Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
فضة الكلام
الأربعاء, شباط 11, 2015
خالد البسام

كان الكلام عند العرب من فضة، والسكوت من ذهب، واليوم أصبحنا بفضل الثرثرات التي لا تنتهي بين البشر والألسنة التي لا تتوقف، بفضل كل ذلك صار لا يصلحنا كلام ولا حتى سكوت!
والذي يحضر النقاشات أو الندوات العربية مهما كان شكلها أو نوعها أو حتى جمهورها، سوف يلاحظ شيئا غريبا لدى الغالبية الساحقة من الحضور، شيئا لن تخطئه عين، وهو وجود جوع حقيقي لدى الناس للكلام والصراخ ولفت النظر، وإثبات أنهم موجودون حتى ولو قالوا كلمتين فقط.
ومع أن هذه الظاهرة قديمة، لكن العجيب أنها لا تختفي على الإطلاق، بل الأغرب أنها تزداد وتيرة واتساعا وتأثيرا وخصومة، وأحيانا عنفا.
أتذكر أنني حضرت ندوة سياسية في أوائل الثمانينات في إحدى الدول العربية، فما إن انتهى المحاضر من ندوته حتى وجدت الجو مكهربا، وأن هناك فرقا وأحزابا، بل وشخصيات بدت وكأنها متربصة ولا تريد الكلام فقط، بل تريد القيام بأشياء أسوأ.
وبالفعل، بدأت النقاشات نارية صراخية تتطاير منها النار، وكلها ثوانٍ حتى تعالت الهتافات بحياة زعيم هنا ورئيس هناك، وازدادت سخونة التصفيق، وانقلبت خيمة الندوة إلى شيء أشبه بكرة نار تريد أن تتدحرج على الجميع.
بدا المشهد غريبا. فبدلا من أن نسمع نقاشات حرة وكلاما مفيدا، حتى ولو عن طريق الصراخ، غاب ذلك كله وانحصر في التوتر والغضب الذي ظهر على الجميع، وتبين أن هناك موقعة سوف تحدث ولا بد منها.
وخوفا على جسمي الضعيف ومخافة أن يصيبني شيء قررت الخروج من الندوة سالما ومعافى، قبل أن يطعنني أحدهم بـ«شومة»، كما يقول إخواننا المصريون، أو أضرب بعصا فوق نافوخي وأترنّح. فقلت لنفسي السلامة.
المهم حاولت الخروج في ذلك الجو المتوتر، لكن المأساة أنني وجدت نفسي متأخرا، بل ومتأخرا جدا. فقد سد البلطجية من الطلبة كل أماكن الخروج من الخيمة، وكلها دقائق حتى رأيت الكراسي تتطاير من هنا وهناك، واللكمات القوية تضرب في هذا الوجه وذاك البطن، والذي يصرخ، والنساء يبكين حظهن العاثر.
لم ينقص تلك المعركة سوى بعض الأسلحة الأوتوماتيكية من دون مبالغة! فقد كانت معركة محترفين، لا كما كنت أظنهم سابقا محترفين في الكلام فقط، فكانوا يعرفون مهارة القتال وكيفية ضرب الخصوم والتسلل من ورائهم.
كان أكثر ما يهمني وقتها هو طبعا تجنب الكراسي المتطايرة والعصي التي تضرب على الرؤوس، غير أن المعركة زادت من حدتها وراحت الدماء تراق على الأرض وعلى بعض الكراسي، بل ووصلت إلى منصة الندوة.
انتهت المعركة بعد نصف الساعة، والحمد لله لم يكن بها قتلى، ولكن الجرحى كثيرون وأجرى لهم مسعفون متطوعون إسعافات أولية حتى حضور سيارات الإسعاف.
اكتشفت بعد خروجي من الخيمة وتطاير الغبار عن تلك المعركة الطاحنة أن كلامنا أهون على القلب وعلى النفس، وأنه مهما كبر وعلا وازداد صراخا فهو أفضل بكثير من معارك العصي والكراسي، مع أن العرب كثيرا ما يكونون لا يعرفون كيف يتحدثون، وكيف أيضا لا يعرفون حتى كيف يحاربون.
فهناك حروب كلام، لكن لها أصول وقوانين مثل الحروب التقليدية بالضبط.. والله المستعان.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.40806
Total : 101