Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الوطن .. منفى
الاثنين, تموز 7, 2014
رباح ال جعفر

أشعر بالحنين للعودة إلى الدفاتر القديمة . أهرب من هذا الجفاف العظيم إلى منابع الماء والعذوبة . أشتاق إلى الأيام الأولى في هذا الصيف اللاهب بكل مرح الطفولة . بشغف غامر . بسعادة لا توصف . حين كنّا صبية نتوافد من كل الأزقة والدروب والدور إلى النهر . نتراكض الحائط الحائط في البساتين العامرة بجميع ما لذ من الطيبات . نملأ الأجراف بالهرج والمرج ، ونملأ الدنيا صخباً وضحكاً وضجيجاً ، ونحن نمارس العطش على ضفاف الفرات حتى تؤذن الشمس بالغروب .
يومها لم نكن نحسب العمر بالساعات والأيام والشهور والأعوام . ولم نكن نفتش عن خبر مفرح كما في هذه الأيام . لم نكن نشعر بالوحشة والخوف والارتباك ، ولا نرى هذه المواكب الطويلة القتيلة من الجنازات في مقابر مفتوحة الشهية ، أو نسمع الكلام الحزين ، والأنباء المؤسفة في أزمنة الآلام وعذاب المظلومين .
كم أتمنى أن تعود بي تلك الأيام سيرتها الأولى . أحنّ إلى مسمار في حائط . إلى وتد في خيمة . إلى عمود نور قرأنا تحت ضوئه ديوان المتنبي . إلى رائحة الخبز الصاعدة من تنانير الطين قبل الفجر . إلى شجرة تويتاء في بستان مهجور . إلى : ( منازل قوم حدّثتنا حديثهم ... فلم أرَ أحلى من حديث المنازل ِ ) . يؤرقني الشوق إلى ذلك القصص الجميل . 
تداهمني صور عميقة متلاحقة طافحة بالحنين القاسي كأنها شريط سينمائي . تنتابني أحاسيس ندم في مدائن الألم . تذكرت البارحة أطيافاً من صور تحت مؤثرات نفسية وعاطفية . تذكرت أياماً ليس لرجوعها من سبيل . تذكرت قطعة من القلب انكسرت فاختنقت بالعبرة . تذكرت أعزاء غادروا شباب العمر من دون وداع أخير . أعرف أن العمر سيّاف لا يرحم . غادر وغدّار . مثل غيمة مدلهمة أمطرتنا وابلاً من الرعب .
ومرّ علينا حين من زمن مثل دهر . وتتابعت أيام ثقيلة الوطأة . صرنا نبحث عن تعلات لملامحنا التي تزداد هرماً في موسم كآبة طويل . كانت الطريق وعرة مظلمة ، مزدحمة بالآمال . وراودتنا أحلام واسعة . أحلام بحجم زلزال . رأينا مدناً تسقط . رأينا مدناً تحاصر . رأينا مدناً تحترق . ونحن لا ندري متى تنجلي الغمّة عن هذه الأمة ؟.
ثم ما لبثت أن أصبحت أوطاننا مجرد حقيبة سفر موحشة حزينة . مجرد مناديل عاشقات ودموع عشاق . أوطان لا تصلح أن تكون وسادة للنوم بطمأنينة . مثل فنادق الترانزيت غير صالحة للإقامة أكثر من ليلة أو ليلتين . أوطان لا تستحق الرثاء ، ولا البكاء . 
وتفرقنا في داخل الوطن وخارجه مهمومين ممزقين . وتبعثرنا في المنافي والشتات تائهين حائرين . فإذا كل منّا يكتب لصاحبه رسالة شوق من وطن مؤقت . هناك من الناس يعدون المخيمات بديلاً عن أوطانهم .
اليوم يبدو كل شيء مرتبكاً خجولاً . مسطحاً وفارغاً .. تراودني أسئلة مريرة : أين أشرعتنا التي تركناها أمس عند الضفاف ؟ أين زوارق بالمجاديف رسمناها على رمل الشاطئ زاهية الألوان ؟ أين دفاترنا التي تركناها مفتوحة هناك ؟ أين أحلامنا الممكنة ، وأحلامنا غير الممكنة ؟ أين .. أين ؟.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.54301
Total : 101