ا اعتقد ان التاثير الأمريكي في القرار السياسي بدأ يتراجع , ولا اعتقد ان زيارة السيد مظر شوكت والسيد علي حسن السليمان الى واشنطن جاء ت لترتيب بقاء التاثير الأمريكي على بغداد من خلال تأسيس إقليم كونفيدرالي سني في المنطقة الغربية . التاثير الأمريكي في القرار العراقي سوف يستمر طالما وان هناك سياسيين من المكون الشيعي والسني والكوردي يدعمه . كما وان زيارة السيدان شوكت والسليمان الى واشنطن سوف لن تؤثر على تغيير السياسة الامريكية تجاه العراق ولسبب بسيط ان كلا السيدان اصبحا ورقة محروقة , حيث تعرف واشنطن ان كلاهما لا يمثلان المكون السني او أبناء الانبار . وان الانبار وبقية المحافظات ذات الأكثرية السنية هذا اليوم تختلف عن عام 2007 عندما حاول بعض سياسيو السنة التسويق للإقليم السني . هذا اليوم اختلط دم ابن الشرقية بدم ابن الغربية واستطاعوا بكل جدارة وقف زحف داعش واصبحوا يطرقون أبواب الرمادي والفلوجة .

الزيارة التي قام بها كل من مظر شوكت والسيد على حسن السليمان لا تعدو اكثر من " علاقات عامة", حيث من المعروف ان رجال الكونغرس يجتمعون مع كل من يريد التحدث معهم . المهم لم يخرج بيان من الكونغرس حول الاجتماع او تبني لاراء المجتمعين معهم او وعد بتنفيذ مطالب والتي كانت من جملتها تأسيس إقليم كونفيدرالي سني بتمويل سعودي وقطري. حيث اعلن نائب رئيس جبهة الخلاص الوطني السيد مازن السامرائي عن عقد مؤتمر للنازحين في أربيل وان " الهدف من المؤتمر هو لتدويل قضية النازحين والعمل على تحرير مناطقهم من داعش واعادتهم الى أماكنهم ودعمهم وتعويضهم" , لافتا الى ان الجبهة " تعمل على إقامة إقليم على أساس نظام كونفيدرالي في المحافظات الأربعة نينوى وديالى وصلاح الدين والانبار".

لا يمكن اخذ تصريح السيد مازن السامرائي محمل الجد لان "الجبهة" لا وجود لها الا في دماغ السيد السامرائي . من يريد تحرير بيته من داعش عليه الحضور على جبهات القتال ومشاركة الابطال لا ان يجلس في مقاهي الأردن وفنادق أربيل . ثم اين قاعدة "الجبهة " الشعبية في الانبار او صلاح الدين او في نينوى ؟ شباب هذه المدن قد التحقوا الى جبهات القتال بدون اذن من "الجبهة " لانهم لا يعرفوها . واذا كانت هذه الشخصيات تتعكز بمكانة عوائلهم في مناطقها , فان داعش خلق ظروف جديدة : لقد كشف استيلاء داعش على المنطقة الغربية من هو الوطني ومن هو العميل , من هو الغيور على بنات وأبناء مدنه ومن هو قبل بذل وعار داعش وفتح الباب لهم و ضيفهم , من هو مع العراق الواحد الموحد ومن هو مع التقسيم . السيد شوكت والسيد السليمان ذهبوا لواشنطن لاستجداء عطف بعض الساسة الامريكان لتاسيس إقليم كونفيدرالي سني .

ما معني الكونفدرالية التي حج الى واشنطن من اجلها كل من السيد شوكت والسليمان ؟
بناءا على ما جاء بمقالة السيد بهزاد علي ادم في " الفيدرالية والكونفدراليىة والفرق بينها " وبتاريخ 11-19 تشرين اول 2003 فان الكونفدرالية تعني " اتحاد بين دولتين او اكثر من الدول ذات الاستقلال التام بعد عقد معاهدة تحدد الأغراض المشتركة التي تهدف الدولة الكونفدرالية الى تحقيقها ويتمتع كل عضو فيها بشخصية مستقلة عن الأخرى وتديرها هيئات مشتركة , تتكون من ممثلين من الدول الأعضاء لتحقيق الأهداف المشتركة و هذه الهيئة تسمى الجمعية العامة او المؤتمر واعضائها يعبرون عن راي الدول التي يمثلونها وتصدر القرارات بالاجماع وتعتبر نافذة بعد موافقة الدول الأعضاء عليها". اذن , فان السيدان مظر شوكت و علي السليمان اصبحوا ليس شخصين خطرين على الامن العراقي فحسب وانما خطرا على امن الدول التي تاويهم , لانه من يطالب بتقطيع اوصال بلده سوف يسهل عليه تقطيع اوصال السعودية والأردن ومصر وسوريا وبقية الدول العربية الأخرى لانها كلها لديها مكونات متنوعة من المواطنين . بالحقيقة كلا السيدان يمثلان مثل السوء للشباب العربي في وقت تتعاظم نسبة العطالة بينهم . كلا السيدان يطالبان باستقلال المنطقة الغربية من الجسد العراقي ( وهو مطلب يفوق مطلب جون بايدن ) , لان لا كونفدرالية بدون استقلال . حسب تعريف الكونفدرالية " هو اتحاد بين دولتين او اكثر من الدول ذات الاستقلال التام" , أي على كلا السيدين جمع جميع شذاذ الافاق من التكفيريين والطائفيين والشيفونيين و زبالات الدنيا وزجهم في حرب ضد أبناء اهل الغربية من اجل اقتطاعها من العراق . او ربما يحلمون انه بضغط على مجلس النواب من أبناء العم سام وأبناء عمومتنا اليهود كسب استقلال المنطقة الغربية .

الكونفدرالية مرحلة متقدمة من التعايش السلمي بين الأمم . الكونفدرالية تتاسس عندما تشعر دولتين او اكثر ان من مصالحها التوسع في التعاون السياسي والاقتصادي خدمة لشعوبها . وهاكذا , عندما شعرت الدول الاوربية ان من مصلحتها التوسع في تعاونها التجاري والاقتصادي والسياسي فيما بينها , تحولت من "السوق الاوربية المشتركة" الى مرحلة اعلى "الاتحاد اوربي " , وهو نوع من الحكم الكونفدرالية , حيث بقيت كل دولة في الاتحاد محافظة على نظامها السياسي والاقتصادي وما زالت تمارس حريتها في قراراتها السياسية الداخلية والخارجية و مازالت هناك سفارات تمثلها في الخارج وما زالت تبني علاقاتها مع الخارج بدون الرجوع الى سلطة الاتحاد لاخذ اذن منه .

ما يريد السيدان شوكت والسليمان تحقيقه هو عكس المعقول : يريدون تقطيع العراق باسم الكونفدرالية وعلى أساس طائفي , واذا نجح هدف الاثنين , لا سمح الله, فسوف يكون العراق متكون من ثلاث دول وليست فيدراليات , وهو عكس النظام السياسي الذي تكفله الدستور العراقي . هذا مع العلم ان الدستور لم يحدد نوع الفيدرالية وانما تركها الى خيارات المجتمع .

ما الفرق بين الفيدرالية والكونفدرالية ؟ والجواب على هذا السؤال سوف اخذه من مقال نشر على موقع منتدى كلية الحقوق –جامعة المنصورة في مصر ,تحت عنوان "الفرق بين الفيدرالية والكونفدرالية " . الفرق هو :

1. لكل دولة عضو من أعضاء الاتحاد الكونفدرالي ممارسة السياسة الخارجية والتمثيل الدبلوماسي الفعلي اما أعضاء الدولة الفيدرالية فلا يحق لهم ذلك ويكون التمثيل الدبلوماسي والسياسة الخارجية من اختصاص السلطة التنفيذية في الدولة الفيدرالية (الحكومة المركزية).
2. لدول أعضاء الدولة الكونفدرالية حق اعلان الحرب وليس بإمكان أعضاء الدولة الفيدرالية (حكومات الأقاليم) ذلك , لان ذلك من صلب صلاحيات الحكومة المركزية (الحكومة الفيدرالية).
3. الحرب التي تحدث بين أعضاء الدولة الكونفدرالية حرب دولية , اما الحرب التي تحدث بين أعضاء الدولة الفيدرالية فهي حرب داخلية .
4. كل خرق للقانون الدولي من قبل احد أعضاء الدولة الكونفدرالية يتحمل نتائجه وحده وليس بقية الأعضاء والعكس هو صحيح في الدولة الفيدرالية .
5. تشرف على الدولة الكونفدرالية هيئات مشتركة بين الدول والأعضاء .اما في الدولة الفيدرالية فان الحكومة المركزية هي التي تدير الدولة وتتراس أعضائها.
6. يحق لكل دولة عضو في الاتحاد الكونفدرالي الانسحاب متى شاءت لكونها دولة مستقلة . اما أعضاء الدولة الفيدرالية فليس لهم الحق لانهم يعتبرون إقليم وجزء لا يتجز يتجزأ غس يتجزأ من الدولة الفيدرالية.
7. مواطنوا الدولة الكونفدرالية يتمتعون بجنسية بلدهم وليست هناك جنسية موحدة للدولة الكونفدرالية. اما مواطنوا الدولة الفيدرالية يتمتعون بجنسية الدولة الاتحادية الفيدرالية وهناك جنسية موحدة للدولة الفيدرالية عكس الدول الكونفدرالية تتعدد الجنسيات بتعدد الدول.
8. في الاتحاد الكونفدرالي يتعدد رؤساء الدول بتعدد الدول , حيث لكل دولة رئيسها اما الدولة الفدرالية (المركزية) تتميز بوحدة رئيس الدولة وسيادته على جميع فيدراليات البلد.
وعليه , فانا اعتقد ان رهان السيدان شوكت والسليمان على تقسيم العراق رهان خاسر , ويبدوا ان التقارير التي تصلهم عن العراق غير صادقة , مما جعلهم يبنون امالهم على عراق مقسم و هي الأخرى مجرد أوهام . هناك رجال لا تاخذهم في الله لومة لائم يقفون على سواتر القتال جففت بشرتهم حرارة الشمس دفاعا عن وحدة العراق فمن غير المعقول يسلمون العراق على طبق من فضة الى ناس مرفضين من قبل عشائرهم و مجتمعهم ولم تمس وجوهم اشعة الشمس ولم تحرقها حرارة شهر تموز على جبهات القتال مع داعش .