الله في السماء , والإنسان في الأرض...الشيطان في نفوسنا والرحمن في قلوبنا , والجنة تتحدى النار بسعتها , والنار تتحدى الكافرين بقسوتها والعمل الحسن بعشرة أمثال العمل السيء . من يفكر يوما ما بايقاع الأذى بشخص سيحصد بعدئذ من ثمار ما زرع , وربما أكبر . أعتقد ان ذلك من بديهيات الحياة وهذه من عدالة الله في الأرض كمقدمة للحساب عليها في الآخرة . مجرموا الحرب المحملين بالنياشين والأوسمة والمتبخترين أمام أنفسهم وأمام الناس بسرعة أو ببطيء تجدهم مكسوري الخاطر وهم خلف القضبان . رؤوساء دول وزعماء أاحزاب صالوا وجالوا ملؤا الدنيا ضجيجا ووسائل الإعلام حديثا بدورة زمن دخلوا خانة النسيان وإذا ما ذكروا ذكروا من خلال ذنوبهم . دول إنتشت بقتل دول هي لا تشكل بالنسبة لها شيء يذكر وتبجحت وكأنها خلقت المعجزة . بعد أن صالت عليهم بكل جبروتها وتلقوا تلك الجبروت بأجسادهم العارية , نعم بعضهم مات وبعضهم تعوق , لكن كارثة الدولة المعتدية أكبر بأضعاف ما جنت يدها تجاههم . أثرياء حرب أو أثرياء تدليس سرقوا أموال الفقراء كي يكونوا أغنياء وربما مليارديرات , وأكثروا الظهور بوجوه محمرة وأوداج ممتلئة من شدة الجشع منتشين بقدرتهم على ذلك , وسرعان ما عاث بهم السُكر أو الزمايهر أو شيء أتفه من ذلك , سرق منهم لحظات النشوة لسنين ثم ماتوا بصمت وربما بإسعاف من عمال الخدمات دفنوهم بعد أن تناهت للجيران روائحهم . أحزاب خلقتها الصدفة أو خلقتها دول المصالح بدأوا بسطاء حنونين على وجوههم تبدو البراءة , وربما كانوا مع أنفسهم صادقين بعض الشيء وحين تبؤا الكرسي إنقلبوا ليس على ناخبيهم بل على أنفسهم , بعد أن أزاح شيطانهم ظل الرحمن وتربع على مشاعرهم . في بلداننا السياسة دجل وكذب ونصب وإحتيال, ورجالها بعد أن إمتلأت جيوبهم بالمال الحرام تفقت عقولهم عن خلق ميليشيات بإسم الدين . فتبعهم البسطاء من الناس ناشدين الجنة وكثيرا ما ماتوا تحت هذا الشعار الخادع. رجال الدين عندنا يبيعوك بالكيلو غرام ويشتروا منك بالقنطار , بقدر ما يسهل الله لعباده الدين يعقدوه كي يظل الإنسان مشدودا لهم وبحاجة ماسة للإجابة عن تساؤلاته . لا تؤمن بمن يعتبر الدم ماء صالحا للوضوء , ولا تؤمن برجل يعتبر القتل أسهل الطرق في الوصول للهدف . المسجد صار للإنسان أكثر مما هو لله , تعقد فيه الصفقات وتبرم فيه العقود, عقود المال أو عقود السياسة . قبل الصلاة وبعدها . البرلمان تباع كراسيه بمن يدفع أكثر لذلك إن أردت ان تصير مليونيرا بين دورتين إنتخابيتين , شكل لك حزبا بالآف الدنانير وبع مقعدك بالملايين . في عالم الألوان عندما تخلط اللون الأصفر مع الأزرق تنتج لونا اخضرا كوجه الربيع , وفي المذاهب عندما يختلط سياسيو السنة بالشيعة يبرز لنا لونا مغايرا لكل الألوان , يناقشون السنة بمنطق السنة ويناقشون الشيعة بمنطق الشيعة , أي حاصل ضرب الطرفين ساوي حاصل ضرب الوسطين . أتقوا شر حيوان لا تعرفون عنه شيئا يذكر .
مقالات اخرى للكاتب