Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
رجلان وحمار ومولد
الأربعاء, أيلول 9, 2015
علي سالم

ثنان من فقراء الدنيا ومعهما حمار يحمل حاجياتهما القليلة. الثلاثة متعبون جائعون ضائعون، خرجوا من بلدهم باحثين عن العدل والأمن وشربة ماء وكسرة خبز. وفي البرية وبالقرب من قرية مصرية على أطراف الوادي، مات الحمار من الجوع وفرط الإجهاد، فدفناه تحت شجرة ظليلة. مرت بهما سيدة قروية، سألتهما عن سبب وجودهما في هذا القفر. ويبدو أن كل ما يشعران به من اكتئاب ويأس وتعاسة تحول إلى طاقة مرح، فقالا لها: نحن هنا في زيارة لأحد أولياء الله الصالحين المدفون تحت هذه الشجرة.. إنه «سيدي الحمار».. لم أسمع عنه من قبل، وهل له كرامات؟ ما هي..؟ كراماته لا تعد ولا تحصى يا سيدتي.. واندفع الرجلان في تأليف أحداث لسيرة ذاتية لولي معتبر.. تركتهما السيدة وعادت إلى قريتها. بعد ساعتين جاء خادمان ومعهما صينية نحاسية كبيرة عليها ما لذ وطاب من طعام وشراب. وفي الصباح جاءت صينية بالإفطار لا نعرف من أرسلها، ثم جاء أحد أعيان القرية ليتبرع ببناء ضريح يليق بـ«سيدي الحمار»، وهذا ما حدث. في أيام قليلة، أصبح لـ«سيدي الحمار» مولد يرعاه خادمان هما بطلا هذه الحكاية. هكذا بدأ آلاف المريدين يأتون للتبرك بـ«سيدي الحمار» من أماكن بعيدة، طبقًا لمثل شعبي قديم يقول: «الشيخ البعيد سره باتع». الواقع أن عددًا كبيرًا من البشر بدأوا يرددون حكايات كثيرة عن أشياء أشبه بالمعجزات حدثت لهم بعد زيارتهم لـ«سيدي الحمار».
أساتذة أفاضل في برامج تلفزيونية تكلموا عن حياة «سيدي الحمار»، وعن دوره في حماية منطقة وجه بحري أثناء الحروب الصليبية، كما ظهرت مجموعة سمت نفسها «الحماريون» رشحوا أنفسهم لانتخابات مجلس الشعب. هؤلاء بالتحديد شنوا هجومًا على الحكومة، لأنها لم تعتن بمولد «سيدي الحمار» كما يجب.
ابتسمت الدنيا للرجلين.. لم تبتسم فقط؛ بل ضحكت وقهقهت. انتقلا لحالة من الثراء الشديد نتيجة لما يضعه الزوار المريدون في صندوق النذور من أموال وقطع ذهبية. لم تحصل وزارة الأوقاف على نصيب من هذا الصندوق، لأن «سيدي الحمار» ليس مسجلاً في ملفاتهم. ومع كثرة الفلوس، ينتعش الطمع. أحد الرجلين أخذ من الصندوق أكثر مما يستحق، فأخذ صاحبه يراجع حساباته بدقة، فبدأ الشخص المشكوك في ذمته يقسم أغلظ الأيمان أنه لم يحصل على أكثر من نصيبه: طب وحياة «سيدي الحمار» ما حصل..
فصاح فيه صاحبه: وحياة سيدك مين يا خويا..؟ ده احنا دافنينه سوا.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46147
Total : 101