لم نفهم الى الان، كيف اختفى القادة الميدانيون من مقراتهم العسكرية، وتركوا خلفهم اعظم الغنائم للدواعش، بحسب الصور، فقد غنموا عجلات مصفحة "همر" وصل بعضها الى محافظة الرقة السورية، لتدعيم خطوط قتالهم هناك، ضد جبهة النصرة والقاعدة والجيش الحر وبشار الأسد.. يا ألهي!
داعش لوحدها تقاتل كل من لايبايعها!

بالعودة الى ماحدث، اين هرب علي غيدان وعبود قنبر ومهدي الغراوي، -لاتعنيني رتبهم، لكوني على قناعة تامة بعدم استحقاقهم اياها- أليس صحيحاً انهم تلقوا أوامر بالمغادرة؟، ام انهم اختاروا ترك جنودهم والنفاذ بجلودهم، ولم ينسوا بالطبع خلع البدل العسكرية، وارتداء المدنية في الطريق الى أربيل.

لنسمع تصريحات واثقة من القيادات العسكرية والسياسية الكردية، ان البيشمرگة، ستصد زحف داعش، وستملئ الفراغات في كركوك وشمال الموصل، ماعرفناه لاحقاً، ان بغداد لم تستجب للتنسيق الذي عرضته اربيل في الوقت المناسب.

اتذكر ان البيشمرگة قاتلوا كتف الى كتف مع الجيش، في معارك كثيرة، النجف 2004 وبغداد 2005 و 2006، في مساندة حقيقية، كنا نحتاجها خلال الايام الماضية، وما خربته السياسة، كان واضحاً بعد ذلك، فخلال ازمة تشكيل عمليات دجلة، اعترض الاكراد، يومها قال جبار ياور الامين العام لوزارة البيشمرگة "يوماً ما ستشكرنا بغداد عن ما فعلناه وما بذلناه من جهود في مرتفعات حمرين".

بحسب المتوفر من معطيات، فأن عدة وعديد الجيش فقط في الموصل، كانت قرابة الفرقتين، اي حوالي 10000 جندي، وربما اكثر بكثير، اذا اضفنا افواج الطوارئ وباقي الصنوف.

لماذا تخلى هؤلاء الثلاثة عن مواقعهم، واهدوا الارهابيين، ما لم يكونوا يحلموا به، احتلال نينوى باقل الخسائر، والسيطرة على عتاد ومنشآت ومعدات، ستكفي لإطالة امد الحرب في سوريا زمناً آخر، هذا فضلاً عن اطلاق سراح نحو 4000 معتقل، من سجون مكافحة الارهاب والتسفيرات وبادوش، ما يعني عناصر جديدة، وقادة أرهاب على مستوى عالي من الخطورة.

كما استنكر كل متابع، المالكي بكل وقاحة، اعلن عن اجراءات لمعاقبة الجنود المتخلفين والهاربين باحكام تصل للاعدام، بتهم الخيانة.. هل نسيت شيئاً ما عزيزي المالكي؟
ماذا عن قادتك الا يتحملون مسؤولية ما؟
لماذا لا يحاكموا عسكرياً، او يعفون من وجباتهم على اقل تقدير؟

وبما اننا كشعب، لنا قابلية التحدث بالسياسة وجرها الى اي شيء، صباحاً على الافطار!، هناك من قال ان المالكي اراد ان يكون سيناريو نينوى مثل بغداد 2003، بعضهم ربط الامر بتبعية المالكي لأيران، او نيته تحطيم اخر معاقل السنة، واستغلال داعش، او ربما لانه احس بضعف موقفه في تشكيل الحكومة المقبلة، وان حلم الولاية الثالثة قد يتبدد، ففكر بأعلان حالة الطوارئ كورقة لكسب الوقت.

في هذه الليلة، سينصح المستشارون الفلتة ابو اسراء، بطلب العون من الولايات المتحدة ضمن اتفاقية الاطار الاستراتيجي والامني، "تعالوا واطردوا لنا داعش".

تذكروا هذه الاسماء وقبلها المالكي ووزير الدفاع الثقافي سعدون الدليمي، فهي تتحمل انكسار كبرياء ما، او كوابيس نومنا ونحن نرى داعش على ابواب بغداد! 
علي غيدان
عبود قنبر
مهدي الغراوي