ان الذي يقتني سيارة حديثه او جهاز جوال او اي شيء اخر من الكماليات والجماليات الاخرى لايعني ان هذا الشخص غني او تاجر بليغ يمكنه ان يشتري وان تظاهر بصرف الاموال بكل سهوله دون حرج على الرغم من انه امام الانظار تاجر وميسور الحال ! كذلك هو المثقف المدعي الذي اعتمر قلنسوة على رأسة والذي ملك رفوف من الكتب والمجلدات والطبائع ليس دليل على انه يملك ثقافة عالية وحتى لو قرأ كل هذه الموجوده على رفوفه لان المسألة مسألة هظم وتطبيق الافكار على الواقع واستنباط واستقراء ,وللاسف اليوم نرى في مجتمعاتنا ان كل من تكلم عن كتاب وعن فكرة من كتاب قالوا عنه انظروا اليه ان لايشق له غبار انه يملك معلومات قيمه وكتب كثيرة ولو كان هكذا الامر فمن الطبيعي ان نقول على بأئعي الكتب بانهم مثقفين ! اليس عندهم كتب كثيرة ! اذا تحقق الشرط وفاز المدعي .
اسهل شيء يمكن فعله هو ان تدعي وان تتقول وتتمنطق وتأخذ الكلام من هذا وذاك وتصبح بنظر المغفلين مثقف وكما تعلمون والكل يعلم القانون لايحمي المغفلين! اعني قانون المغفلين الذين يحسبون الثقافة بالملبس وشراء الكتب وخزنها ,
ومحاولة هؤلاء الناجحه هو الاكتناف بالغموض ومحاولة الظهور بانهم غامضين لا يطرحون فلسفتهم امام العامه بل يكتفون بأعطأء مصطلحات يتحير بها المغفل وبعدها يزداد استغفالا بان صاحب المصطلح لا يمكن الكلام معه !
اما المثقف الحقيقي هو السهل في الطرح المنبسط في الحوار الشارح للمعنى المحب للعطاء والانكشاف لا يبخل في المعلومه , ان الثقافة تعني العادة والاسلوب بغض النظر عن كونها عادة جيدة ام سيئه لكن المشهور بين الجمهور والاوساط الثقافية ان الثقافة تعني المعلومة وغزارتها لكن هي الاخرى لم تسلم من التحريف وسرقت بداهتها فاصبحت مطاطة اكثر .
ولكي نغتنم الفرصه وللحديث عن تحول شارع المتنبي في بغداد الى شارع تجاري بعدما كان ثقافي يرتاده الادباء والمثقفين للنهل من عبقه والاستزادة من كتبه , وبتحول المكتبات والباعه فيه الى تجار بأمتياز قدموا الوسيله على الغايه واصبح الهم هو كمية الكتب التي تباع وما ان تدخل مكتبه قال لك تاجر الكتب اتريد ان اطبع لك الكتاب في لبنان ! يساوي هكذا سعر شهر من الان تستلم كتبك ! وكأننا نتسوق من الشورجه اين هي الثقافه اليس للكتاب روح اين ذهبت تلك الروح بعدما كانت تتناسخ بين الكتاب والمثقف صاحب المكتبه في قديم الزمان .
ان المثقف عند اهل الاجتماع ورجال الدين من توسعت ذهنيته وكذلك المثقف من يعرف سيبل للتفكير فخزن المعلومة في الذهن على طول العمر فانها تصدا وبالتالي ستكون مقر لنموا العفن والفطريات .
مقالات اخرى للكاتب