في بدايه الحرب العالمية الثانيه وحين تحالف البريطانيون مع الاتحاد السوفيتي لمواجهة خطر توسع الرايخ الالماني تعرض رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل لهجوم كبير بسب تحالفه مع الشيوعيه فكان رده ان الشيطان اذا كان مستعدا لمحاربه هتلر فانه سيمتدحه داخل مجلس العموم البريطاني ويثني عليه
هذه الصوره البراغماتيه لاتزال غائبه عن ذهن الكثير من قاده الكتل السيياسية الشيعيه على وجه الخصوص فالقاده الاكراد هم حلفاء بلا شروط للغرب ويحضون بدعم لامحدود واستثنائي وكذلك غالبيه السنه الذين حاربوا الغزو الامريكي بعد عام 2003 يبدون منذ اشهر اكثر توددا لمواقف البيت الابيض من بعض القاده الشيعه في بغداد خاصه الاكثر قربا لايران التي تصر واشنطن على ابعادها من ساحات الحرب في العراق لاقناع العرب السنه في المنطقه للانخراط في حرب الارهاب وتمويلها وتهديد بعض هؤلاء برفع السلاح بوجه الامريكيين اذا ارسلوا قوات بريه للعراق تدنس سيادته وتعيد احتلاله حسب زعمهم
قد يبدوا هذا الموقف نوعا من المغامرة والصبيانيه التي تزعج واشنطن كثيرا ولعل حادث ضرب الطائرات الامريكيه الذي وصف بالخطا لمقاتلي سرايا السلام قرب طوزخرماتو هو رد فعل ورساله موجهة للتيار الصدري وقائده
ان الولايات المتحده تدرك جيدا ان داعش عراقيه المنشا واغلب كوادرها وقياداتها وحواضنها عراقيه من ابناء المحافضات السنية ولهذا حرصت على تشكيل الحكومه الجديده برئاسه العبادي بما يضمن اعطاء دور بارز للسنه الذين يشتكون من الاقصاء لحثهم على نفض يدهم من داعش بدلا ان ترسل قواتها للغوص مجددا في المستنقع العراقي وهي صاحبه مشروع الحرس الوطني كامتداد لمشروع الصحوات ليقوم هؤلاء بطرد داعش من محافظاتهم التي لاترغب بدخول مقاتلي الحشد الشعبي لمدنهم وقراهم
ان من مصلحه العراق توحيد موقفه تجاه التحالف الدولي ضد الارهاب لان الامر يتعلق بمصير العراق ووحدته وامن شعبه وعدم ارسال رسائل متناقضه لواشنطن وحلفاءها تنعكس سلبا على الجهد الدولي لمحاربه الارهاب دون الافراط بمفهوم السياده التي لامعنى لها مع احتلال قوى الارهاب لثلث مساحه العراق وتعريض حياه ملايين الابرياء للخطر والتمييز بين مصالحنا الوطنية وحسابات دول الجوار التي لا تتردد بلعب الورقه العراقيه لتحقيق غاياتها الاستراتيجيه
ليس امامنا للاسف سوى خيار واحد بعيدا عن الشعارات والعنتريات الفارغه وعلينا ان ندرك ان لدى الولايات المتحده قواعد عسكريه في العديد من دول العالم وبعضها يتوسل بالناتو لاقامه قواعد دائمه على اراضيه ونصب شبكات الدرع الصاروخي الامريكي وتقديم التسهيلات لهم ضمن حقائق القوه في العالم المعاصر دون ان يحتج ابناء تلك الدول ويتحدثوا عن الانتقاص من سيادتها وطبعا لكل شي ثمن لكن الدفاع عن المال والعرض يلزمنا بان نكون اكثر واقعيه بدلا ان نقبل يد الاخرين ونلعنها في ذات الوقت والا فعلينا تحمل حرب طويله قد تمتد لسنوات ستحرق الاخضر واليابس.