حمّودي ابن عائلة وناس، وأهله مسوّين فضل على المنطقة كلها. جده كان شيخ بالكتاتيب، الكل تعلّم تحت يده القراءة والكتابة. جدته كانت تخبز وتوكّل الجوارين وعمّاته وخالاته يخيّطن ويلبسنهم. أبوه معلّم تاريخ وأمه تحوك بُسط وتفرش بيوت المحلّة بدل ما گاعدين على التراب. حلوة چانت حياة حمّودي وبيتهم خير وأمان. من كبر سجّلوه بالمدرسة. حمودي چان شاطر ونظيف وحلو، والمدرسة بيها عصابات، شلون راح يكون وضعه الأمني؟ أكيد يشبع طن كتل ويومية يتعرّض للتنمّر من قبل شقاوات المدرسة. اشتكى غير مرة عند المدير، ما فاد. المدير نفسه ما مسيطر والسرسرية هواي. لذلك اضطر حمودي للاستعانة بواحد شقي. هذا الشقي وفّر له الحماية أول يوم بلاش، ثاني يوم بلاش، ثالث يوم گال له: تعذرني حمودي بعد ما اگدر أحميك، لازم تدفع المقابل. يابه شنو المقابل؟ گال له: لازم أضربك. حمودي تفاجأ من الموضوع، شنو يحميه من الضرب، شنو يريد يضربه. الشقاوة گال له: حمودي انا أقصد ضرب من نوع ثاني، تعال نصعد فوگ السطح بالمخزن وانا أفهّمك. وره شوية نزل حمّودي مكسورة عينه ويبچي. ضربه الشقاوة مقابل حمايته من العصابات. وصار يوميّة يأشّرله على السطح وحمّودي يجاوب: صار استاد. كبر حمودي ذليل وعينه مكسورة. دخل الثانويّة وتنفّس الصعداء، گال خلصت من الأستاد ومن العصابات. لكن تفاجأ حمودي بعصابات أكثر شراسة طلعت له بالثانوية وياهو اللي يجي يضربه على قفاه. الأدارة ايضاً فالتتها وما گادرة تسوي شي، لذلك اضطر صاحبنا يحتمي بشقاوة جديد. هالمرة كان شقاوة مؤمن ودافع عن حمّودي لوجه الله تعالى. أول يوم حماه لوجه الله، ثاني يوم لوجه الله، ثالث يوم گال له تعذرني بعد ما اگدر أحميك، لازم تدفع المقابل. شنو المقابل مولانا؟ گال له: تعال ويايه فوگ بالمخزن وانا أشرحلك. وره شويّة نزل حمودي من المخزن وعينه بالگاع. صحيح حصل على حماية وما گدرت وحدة من العصابات توصل له لكن عينه انكسرت مرة ثانية وميگدر يرفعها بوجه حامي الحمى الجديد. وصار يوميّة يأشّرله على المخزن وحمّودي يجاوب: صار مولاي. وفد يوم من الأيام حمّودي گاعد بالبيت وصافن. سأله أبوه: ها حمّودي، بشنو تفكّر؟ جاوبه حمّودي: أفكّر بالجامعة، هَم بيها مخزن فوگ السطح؟
أزهر جرجيس