اكثر من اثني عشر عاما والعراق يعيش في عرض مسرحي دموي مؤلم تنوعت فصوله بين الاحتقان الطائفي والقتل والتهجير وسرقة ثروات الشعب وكثرة الاعتقالات والسجون السرية وغير السرية وغياب العدالة والظلم والتهجير الداخلي والخارجي مع غياب الامن والامان في كل مفاصل سيناريو هذه المسرحية ..التي كان ابطالها موزعين بين((مؤلفي ومعدي سيناريو ومخرجين)) من دول استعمارية طامعة لا تحمل في قواميسها ذرة من معاني الانسانية والضمير …اما من ادى ادوارها فهم شلة من الممثلين تجمعهم صفات عديدة ..بين جائع وحاقد وقاتل ولص وعميل ….وضحية كل هذه السنين من فصول المسرحية الدموية هم من يمتلكون ارض هذا المسرح الكبير الذين يقفون على مذبح الموت طوابير كل يوم يسقط منهم العشرات دون ان يهتز لمن اعد واخرج ونفذ الادوار شيء من الضمير او الشرف او الانسانية..؟؟
كارثة لم تشهدها او تعيشها كل شعوب المعمورة …واصحاب الارض لم يكتشفوا ذلك مبكرا ..حتى اكتوى من فصولها كل ابناء الشعب شيوخ ورجال وشباب ونساء واطفال …جوع وحرمان وفقدان وقتل للاحبة والاصدقاء …ومياه أسنة ونفايات تحيط ببيوتهم …اما الانقاض فاصبحت داخل الاحياء السكنيه كأنها سواتر ترابيه في ساحة الحروب؟؟؟
وأخطر فصول المسرحية..ان البعض من الممثلين البارعين لم يكتفوا بما حصل وانما فتحوا الحدود وسلموا الاراضي والقواعد العسكرية ومخازن عتادها …بيد حركات ومنظمات ارهاربيه لاتعرف الرحمه ..اكملت الاجهاز على ماتبقى من بنى تحتيه واثار وكل معالم الحضارة للمدن التي احتلوها …..وهو جزء من هذا السيناريو وأخطره ..ذلك الذي استنزف الثروات الماديه والبشرية …وادخل العراق في دائرة الافلاس …..ورغم كل ذلك لم نسمع ان احد من هؤلاء قدم استقالته او اعتذر من الشعب العراقي ..امر في غاية الغرابة ..اصرار هؤلاء على البقاء ليس له الا تفسير واحد …انهم موقعون للمؤلف والمخرج على انهاء وتدمير وتحطيم المسرح واصحابة وجعله في المستقبل القريب كالاطلال لا تعيش فيها الا الخفافيش والقتله واللصوص ..؟ وبعد هذه الفصول المؤلمة خرج الشعب يطالب بحقوقه واحالة من سرق ثرواته والفاسدين الى القضاء وخصوصا من تسبب في قتل ابناءه وشرد شعبه ….وتوالت المظاهرات والشعب يحلم ان الرعاة سيستجيبون له ….وبين وعود الاصلاحات السخيفة التي ستطبق على صغار الموظفين …والتي ستستغرق مدة طويلة لاستنزاف حماس المتظاهرين وانهاء مظاهراتهم تدريجيا ….وبالمقابل سيبقى مؤلف المسرحية ومخرجها ومن ادى ادوارها في اماكنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ….فالكل مشتركون بذبح العراق فالذي يريد ان يعيد العراق على الطريق الصحيح ويستجيب لطلبات المتظاهرين عليه ان يقتلع الزمر الفاسدة من جذورها ..وان وعود الاصلاح ماهي الا حقن من المورفين ..لا تسمن ولا تغني من جوع ….وان احلام المتظاهرين في تلبية وتحقيق مطالبهم …..لا يستطيع تحقيقها من كان شاهد ومطلع على كل ماحل بالعراق منذ احتلاله عام 2003… مما جعله مقيد من كل اتجاه من المليشيات ..من الحزب الذي ينتمي اليه ..من سلطة دول الجوار.. من الافلاس ..من المحيطين به الفاسدين ..قيود كثيرة تحتاج الى ارادة وقوه وتضحية من اجل انقاذ العراق وشعبه وقد استيقظ يوما من نومي وارى ان العراق قد عادت له الحياة من غيبوبة طويله وخطرة . وان احلام المتظاهرين …قد تحققت ولم تتطاير .
مقالات اخرى للكاتب