تشرفت بكتابك السامي بمعانيه ، المنيف بعبارته ، الشريف بمقاصده ، فكان لي وللاخوان المعجبين بك خير سلوى.
ان البلاد تتقدم في طريق الهدوء والسكينة والغيوم التي تلبدت في سماء العراق حيناً من الدهر ، كادت أن تزول لولا "الحية الرقطاء " والاعيبها لأستطاعت الوزارة ان تقضي على كل فاسد وتستأصل الشر من اساسه ولكن وجودها ، الحية ، قد أوجدت متاعب لها والجأها الى ان تعمل اعمالا ربما هي نفسها لا تحبذها !
صحيح ان البلاد تماثلت للشفاء وانها تتمتع بشيء كبير من الهدوء والدعة ، ولكن الوزارة لأسباب لا نعرفها ، قد أخذت بالسياسة الشيعية الى حد بعيد ، فهي تخلي المناصب الكبرى من رجالها (السنة)لتستبدلهم برجال من (الشيعة)ليسوا في العير ولا في النفير ، فمثلاً ان احمد زكي الخياط قد استدعته الوزارة ليكون متصرفاً للواء الحلة بدل متصرفها الذي نقلته للجنة التسوية ، واقامت في كربلاء صالح ولم تعر اهمية للخدمات التي سبق ان قام بها خليل عزمي الذي هو احق من غيره في المتصرفية ، واليوم او غداً سيتقرر تعيين جعفر حمندي لمتصرفية العمارة بدل متصرفها محمود اديب بك الذي سيختار الى احدى لجان التسوية وكذلك صادق البصام فقد عرضت عليه مديرية الأملاك العامة وأما القائممقاميات الشاغرة فقد اصبحت وقفاً لشبان الشيعة ، واما للواء المنتفك والسليمانية فقد عين فيهما ماجد بك وصالح زكي بك وهما كما لا يخفى عليك كرديان ، ان انتهاج مثل هذه السياسة لا يفيد البلاد على ما اعتقد ويوجب الإستياء في الجهة المقابلة .
ان الحالة تستدعي التفكير العميق بمستقبل ابناءنا كما انها تنشط فكرة الطائفية عند القوم )
المخلص علي محمود الشيخ علي 30-4-1935...من رسالة لناجي شوكت
(ان الوزارة الهاشمية قد تألفت بين حماس الشعب وهتافه وبالفعل عادت الأمور الى مجاريها بعدما تعقدت . وكادت تتحطم الأماني والآمال وكأن هذه النتيجة المفرحة قد جاءت على خلاف ماكان يصبوا اليه اولئك العجاف المهازيل الذين تآمروا على الوحدة العراقية وكادوا ان يحدثوا في صباح الأمس فتنة رعناء في قصبة الكاظمية غير ان موقف الحكومة الحازم قد اعاد الأسهم الطائشة الى صوابها فسيطرت الحكومة على الوضع سيطرة تامة بعد ان وقع من المتآمرين قتلى وجرحى وان وصل المستشفى منهم 25 غير ان عددهم الحقيقي قد تجاوز ال60 كون الباقين قد عولجوا او دفنوا سراً وان الحكومة قد سهلت هذه المعالجة او الدفن السريين لأنه ليس من المصلحة ان يزداد عدد القتلى والجرحى ولأجل ان تعلم موقدي هذه الفتنة يكفي أن أعرض لك بأن من جملة القتلى ابن اخت السيد محمد الصدر وان من جملة الذين اوقفوا عبد الهادي الجلبي ابن الوزير السابق وصادق جبلي ومحمد باقر الجلبي وكلهم من اعوان رستم بك حيدر .)
24-3-1935
(لقد افهمت القوم ان السياسة الكيسة هي سياسة الحزم لا سياسة الإغراء وتزيع الوظائف والمناصب لمن يستحق ولمن لا يستحق . ان الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قد اتم لعبته وانتجت ثورة دامية في منطقة الرميثة وفي سوق الشيوخ ،فأما في منطقة الرميثة التي لها اثررها واهميتها فقد قمعت من قبل الجيش العراقي الباسل قمعاً شديداً والقي القبض على زعيمها الشيخ خوام الفرهود وغداً او بعد غد سينال عقابه وان المجلس العسكري المنعقد في منطقة الاضطراب .
وان الحكومة قد نفت من يشتبه فيهم من الرجال الفارسيين او من يبثون الدعاية الفارسية )
18-5-1935
الجزء الأول
تعليق :
تتشابه الكثير من الأمور خلال 100 عام .
من يقول ان الطائفية جديدة في العمل السياسي فليقرأ تاريخ العراق .
من يتكلم عن الوحدة والمحبة شعاراتيا يجب عليه اولاً ان يعالج كل المشاكل التي تسبب كل تلك الإشكالات وان يعمل على تخكوين نظام سياسي يعترف بما جرى ويحاول ان يعالج مايجري .
