نحدث كثيرا من رواد منابر عاشوراء واعلاميي القضية الحسينية عن  زواج الامام الحسين "ع" الاغر  من سبية من سبايا معركة القادسية(الاميرة شاه زنان) , ونسمعها  ونحن صغاراً من ابائنا فتأريخ اهل البيت ادبنا وتراثنا ونعتز فيه وننقله للابناء والاحفاد , ولكن هذه الرواية  بين النفي والاثبات بين المحققيين المعاصرين .
      فمن بين الكتاب من يحاول التقليل او التنكيل بهذا الزواج الذي انتهى بولادة رابع ابناء العصمة الامام السجاد "ع" , اوهناك من  يريد فكه ونفيه لاسباب عنصرية او دينية او قومية او حتى لانهاء خلفية تأريخية للباحث خلاف معها , ومع ازدياد شبكات التواصل الاجتماعي وتوفر الاطلاع بسهولة كان حريا على حملة  تراث اهل البيت (عليهم السلام ) واصحاب الاقلام الشيعية المؤمنة , رفع هذه الشبهات فهي مسؤليتهم وهي امانة باعناق كل من يستطيع رفع مظلومية ال محمد ولو بكلمة .
    ان قصة زواج الامام الحسين من الاميرة الفارسية شاه زنان بنت الملك الفارسي يزدجرد , ثالث ملوك الدولة الساسانية واخرها صحيح ولكن .؟  شاه زناه لم تكن سبية في معركة القادسية ولم تكن حتى مولودة  بعد... حينها .! ولقراءة الحدث جيداً , لنحفظ معاً هذه التواريخ فهي من ستفك شفرة بحثنا:-
15هجرية معركة القادسية . 
4هجرية ولادة الامام الحسين "ع" اي عمره اثناء معركة القادسية 11سنة .
عمر الملك يزدجرد 15 عاماً اثناء معركة القادسية  , اي بعمر الامام الحسين تقريباً , وكان قاصراً وتدار مملكته بواسطة الوزراء والوكلاء , و هو لم يكن متزوجاً حتى , فمن اين اختلقوا له ثلاث بنات وزوجوا احداها للامام الحسين "ع" .؟ نعود ونقول زواج الامام  صحيح ولكن .!
لم تكن شاه زنان من سبايا معركة القادسية وانما الرواية التي طمست احداثها كالاتي :-
           يذكر الزمخشري في (ربيع الابرار) ان  امير المؤمنين"ع" ولى جابر بن حريث على بلاد المشرق (خراسان ) , فظفروا بثلاث سبايا من بنات كسرى ( يزدجرد بن شهريار بن برويز بن أنوشروان) , اخرملوك فارس بعد ان قتل هناك , قيل سنة 23هجرية وقيل 35 هجرية , بعد ان كانت له سلسلة من التنقلات و الهروب والاختفاء بين امصار و بلدان المشرق والشام  , فتم اراسلهن للمدينة المنورة بخلافة عثمان بن عفان اوخلافة علي بن ابي طالب "ع" على اختلاف تاريخ قتل يزدجرد , فزوجوا واحدة للحسين"ع"  وواحدة لعبدالله بن عمر بن الخطاب وواحدة لمحمد بن ابي بكر , فولدت شاه زنان للحسين "ع" سنة 38للهجرة علي الاصغر  السجاد "ع" .
    يذكر ان الاميرة الفارسية بنت الملوك , طاهرة النسب , عاشت  عقداً من الزمن في بيت ال النبوة  ربما لعشر سنوات , بعد ان تبرأت من دين والدها , واخذت في تعلم اللغة وعلوم الدين والمذهب ثم تم تزويجها للحسين ابن علي "عليهما السلام " .