Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
جَهلا فورة!!
الأحد, أيلول 7, 2014
د. صادق السامرائي

أعتذر مقدما من دولة سنغافورة لمقارنتي أحوالنا بحالها , فهي الدولة التي إستقلت عام 1965 بعد إنفصالها عن ماليزيا , وتسمى سنغابورة في اللغة المحلية.

 سنغا: أسد , بورا: مدينة , وفورة حسب ترجمتنا العربية تعني المدينة.

 

ومن الصعب أن نقارن ما بين مدن الجهل والخراب والدمار ودولة الأسد , التي عبّرت عنه بقوة الفكر والروح والتفاعل الإنساني المتسامح المتآلف المبدع الرحيم , فتألقت وتمخضت قدراتها عن إبداع إقتصادي وإبتكاري متميز , وضعها في مصاف الدول المتقدمة جدا في عصرنا المتوهج بالمخترعات والمستجدات , وقد حققت سنغافورا هذه الثورة المعاصرة في ظرف بضعة عقود.

 

ونحن أولاد "جهلا فورة" فماذا يُرتجى منا , وماذا يليق بنا غير الشرور , والتفاعلات السيئة الفتاكة المخزية المضحكة.

 

المجتمعات تتطور وتكون في بضعة عقود , ونحن لا نزال ننوح على غابر الأزمان , ونتساءل لماذا فلان صار خليفة دون فلان , وعلينا أن نعيد الزمان إلى الوراء قرونا وقرونا.

 

نحن أولاد "جهلا فورة" المصابون بأوبئة الهلاك والإنقراض , نجتهد في الصراع الدامي فيما بيننا , نكره الحياة الدنيا لأنها لا تساوي شيئا بالقياس إلى الحياة الأخرى , التي نرى فيها ما لذ وطاب , أما إذا سألتنا عما نفعله في دنيانا , فأننا نعبد ربنا الذي نصنعه على  هوانا , ووفقا لرغباتنا المدفونة في أعماق لا وعينا المضطرب.

 

نحن أولاد "جهلا فورة" , لا نعرف التسامح والتآلف والتراحم , ونجيد التناطح والتنابز بأشنع الألقاب والمسميات والتوصيفات , اللازمة لسفك دمائنا وتحويلنا إلى قرابين لأصنام ما فينا , ولآلهتنا التي نأكلها وتأكلنا , وكأننا ثريدها , وهي ثريدنا , ومطية النفس الأمّارة بالسوء التي فينا.

 

عذرا سنغافورا , فأنتِ لستِ دولة إسلامية  , وفيك ديانات متنوعة متعددة ومعابد مختلفة , لكنك تدينين بالبقاء والتعاون والتكامل والرحمة , والإبداع والقوة الفكرية والثقافية والتربوية والتعليمية , ونحن ندّعي الدين وأفعالنا ضد أي دين!!

 

عذرا سنغافورا , فنحن أولاد "جهلا فورة" , نتباهى بعمائمنا وأصولنا وبقال فلان وصرح فلان , وبطولاتنا في قتال بعضنا , وإنجازاتنا العلمية أننا إكتشفنا أن التأريخ يمكن تغييره ومحقه بالإنقضاض على وجودنا ورفع رايات إنقراضنا السوداء.

 

فانظري يا سنغافورا إلى العمائم السوداء والخضراء والبيضاء والحمراء , المتناطحة في حلبة الأكباش الطائفية  , والمتقاتلة كالديكة على قطيع الدجاج!!

 

عذرا سنغافورا , أنتِ سبب تأخرنا وتخلفنا , وتصارعنا على الأجداث , فالمهم عندنا أن نثأر لأجدادنا الميامين , فكلنا سادة وأئمة ومن دوحة وارفة جذورها في الأرض , وأغصانها في سابع سماء وسماء.

 

تلك مأساتنا يا سنغافورة , فما أروع أفكاركِ وحكمة رؤاكِ , وما أجهلنا أمام بهاءك وسطوع علائك الباهر الفياض!!

 

مبروك لسنغافورة مجدها , وأملنا أن نتعلم درسا واحدا من دروس صيرورتها , علّنا نستيقظ من غفلة جهلنا ونحاول أن نكون!!!

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.39475
Total : 101