عمل إيه منصور الحفني (أحمد السقا) مع الريس جمعة (محمد أبو الوفا) وبقية المطاريد في فيلم الجزيرة الجزء الأول؟
هو إيه مشكلة المطاريد؟
دول ناس منبوذين لأسباب غالبا جنائية، ارتكبوا جرايم وما قدروش يعيشوا تاني وسط المجتمع. فـ راحوا عاشوا في الجبل وسط الديابة والوحوش، مش بـ ينزلوا منه غير لما يهجموا على حد يجيبوا راس حد لـ صالح حد تاني، ويرجعوا بـ الغنايم والأسلاب يعيشوا بيها فـ الجبل.
طبعا فيه نسبة منهم، ولو قليلة، مكنوش هربانين من جرايم، ممكن انطردوا من بيوتهم لأي سبب اجتماعي، هربانين من عار معين، أو حتى بـ دافع حب المغامرة أو لـ مجرد رفض المجتمع وتقاليده.
منصور الحفني عرض على المطاريد عرض لا يمكن رفضه، قال لهم: هـ تعملوا إيه بـ الفلوس وإنتو فـ الجبل، اللي ناقصهم مكان آمن يحسوا فيه بـ إنهم بشر طبيعيين، وما يبقوش مطاردين من القانون، أو مرتبطين اجتماعيا، وفي نفس الوقت يبقوا جيش جاهز لـ خدمته.
قصي زي منصور الحفني والصعاليك زي المطاريد (بغض النظر عن باقي أحداث الفيلم، التشبيه منطبق على الحدث ده بس).
نبدأ الحكاية
الصعاليك جمع صعلوك، معروفة دي. والصعاليك دول جمع من البشر عاشوا قبل عصر الدولة، وغالبا هـ نلاقي الكلام عنهم في الأدب أكتر منه في السياسة أو تاريخ شبه الجزيرة، لأنهم كانوا في الأغلب شعرا، وكانوا في شعرهم وحياتهم ظاهرة تستاهل الدراسة بـ شكل منفرد، والباحث الجزائري محمد برونة ليه دراسة فنية مهمة عنهم، بعد الكلاسيكيات في دراستهم من شوقي ضيف وحنا الفاخوري.
بس مين هم؟
دول الناس اللي مكنش ليهم ارتباط بـ قبائلهم: لا ارتباط اقتصادي ولا سياسي وبالتالي لا عقائدي ولا ثقافي، ولا حتى جغرافيا. ناس اتخلعوا من جذورهم، وسابوا ديار أهاليهم، وسكنوا الجبال زي المطاريد، منهم مثلا ولاد الحبشيات اللي آباؤهم مكنوش بـ يرضوا ينسبوهم، أو ناس قتلت وبقوا مطلوبين في تار، وهكذا.
الفرق إنهم كانوا مثقفين وشعرا وفنانين وحاولوا يعملوا شبه فلسفة لـ صعلكتهم، ويـ يفتخروا بـ اللي بـ يعملوه، لكنه في سياقنا مش فارق، لأن اللي كان يهم زي قصي إن الناس دول خطر على التجارة، لأنهم معندهمش عزيز ولا غالي، ولا ملتزمين بـ أي حاجة من التستيفة اللي عملها.
يعني أي قافلة معدية مهددة، لا هـ يهمهم شهر حرام ولا معاهدات، ولا هـ يستفيدوا مع قبائلهم من النسب اللي كانوا بـ ياخدوها من مرور التجارة عليهم، ولا فيه أي رادع.
مشكلة تانية تخص الصعاليك هي عدم انتظامهم، يعني ممكن تلاقي واحد لـ وحده، مجموعة صغيرة مع بعضهم، مجموعات أكبر، وهنا هـ يشكلوا خطورة كبيرة على مسيرة التجارة.
عمل إي قصي مع المطاريد؟
بالظبط
فتح لهم مكة، يعيشوا فيها، يـاكلوا ويشربوا ويلبسوا، مكان آمن، محدش يطولهم فيه، وده زود فكرة إن مكة تبقى مكان أمن تام، لا ينفع حد يقتل فيها ولا يسرق ولا يئذي أي حد، حتى لو كان عنده حق، يعني ممكن واحد يشوف قاتل أبوه في الحرم، وما يقدرش يرفع عليه السيف حتى، مش يقتله.
بـ الفعل فيه صعاليك كتير نزلوا مكة، وعاشوا فيها، بدال حياة البهدلة في الجبال ومع الوحوش، مش كلهم طبعا، التاريخ بـ يقولنا أسماء فضلوا صعاليك لـ حد ما ماتوا، ومنهم مات في الصحرا جوعا وعطشا، وغالبا الأسماء المشهورة كلها كده، لكنهم يفضلوا أفراد قليلين، ما شكلوش خطر للنظام المكي اللي عملته للتجارة، وزود قدسية مكة، وخلاهم في النهاية قوة تقدر تستعين بيهم جنب الأحابيش.
عظيمة دماغ الراجل قصي ده.
تابعونا
مقالات اخرى للكاتب