مما لاشك فيه ان سنودن كان الشخصية الأبرز التي اثارت انتباه العالم في العامين 2013 و 2014 ،وقد اثارت التسريبات التي كان يطلقها بين الفينة والفينة اهتمام الرأي العام الذي تراوح بين الأستغراب والسخط والحذر ،وبدت امريكا مطبقة على خناق العالم بحيث لم يسلم من تجسسها حتى رؤساء دول تصنف كحليفة لها .
كتب وأفلام سينمائية :
بدأت العديد من دور النشر تستعد لنشر روايات عن سنودن ،وكذلك فعلت شركات السينما حيث ان هناك اخبار عن افلام ومسلسلات سوف تطلق ،مما يبين عظيم اهمية الحدث لدى الناس ،وقد اصبح لتسريبات سنودن او تعليقاته اهمية خاصة ومتابعين ،ففي روسيا ،البلد الذي وفر لسنودن المأوى الآمن ،ستنطلق مبيعات كتاب ( زمن الأخطبوط ) بقلم المحامي الروسي فلاديمير كوتشيرينا والذي ذكر إن الكتاب يروي قصة عميل أمريكي مطلوب من الحكومة الأمريكية. ويقضي بطل الكتاب الذي يدعى جوشوا كولد 3 أسابيع في مطار موسكو في انتظار قرار تصدره الحكومة الروسية بحقه.
وانه استوحى موضوع كتابه من مصير العميل السابق للاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن. وقد باع المحامي كوتشيرينا حقوق نقل مضمون كتابه إلى الشاشة الكبيرة للمخرج السينمائي في هوليوود أوليفير ستون .
وبدوره يجسد الممثل جوزيف غوردون ليفيت شخصية الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن، وذلك في فيلم يخرجه أوليفر ستون
ويتناول الفيلم قضية أثارت جدلا كبيرا في مختلف دول العالم، ألا وهي كشف سنودن عن برامج المراقبةالواسعة النطاق التي تقوم بها الحكومة الأمريكية .
وكتب ستون، الذي فاز بجائزة اوسكار أفضل مخرج مرتين، سيناريو الفيلم بناء على كتاب ملفات سنودن : قصة أبرز الرجال المطلوبين بالعالم من الداخل وقال استوديو أوبن روود فيلمز وشركة الإنتاج والتمويل أند جيم إنترتينمنت إن الفيلم، الذي لم يتم حتى الآن اختيار اسم له، سينتج في ميونيخ في يناير .

تغيير كبير بعد التسريبات :
من جانبه أكد مات أولسن، المدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب الأمريكي، أن فضيحة التسريبات حول طريقة عمل وكالة الأمن القومي الأمريكية وعمليات التجسس التي تقوم بها على يد الموظف السابق فيها، إدوارد سنودن، تسببت بشل قدرة واشنطن على مراقبة الإرهابيين وساعدت على عمل الحركات المسلحة التي برزت بعد تلك الحادث، وفي مقدمتها تنظيم داعش ،لقد فقدنا معلومات حول الكثير من الأشخاص، كما أوقفنا ملاحقة عدد كبير ممن كنا نراقبهم في السابق ، لقد خسرنا قدرتنا على استكشاف ما يقومون به ، ولفت أولسن إلى أن قيام سنودن بتسريب الوثائق لم يغيّر عمل أجهزة الأمن الأمريكية وطرق تعقبها للاتصالات فحسب، بل بدّل الطريقة التي يقوم المشتبه بهم عبرها بالتواصل فيما بينهم ودفعهم إلى التوجه نحو طرق أكثر سرية .
وأوضح أولسن قائلا : لقد بدلوا طريقة توفير الأمن للمعلومات والاتصالات التي يجرونها واعتمدوا أساليب تأمين أكثر تطورا، كما بدلوا شركات الاتصالات التي كانوا يتعاملون معها وحساباتهم الإلكترونية أو توقفوا بشكل كامل عن استخدامها في بعض الأحيان .
مجلس الشيوخ الأمريكي يصوت ضد الأصلاح :
بعد ما أثير من ضجة في الأوساط العالمية حول التنصت الأمريكي،عاد مجلس الشيوخ الأميركي ليصوت بفارق صوتين ضد مشروع قانون لإصلاح "وكالة الأمن القومي"، وذلك رغم تأييد الرئيس باراك أوباما والمدافعين عن الحريات الفردية لهذا الإصلاح الذي يمنع الاستخبارات من جمع بيانات خاصة بمواطنين أميركيين .
وسقط المشروع في المجلس خلال تصويت إجرائي، إذ أنه لم يحصل إلا على تأييد 58 عضوا من أصل 100 في حين أنه كان بحاجة لـ 60 صوتا على الأقل كي يدرج على جدول أعمال المجلس ويفتح النقاش بشأنه .
وصوت أغلب الأعضاء الجمهوريين ضد المشروع الذي بات أي نقاش بشأنه مؤجلا إلى العام المقبل ،وبذلك ستستمر وكالة الأمن القومي في التنصت على الأفراد ومراقبتهم إذا اقتضت الضرورة .
خوف امريكي من سنودن جديد :
نقلت شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مسؤولي الأمن القومي يخشون أن يكون هناك شخص آخر في صفوفهم، يسرب معلومات سرية إلى الإعلام .
وفي موقع "ذي إنترسيبت"، نشر الصحفي الأميركي، غلين غرينوولد، الذي كان أول من كشف الوثائق السرية لسنودن، وثيقة من 12 صفحة مصنفة على انها سرية .
وعنوان هذه الوثيقة هو "الانجازات الاستراتيجية للعام 2013 حول هويات الإرهابيين"، وهي مؤرخة في أغسطس 2013 أي بعد رحيل سنودن من هاواي، حيث كان يعمل متعاقدا مع وكالة الأمن القومي، وفراره إلى هونغ كونغ ومنها إلى روسيا حيث حصل على حق اللجوءوهذا يعني وجود اشخاص آخرين يقومون بتسريبات مماثلة لما قام به سنودن . ومما كشفه موقع "ذي إنترسيبت" أيضا أن عدد الأشخاص المدرجين على القائمة الأميركية الممنوعين من السفر على متن رحلات جوية من أو إلى أو عبر الولايات المتحدة، تضاعف في عهد الرئيس باراك أوباما عشر مرات ليصل إلى 47 ألف شخص .
سنودن يشترك في مؤتمر في نيويورك
دعا إدوارد سنودن مؤيديه في مؤتمر حول (عمليات التسلل إلى أجهزة الكمبيوتر )إلى تطوير تكنولوجيا سهلة الاستخدام لإحباط برامج المراقبة الحكومية في جميع أنحاء العالم .
وقال سنودن، الذي خاطب المشاركين في المؤتمر السبت عن طريق رابط فيديو من موسكو، إنه يعتزم تكريس الكثير من وقته لتشجيع هذه التكنولوجيا بما في ذلك تلك التي تسمح للناس بالاتصال دون الكشف عن الهوية وتشفير رسائلهم .
وقال في المؤتمر بمدينة نيويورك والذي عرف باسم "قراصنة على كوكب الأرض" أو "الأمل" ، أنت في هذه الغرفة، لديك الآن كل من الوسائل والقدرة على تحسين المستقبل من خلال ترميز حقوقناً في البرامج والبروتوكولات التي نعتمد عليها يومياً
وقال للمئات، الذين احتشدوا في قاعة وتجاوز عددهم مساحة الغرف لسماع صوته وهو يتحدث من موسكو التي هرب إليها العام الماضي هذا هو الكثير من عملي في المستقبل الذي سأضطلع به .
ويعتبر سنودن بطلاً في نظر شريحة واسعة من مجتمع القراصنة ( الهاكر ) الذين حضروا مؤتمر "الأمل" الذي ضم خبراء كمبيوتر ونشطاء مناهضين للمراقبة وفنانين ونماذج آخرين من القراصنة .
وتضمن المؤتمر نحو 100 عرض حول موضوعات المراقبة والقرصنة .