلى حدودها القصوى ، بحيث يستحيل الفعل السياسي الذي يفتقر إلى بوصلة الثقافة ، إلى موقف ذهني فجّ وتصرف إجرائي أهوج . كما لا نعتزم ، للأسباب ذاتها ، عزل الثقافة عن واقعها الحي وانتزاعها من بيئتها المتعضّية ، وبالتالي فصلها عن السياسة ببرزخ من المحارم والممنوعات ، لكي نجعل كيانها طاهر روحها نقية . إن مجرد التصور باحتمال وجود مثل هذا التقاطب والتصالب ، قمين بإحالة المسألة إلى نوع من اليوتوبيا على صعيد الواقع والميتافيزيقا على مستوى الفكر ، وإلحاق الضرر ، من ثم ، بكلا المبحثين المتلازمين وما ينطوي على ذلك الفصل من إشكالات نظرية وتداعيات واقعية . ولذا فان كل ما في الأمر هو إننا - وان كنا نسعى ضمنيا"إلى ترسيخ فكرة وتكريس معلومة مؤداها ؛ إن طابع العلاقة بين السياسة والثقافة يتسم بالتفاعل جدليا"والتواصل عضويا"، وبالتالي لا يمكن الحديث عن حدود قطعية وتخوم نهائية بين مجالات هذه وفضاءات تلك - توخينا تضمين الموضوع رسالة مفادها ؛ إن السياسة متى ما أصبحت مطية لكل راكب ومؤلا"لكل راغب ، فان مسألة تحولها إلى وباء يصيب الجميع ومسّ يتلبس الكل ، ستصبح أمرا"واقعا"وعرفا"بديهيا"، لا مناص من تحمل عواقبه الوبيلة والرضوخ لويلاته المدمرة . وحينذاك لا فرق بين الأكاديمي الذي يمتهن تدريس العلوم والمعارف في الجامعات ، وبين الراعي الذي يقود قطيع من الإبل في البراري والفلوات . بين العالم الذي لا ينفك يمتحن فروضه في مراكز البحوث والمختبرات ، وبين صاحب الدكان الذي يتعاطى التجارة بالكماليات والعطاريات . بين المثقف الذي يعكف على قراءة النصوص ويكدح في تحليل الأفكار وتأويل السرديات ، وبين الدرويش الذي يلقم مريديه عجائب الأساطير وغرائب الخرافات . بين السياسي الجامح الذي لا همّ له سوى الفوز بصولجان السلطة والإمساك بأعنة النظام ، وبين رجل الدين المرائي الذي يتقن فن المزج بين العسل والدم ، والخلط بين المقدس والمدنس ، والتمويه بين الحق والباطل ، لأجل أن يكون ظهيرا" للزعيم الأوحد والرئيس الطاغية ، إن لم يكن يسعى للانقلاب عليه والحلول محله . وهكذا فالكل سيغدو صريع حمى التكالب على السياسة والتغالب على السلطة ، حتى وان استحالوا  إلى لصوص محترفين أو قتلة عتاة ، طالما لا يوجد ما يردع نوازعهم الشريرة ويقمع دوافعهم البهيمية ، فضلا"عن تهذيب أخلاقهم وتشذيب سلوكهم ، وعقلنة وعيهم وأنسنة علاقاتهم . هنا تدخل الثقافة كعامل تنوير فكري وتربية أخلاقية وتوجيه سلوكي وتوعية اجتماعية ، يعصم عناصر المجتمع من عواقب الشطط القيمي ويقيهم من مثالب الانحراف الإنساني ، ليس لأنها فقط تحضّ (قولا") على نبذ العنف في السياسة والعدوان في الاناسة ، والإقلاع عن التعصب في الدين والتطرف في المذهب ، والتخلي عن الإكراه في الولاء والإجبار في الانتماء . وإنما بالإضافة إلى ذلك – وهذا هو الأساس - تبني (فعلا") صرح الإنسان من الداخل ، وتنشئ معمار الشخصية من الجذور ، وتعمر مدماك المجتمع من الأعماق . وعليه فإذا ما تجاهلت السياسة ضرورة الثقافة لإنارة طريقها وتقويم سبيلها وتحسين أدائها ، وتغاظى السياسيين عن أهمية المثقفين لترشيد قراراتهم وتوجيه خياراتهم وتفعيل قدراتهم . فان احتمالات شقاء الثقافة ومكابدة المثقفين ستكون واردة الوقوع إن لم تكن حتمية ، وحين ذاك لا علاج يرتجى في مجتمع فقد صمّام أمانه ، ولا أمل يتوخى في واقع أضاع بوصلة اتجاهه . ولأن امتهان العمل السياسي في العراق ؛ لا يتطلب من المرء سوى توفر روح التمرد للانقضاض على السلطة ، ولا يشترط غير حيازة عناصر القوة للإطاحة بالنظام – وهو الأمر الذي وسم السياسة على الدوام بارقاء الدماء والتهام الضحايا – فان الجيل (المحسّن) من السياسيين العراقيين الجدد ، وجدوا فيه ضالتهم المنشودة وعثروا من خلاله على بغيتهم المقصودة . ليس لأن العراقيين بالعموم – لا سامح الله - يحبون الانخراط بالساسة ويعشقون الانضباط بالسلطة ، لأسباب حضارية تتعلق بنزوعهم العقلاني لإنشاء دولة وطنية قوية يفتخرون بها ، وبناء مجتمع مدني متماسك يعتزون به ، وإحياء شخصية عراقية صلبة ينتمون إليها . بل لأن السياسية – بعرفهم – هي الطريق الأسرع لارتقاء سدة الحكم ، والسبيل الأضمن لبلوغ عرش السلطة ، والمجال الأسهل لامساك مقاليد النظام ؛ حيث فرص الاستئثار بالقوة بكل أشكالها ، والاستحواذ على الثروة بمختلف أنواعها ، والاستفراد بالقيادة بجميع ضروبها ، والتحكم بالمصائر بشتى صورها . وكما في مساوئ عسكرة المجتمع وأدلجة الدين ، التي لحقت بمكونات هذا المجتمع المبتلى بجهّال السياسة وعيّال المعرفة ، فان حصيلة تسييس الوعي وتحزّب الثقافة ، لا يمكن لها إلاّ أن تفضي إلى مزيد من الخراب على المستوى الحضاري ، والمزيد من الاحتراب على المستوى الاجتماعي ، والمزيد من الاغتراب على المستوى النفسي . على خلفية الاعتقاد الوهمي الذي يعشعش في الأذهان ويربض في العقول ؛ بأن الخلافات السياسية بين الأحزاب المتصارعة ، لا يمكن تسويتها إلاّ بانتهاج سبيل العنف واللجوء إلى القوة ، مثلما إن الاختلافات الإيديولوجية بين الكتل المتصدعة ، لا يمكن معالجتها إلاّ بترجيح كفة الخيارات التعصبية والعدوانية ، كما إن التباينات الاقوامية والطوائفية والقبائلية ، لا يمكن تذليلها إلاّ باستخدام وسائل التطهير والابادة والاستئصال . وفي حين إن بذار السياسة بسيط ونموها سريع وحصادها وفير – خصوصا"عند تفاقم المحن وتعاظم الإحن ، حيث التوترات في ذروتها والصراعات على أشدها – فان زرع الثقافة صعب ونضوجها بطيء وقطافها شحيح . وهو الأمر الذي يجعل من زؤان الأولى يطغى على براعم الثانية ؛ مزاحما"إياها على حقلها ، ومنافسا"لها في تربتها ، ومتطفلا"عليها في نسغها . لذلك يلاحظ إن السياسي الدخيل – وما أكثرهم وقت الانكسارات والانهيارات – لا يخشى من شيء مثل ما يخشى من المثقف الأصيل ، إذ إن الملاحظات النقدية التي يبديها هذا الأخير ، لا تلبث أن تفضحه وتعريه حتى وان كانت لا تعنيه مباشرة ، لأنه يشعر شخصيا"بجهله في أمور السياسة وتخلفه في قضايا الاجتماع ، وان التحليل الموضوعي الذي يمارسه سرعان ما يؤرقه ويمضّه ، حتى وان كان لا يقصده بذاته ، لأنه يدرك بقرارة نفسه مستوى خوائه الفكري وجدبه الثقافي . وعلى هذا الأساس فلن يطول الأمر حتى يقلع (السياسي) عن ابتسامته الصفراء ، ليكشر عن أنيابه لافتراس (المثقف) ، كما انه لن يتردد حتى يخلع قفازاته المخملية ليظهر مخالبه لتمزيق (الثقافة) . ولكي لا يبدو حديثنا وكأنه ضربا"من التخيل والتوهم ، فان لنا فيما تمخض عن تجربة العراق المرة ، أكثر من دليل وأسطع من برهان ، حيث تسبب طغيان السياسة وزعران السياسيين ، ليس فقط في ارتهان الثقافة لمرجعيات الطوائف المتصارعة وتشديد عبوديتها لأجندات القبائل المتخاصمة ، وتحويلها ، من ثم ، إلى مجرد وسيلة إعلامية / دعائية مدججة بالأكاذيب ومحشوة بالأباطيل فحسب ، بل وفي حرمان المثقفين من التمتع بحقوقهم المادية والاعتبارية ، والحيلولة دون ممارسة دورهم التوجيهي والقيام بوظيفتهم التنويرية ، في مجتمع هو بأمس الحاجة إلى من يقيله من عثرته ، وينهضه من كبوته ، ويشخص له أخطائه ، ويؤشر لديه انحرافاته ، ويعيد له وعيه ، وينمي لديه وطنيته ، ويحي فيه عراقيته . وإذا كانت الثقافة - في الأوضاع الطبيعية - لازمة من لوازم الوجود الإنساني ، فأنها – في الحالات الاستثنائية - تصبح ضرورة مصيرية ، يفضي إهمال مقوماتها أو تجاهل  عناصرها ، إلى فناء المجتمع المعني واندثار حضارته . فهل يا ترى يتعض من بيده زمام الأمور في السياسة من حكمة التجارب ، وهل يرعوي أصحاب الحل والعقد في السلطة من موعظة الممارسات ؟؟ . الحق أقول إني أشك في ذلك !! .   

 

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.39336
Total : 101