Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عطسة موظف
الأربعاء, كانون الثاني 7, 2015
خالد البسام

لم يمنع الموظف نفسه من العطس وهو يشاهد المسرحية الاستعراضية في شمال موسكو في تلك الليلة، لكنه شعر بعدها بالحرج عندما رأى رجلا عجوزا قصير القامة يجلس في الصف الأول على المقعد الذي أمامه بالضبط، وقد راح يمسح قفاه وجمجمته الصلعاء بمنديله ويزمجر ببعض الكلمات.

كانت المأساة عندما عرف الموظف المسكين أن هذا الرجل هو مديره في الوزارة التي يعمل بها. وحاول تدارك الموقف فمال إلى الأمام وقال في أذن المدير: أرجو عفوك يا صاحب السعادة. فلقد عطست ولم أقصد أن.. وهنا قاطعه الرجل: لا تذكر شيئا.

وحاول الموظف أن يواصل اعتذاره فقال: سامحني فإني.. لم يكن ذلك من قصد. وهنا عاجله المدير: ألا تستطيع الركون إلى الهدوء من فضلك! دعني أنصت إلى المسرحية!

هنا شعر الموظف بالإحراج الشديد، وحاول أن يشاهد المسرحية مثله مثل بقيه المتفرجين، لكنه ظل فريسة لوخز الضمير. وفي فترة الاستراحة ذهب مرة أخرى محاولا الاعتذار من المدير مجددا، فرد عليه المدير هذه المرة: لقد نسيت ذلك.. ألا تريد الانصراف؟

وأزيحت ستارة ختام المسرحية، وذهب الموظف إلى بيته وراح يحادث نفسه في الطريق: يدعي أنه نسي.. إنه لا يريد أن يكلمني.. إنني لم أقصد.. كانت تلك حاجة طبيعية.

وحين وصل إلى بيته أخبر زوجته بسلوكه المشين! ونام وهو في أشد حالات القلق.

في الصباح قرر الذهاب إلى مكتب المدير، وحينما دخل عليه قال له: إذا كنت تذكر يا صاحب السعادة.. لقد عطست البارحة.. و.. و.. حدث. وفجأة رد عليه المدير: يا للحماقة! ونظر إليه وهو على وشك الصراخ في وجهه: أغرب عن وجهي. ثم أمره بالخروج.

ولشدة تعذيب الضمير لدى الموظف قرر أن يكتب رسالة اعتذار له قد يغفر له. ودخل مكتب المدير في اليوم التالي وقدم الرسالة. وهنا صرخ المدير وكل كيانه يهتز من الغضب وقال في وجهه: هذا أنت.. اخرج.. اخرج.

وعندما وصل بيته في ذلك اليوم كان الحزن قد أكل جسده، فاستلقى على الأريكة كما هو بحلته الرسمية ومات.

لم يسخر الكاتب الروسي الراحل الشهير أنطوان تشيخوف في هذه الحكاية من هذا الموظف الغلبان، لكن حكايته البليغة لها الكثير من الدلالات والمعاني.

ولعل أهمها أن هناك نوعا من البشر، ومنذ زمن بعيد وحتى اليوم، يحتقرون بشرا غيرهم، لمجرد أنهم أقل قيمة وثراء وأهمية، وأن المحتقرين يظلون مهما فعلوا محل احتقار من هم أعلى منهم.

والأهم من الاحتقار هو هذا التعذيب الكبير للضمير الذي يحمله البسطاء داخل قلوبهم، حتى في الأخطاء البسيطة والتافهة.

غير أن الحكاية الجميلة تقول لنا أيضا إن الكثير من البشر وما زالوا أيضا لا يعرفون كيف يعتذرون ولا يجيدون فن الاعتذار.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37435
Total : 101