تتداول مواقع التواصل الاجتماعي في الاونة الاخيرة اسم وصور الكاتب والفيلسوف برنار ليفي ، باعتباره قائد الثورات العربية او عراب الربيع العربي . فمن هو برنار ليفي
برنار هنري ليفي . هو كاتب وصحفي وفيلسوف فرنسي . ولد لعائلة يهودية في الجزائر عام 1948 ، وانتقلت عائلته لباريس . حيث درس الفلسفة واشتهر كاحد الفلاسفة الجدد . . ويوصف بانه يساري ، رغم انحداره من اسرة غنية ، وله مقالات مناهضة للفكر الاشتراكي . في بداية حياته المهنية اشتغل ليفي كمراسل حربي في بنغلادش عام 1971 ، وقد شجع في كتاباته ومراسلاته انذاك على انفصال بنغلادش التي كانت تسمى باكستان الشرقية عن الباكستان . كما ساهم في حث قيادة حلف الاطلسي على التدخل في يوغسلافيا السابقة لضرب الصرب الذين كانوا في حرب مع المسلمين الكروات عام 1990 وتم التدخل بموافقة الرئيس بل كلنتون في ذلك الوقت
في كتابه اليسار في ازمة مظلمه هاجم برنار ليفي النزعة الاشتراكية بدعوى كراهيتها المرضية للولايات المتحدة واسرائيل واليهود . وحث على التدخل في شؤون الدول النامية بحجة المساعدة الانسانية لها . ويذكر انه كان من اشد المتحمسين لانفصال جنوب السودان وقد سعى من خلال كتاباته وتواجده هناك لتحقيق ذلك . كما تتهمه روسيا بأنه كان من اشد المناصرين للرئيس الجورجي ميخائيل ساكا شفيلي خلال حربه مع روسيا عام 2008 . وقد ظهرت صورته في تظاهرات اوكرانيا التي ادت الى سقوط رئيسها السابق الموالي لروسيا
ويعرف برنار ليفي بأنه من اشد المؤيدين لاسرائيل وامنها . وهو صديق لكبار الساسة الفرنسيين وخصوصا الرئيس السابق نيكولا ساركوزي . وقد شوهد مرارا وهو يتجول في مصر وليبيا وسوريا . كما كان حاضرا بقوة في ميدان التحرير بالقاهرة ابان التظاهرات التي اندلعت في مصر والتي ادت الى الاطاحة بالرئيس المصري الاسبق حسني مبارك . . كما انه يعتبر عراب التدخل الغربي في ليبيا ، وقد شجع الرئيس الفرنسي ساركوزي على ضرب معمر القذافي وقد تم ذلك فعلا من خلال حلف شمال الاطلسي والذي ادى الى الاطاحة بالرئيس الليبي . . كما يوصف بأنه من اشد المؤيدين للثورات العربية ضد الانظمة الدكتاتورية . حتى سمي قائد الثورات العربية او عراب الربيع العربي . . وقد شوهد مؤخرا في جبهات القتال ضد داعش في مدينة برطلة القريبة من الموصل . . وبالمقابل فهو يدعي بانه من المناوئين للحركات الاسلامية الراديكالية . مثل القاعدة وداعش .ة
ونتيجة لكل هذا يتساءل البعض عما اذا كانت ثورات الربيع العربي حركات مشبوهة ام انها انتفاضات جماهيرية . . وعما اذا كانت الانظمة الدكتاتورية العربية مؤهلة للاستمرار بالحكم لفترة اطول
الجواب بالتأكيد سيكون بالنفي . فالثورات العربية هي ثورات شعبية حقيقية جاءت ردا على الظلم والاستبداد والدكتاتورية . الا انه في وقت لاحق تم شيطنتها من خلال تسلل الاسلاميين اليها . نتيجة الفراغ الفكري والعقائدي لهذه الثورات العفوية . وقد تم تشجيع هذ. الحركات الاسلامية وادخال التطرف والوحشية اليها ليتم حرف هذه الثورات عن اهدافها النبيل. .، وجعلها منظمات اسلامية ارهابية متطرفة . . وهذا ماحصل بالفعل . حيث اصبح الجميع ينادي بالقضاء على الارهاب والتطرف. ولم نعد نسمع عن الثورات العربية الشريفة المناهضة لللانظمة الدكتاتورية
ونعود الى السيد برنار ليفي وفلسفته وافكاره فهو يبدو سفسطائي دعي . اكثر مما هو فلسفي . ويعتمد على اسلوب غوغائي ويحيط نفسه بهالة اعلامية ليروج لافكاره المتناقضة . وقد انتقده كثير من المفكرين الفرنسيين من انه يحاول تغليط الرأي العام واستغلال القضايا الانسانية النبيلة وتوظيفها لمصلحة او لاهداف مشبوهة . ويقوم بتزييف الحقائق لخلق بلبلة في مفاهيم الحرية والانسانية . باسم الفلسفة الكونية الجديدة . وكما قال احدهم انه لا يتورع عن تأجيج المواجهات الدامية باسم المسؤولية . انه يحاول اثارة الكراهية اكثر من الدعوة الى الحرية والانسانية
ومن هذا المنطلق يبدو لنا انه واحد من الادوات الفعالة للصهيونية الراعية لاسرائيل . وهو عندما شجع الربيع العربي او الحرب في كوسوفو وغيرها فانه يثير الفوضى في مناطق مختلفة من العالم . وخصوصا في منطقتنا العربية . . انه استغل الشعور الشعبي الثوري في منطقتنا العربية ليحقق هدفه في اراقة المزيد من الدماء ، واستعداء فئات مختلفة من الشعوب بعضها ضد بعض . وهذه الفتنة والفوضى التي يخلقها باستمرار لها هدف واحد هو خدمة المصالح الصهيونية والاسرائيلية التي تسعى دائما لخلق مثل هذه البؤر والاجواء الفوضوية للتغطية على ممارساتها الاستيطانية والتوسعية وقضم الاراضي الفلسطينية والبشاعة في محاربة الشعب الفلسطيني الاعزل . خصوصا بعد ان رأت الصهيونية وجود تعاطف كبير للقضية الفلسطينية من قبل المجتمع الغربي السياسي والشعبي . وكذلك لضمان امن اسرائيل واستقرارها لسنوات طويلة . . وقد تحقق هدفها هذا فعلا من خلال اعتبار العرب والمسلمين من المشجعين للحركات الارهابية في العالم. ، مما يتوجب القضاء عليها ليعود الامن والسلام . وتعالت صيحات العداء والغضب على كل ما هو عربي ومسلم . . انها ليست نظرية المؤامرة . انما واقع ملموس نشهده يوميا ولا زلنا نعيش كوابيسه الى يومنا هذا
مقالات اخرى للكاتب