عن أي دولة نتحدث ونحن ليس سوى مجموعة مدن وقرى مبعثرة ، مكونات وأعراق وطوائف لا تنتظر لتتقاتل سوى خطبة او فتوى صغيرة من تاجر دين أو هاوي سياسة !
ربما أكون متشائما لكن هذا هو الواقع .
أين هي الدولة ؟ ، لنتحدث بالواقع وبالوقائع ، وان لا نحلق في سماء التنظير والأحلام بل حتى الأوهام ايضاً ، لا توجد دولة بالمعنى الحقيقي ، ولا يوجد جهد حقيقي لتكوينها ، لم نحدد رؤية لذلك ، ولا مؤسسات رصينة ، ولا فلسفة ولا هوية ولا نظام سياسي مفهوم ومستقر .
معرفة الواقع تسهل طرح الحلول .
نعم توجد هناك سلطة تتنازع وتتقاسم النفوذ مع سلطات أخرى ، تقوى وتضعف حسب الزمان والمكان .
هناك سلطة دينية وعشائرية وعرفية وثقافية بالإضافة لسلطة الحكومة وسلطة جديدة هي سلطة التشدد والإرهاب ، وستجد ان تلك السلطات تتبادل الأدوار والنفوذ حسب المنطقة وتكوينها الديموغرافي .
فتجد ان سلطة الحكومة تضمحل في بعض المناطق بحيث لا تقوى على حماية شرطتها او سجونها لكنها تقوى في مناطق اخرى ، وتجد سلطة رجل الدين ايضاً تتغير من مكان لآخر ، وسلطة العشيرة ، والعرف الإجتماعي .
الدولة هي الكيان الذي يستطيع ان يذوّب كل تلك السلطات معاً ويحتويها ضمن نظام مؤسساتي واحد يستند للدستور ويقوم على تطبيق العدالة والقانون الذي يطبق على الجميع دون استثناء .