تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر الاستقبال الحافل الذي واجه به الشعب الفلبيني الكلبة الوفية (كابانج) عند عودتها من الولايات المتحدة الأمريكية بعد رحلة علاج استمرت حوالي ثمانية أشهر، والسر في ذلك هو أن هذه الكلبة أنقذت بروحها حياة طفلتين كادتا أن يتعرضا له من قبل دراجة نارية مسرعة، فرمت الكلبة نفسها أمام الدراجة لتصاب بجروح خطرة، ولكن من دون أن يلحق الأذى أي من الطفلتين، وبعد أن عجز الطب الفلبيني من علاجها، تبنت ممرضة أمريكية من مدينة بافالو حملة تبرعات شملت خمسة وأربعين بلداً، فجمعت 27 ألف دولار وهي نفقات علاجها في الولايات المتحدة، حيث عادت يوم السبت الماضي 8/6 إلى الفلبين وسط مظاهر استقبال كبير في مطار العاصمة مانيلا، لم يحضا بها الكثير من الساسة الفاشلين والمفسدين في كافة أنحاء العالم، وذلك لعملها البطولي هذا، حيث ينوي سكان مدينة زامبوانجا السياحية الجميلة تنظيم استقبال حاشد لها ومنحها لقب ( سفيرة الكلاب للنوايا الحسنة )، كل هذا حصل لأن الكلبة أنقذت حياة طفلتين، وهذا ما ذكرني بمعاناة الطفولة مع الإرهاب في العالمين العربي والإسلامي على يد هذه الظاهرة الشاذة البعيدة عن قيم الإسلام، فكم من طفل مزق صوت الانفجارات جسد أمه وأبيه فحولهما إلى أشلاء، وأصبح هذا الطفل يتيما يتطلع في وجوه الآخرين بحثا عن والديه، أو أصبح أطرشا بعد أن مزق دوي هذه الأصوات اللعينة غشاء طبلة أذنيه فإذا به لا يرى ولا يسمع من جراءها، ناهيك عن أمراض السكر وغيره وما يترتب على الخوف من مآسي في حياة هؤلاء الأطفال، بدلاًً من أن نهيأ لهم حياة كريمة رغيدة، ونوفر لهم سبل المعرفة والعلم للارتقاء بالمجتمع نحو الأفضل، وليس نحو الجريمة كما يخطط هؤلاء العملاء، الذين يرومون العودة بالناس إلى زمن وأد الأطفال وجاهلية ما قبل الإسلام. لقد ذكرتني هذه الحادثة بما حصل في العراق في سنوات الاقتتال المجنون، عندما أقدم إرهابي خسيس على اختطاف طفل، وشويه في فرن، ومن ثم وضعه في وعاء، ورميه في باب دار أمه ( تصوروا مشاعر الأم عندما تشاهد أبنها وهو في هذه الحالة )، ناهيك عن فضائع أخرى أصابت البلد في تلك السنوات السوداء، التي لم يرتدع الإرهاب عن ممارستها بحق الأبرياء من عباد الله، الذين نالت منهم يد من فسدوا في الأرض بحجة نشر العدل الكاذبة عديمة الخُلق، فأين نحن من مقولة أنما الأمم الأخلاق، أو من مخاطبة الباري لنبيه الكريم ( وأنك لعلى خلق ) أم من قول الرسول القدوة ( أكمل المؤمنين أيمانا ً أحسنهم خلقاً ) . مقارنة بسيطة بين الإرهاب والكلبة ( كابانج ) تعكس لنا من هو الأفضل والأرحم للطفولة .
مقالات اخرى للكاتب