الا ليت الزمان يعود من جديد لغيرت مهنتي من طبيب الى .......!!!!!!
تم استدعائي لمعاينة مريض يرقد في العناية المركزة في تمام الساعة العاشرة مساءً ... وعند وصولي الى المستشفى كان المنظر مرعباً ... فلا استعلامات ولا شرطة ولا اي حماية تذكر وباحة المستشفى يحتلها زهاء ٥٠٠ رجل يرتدون الدشاديش والتراكسوتات ... اشكالهم مرعبة يرمقون الداخل الى المستشفى بنظرات عدوانية فأرتاب قلبي خيفة وجسمي ارتعاشاً لاني مقتول لا محالة ... موظفين الاستعلامات والشرطة هربوا ولا ألومهم على ذلك ... وعندما دخلت وحدة العناية وجدت المقيمة بعمر الزهور وقد اصفر وجهها ويداها ترتعشان فاعتصر قلبي ألماً وكادت الدمعة تسقط من عيني لاني تخيلت المقيمة ابنتي زهراء وهي لوحدها وسط وحوش من الناس عدوانيين ... وطبعاً من الصعب ان تفحص المريض او تتخذ قرار والمرافقين يريدون ان تطمأنهم عن مزيض يلفظ انفاسه الاخيرة....
الله بؤساً وتعساً لهذه الحياة المقرفة ... وواأسفاً على ماضيعته من عمري كي اصبح طبيباً ووأسفاً على سنوات الغربة في زمن الحصار وسهر الليالي كي نحصل على البورد لنصارع وحوش البشر ... ربي أعن الاطباء على جهادهم هذا ... واهدي هذه الوحوش نحو الصواب.،.
عندما سألت اخد موظفي الاستعلامات كيف تمارسون عملكم ... فاخبرني اذا جاء مرافق مريض ومنعته من الدخول واخبرك ان مريضه من الحشد الشعبي فأنك ستتعرض للضرب والاهانة ... اصبح الحشد الشعبي حجة للاعتداء على المنتسبين والموضفين وهم بهذه التصرفات ماذا يتوقعون هل يتوقعون ان العناية بمريضهم ستزداد ام ان ذلك سيعيق العمل ... متى تنصلح الهمجية في مجتمعنا...
هنا انا لا الوم المجاهدين من الحشد الشعبي الذين لو قبلنا ايديهم وارجلهم لما جازيناهم فهم من طبقات فقيرة نذروا انفسهم لتقر اعيننا ولكن الوم مرافقيهم الذين عاثوا في المستشفى الفوضى
Mazin Hazza
