تمثل البنية المنظمية الإطار الذي يضم مجموعة الفعاليات والممارسات المترابطة معاً بعلاقات تبادلية موجهة لتحقيق الأهداف المتنوعة (التنظيمية والمجتمعية) ،وهي تشكل بمجموعها أبعاد (متغيرات) البناء المنظمي لاي منظمة سواء كانت (عامة او خاصة ) ، يتحدد في ضوء هيكل تنظيمي مقصود ومنسق بشكل مترابط مع البيئة الخارجية ، ويشير  Daft,2001:12  الى أن العنصر الأساس  للمنظمة ليس البناء او مجموعة السياسات والإجراءات وإنما الإفراد و علاقاتهم مع بعض، أي أن المنظمة تتواجد عندما يتفاعل الأفراد أحدهم مع الآخر لإنجاز الوظائف الاساسية عبر تقسيم المهام و الفعاليات بين الوحدات و الإفراد المسوؤلين عن تلك الوحدات، و الملاحظ ان البنية المنظمية خاضعة للتغيير والاختلاف في ضوء التذبذبات البيئية الخارجية و في ضوء الأهداف الاستراتيجية المتبناة ، رغم ذلك فأن أغلب المنظمات تسعى جاهدة الى خلق بنية منظمية تتسم بالمرونة و القدرة على التنسيق استجابة للاحتياجات المتزايدة و ذلك من خلال الاعتماد على الهياكل المسطحة و استخدام فرق العمل المكونة من المجالات الوظيفية المتنوعة مع جعل الحدود بين المنظمة و الأطراف الفاعلة ذات العلاقة أكثر مرونة وانتشاراً ، فالمنظمة لا يمكن ان تتواجد دون ان ترتبط بعلاقات تفاعلية مع الزبائن –المنافسين-المجهزين-المنظمات الاخرى، في ضوء اعتماد  احد استراتيجيات التكامل الأفقي(الاندماج ،الاكتساب ،التحالفات الاسترتيجية والشراكات) Dess,2007:205.  فعالم اليوم فرض على المنظمة العمل على تنسيق و تكوين الارتباطات و التحالفات حتى مع المنافسين من اجل تقاسم المعلومات و التكنولوجيا وبما يحقق الفائدة المتبادلة ، كما أن المنظمات كافة تواجه قوى العولمة التي تتطلب مداخل جديدة في ادارة و تصميم البنية المنظمية التي تمكن المنظمات من تحقيق النجاح و التفوق العالمي و المحلي بعيد المدى ويشير( Daft,Noe.,2001:516   الى أن أحد اهم الطرق التي تمكن المنظمات من الدخول بالمجال العالمي يكون عبر التحالفات الإستراتيجية, كل هذه التغيرات انعكست بشكل او بآخر على المكونات و الفعاليات التنظيمية للمنظمات على اختلافها بالاخص منظمات الخدمة العامة بوصفها الأكثر مساساً في تلبية الاحتياجات المجتمعية ،والتي أوجبت التطورات و التبادلات البيئية إحداث تغييرات و تحسينات في تصاميمها التنظيمية وفي تطبيقاتها الادارية ،وتشكل الثقافة التنظيمية بخصائصها المميزة احد اهم العناصر المؤثرة المطلوب من المنظمات على اختلافها السعي الى تكييفها بما يتناسب مع التــــــــــطورات الحاصلة بالبيئة الخارجية من خلال العمل على تبني قيم ثقافية تتناسب مع متطلبات المرحلة الجديدة .

ويلاحظ وجود أختلاف وتباين بين الباحثين في طبيعة هذه المكونات, الا ان هذه الأبعاد يمكن تقسيمها  بشكل عام الى      جزئين رئيسيين (Daft,2010:17-18) :-

أبعاد هيكلية ((Structural Dimensions/ هي الأبعاد التي تعطي عناوين لوصف الخصائص الداخلية للمنظمة, فهي تنشئ الأساس لقياس ومقارنة المنظمات وتتضمن أبعاد (الرسميةFormalization- التخصصSpecialization-هرمية السلطة Hierarchy of Authority –المركزية –Centralization التعقيد Complexies- المهنيةProfessionalism  – نسب الشخص Personnel Ratios ) . أبعاد محيطية Contex tual Dimensions هي الأبعاد التي تصف المنظمة ككل ويمكن تصورها بوصفها مجموعة من العناصر المتداخلة التي تكمن في هيكل المنظمة وهيكل العمل , ومن خلالها يتم فهم وتقييم المنظمات وتتضمن أبعاد (الحجمSize – التكنولوجيا Technology – الإستراتيجية والأهدافGoals & Strategy- البيئة Environment –الثقافة التنظيميةCulture   Organizational .

ويلاحظ ان هناك تأثير متبادل بين أبعاد هذين الجزاءين اذ يؤثر أحدهما على الآخر مثلا المنظمة كبيرة الحجم ذات التكنولوجيا الروتينية و البيئة الثابتة تميل الى الرسمية والتخصص و المركزية .