من كان يؤمن بالديمقراطية فلا يتوقع من مخرجاتها أفضل من ذلك ، انها عملية حسابية ونسبية ، فالطيور على أشكالها تقع ، انها تعبير الكم عن نفسه ، ولن تكون مخرجاتها كما يتمنى البعض ، فيطلب من مجتمع متشدد أن ينتخب ليبرالياً أو شيوعياً ، او من مجتمع كردي قومي أن ينتخب عربياً أو من مجتمع شيعي متطيف أن ينتخب سنياً او من مجتمع سني متطيف أن ينتخب شيعياً .
ويبدو ان درس الجزائر قد نُسي تماماً ، فصناديق الإقتراع لم تجلب سوى المتشددين ، حماس ايضاً كمثال .
لم تكن مخرجات الديمقراطية في العراق أفضل حالاً ، فقد أفرزت طبقة فاسدة وفاشلة وتتاجر بعواطف الناس الطائفية والعرقية وتستعملها كسبيل للوصول .
ولم تك ديمقراطية مصر افضل حالا ولا تونس ايضاً ، انه تعبير الكم عن نفسه وسط غياب البديل ، اخوان ونهضة وحركات سلفية .
المشكلة في التعاطي مع المخرجات ، هل نتعامل مع ما يفرزه الصندوق بشكل مقدس ونستعمل وسائل ديمقراطية معقولة لتصحيح المسار ، أم اننا سنلجأ لتخريب كل شيء لنعود الى المربع الأول ؟؟؟
المراهنة على صندوق الإقتراع بدون عمل كمن يراهن على صندوق الساحر .
لا تراهن على صندق الإنتخاب ولكن راهن على الناخب ، قبلها اسأل نفسك ماذا قدمت للناخب كبديل وكبرنامج لتحصل على صوته لك أو لمشروعك ؟!