لست احب الكتابة كل يوم، لكن وضعنا الحرج يتطلب العمل على توضيح غير الواضح، من وجهة نظري على الاقل، حتى اني في هذا الوقت العصيب، لست في وضع يسمح لي بنصح أحد.
لإهانة عقولنا، تبث لنا قناة العراقية، الاغاني الحماسية بصوت مطربي الملاهي والخمارات، وبعض من باعوا تأريخهم، وتحاول تظليلنا، بأسلوب بعثي متخلف، تعتيمي، بأستضافة ابواق، ونواب المالكي، نهج يذكرنا بأيام القناتين فقط، وكأننا بلا انترنت وبلا انامل لنستخدم الريمونت كونترول لتغيير القناة، الى مئات اخرى.
دفعاً للاشاعات التي تنتشر بشكل معدي الان، حللوا كل الفيديوات التي تنشر الان، بعضها غير دقيق، دققوا في اللهجات واللكنات والاشكال والاماكن، لاتستقوا احكامكم من مصدر معلومات واحد، اي وكالة او قناة او جريدة وإذاعة، كلها غير مستقلة وغير حيادية، لهذا جمّعوا المعطيات وحللوها لتصلوا الى الحقيقة، كونوا المراسلين الميدانيين لأنفسكم، ولغير المطّلعين.
لا تستمعوا الى تصريحات سياسية، من متخاصمين، لانها مبنية على قناعات واحكام جاهزة.
الصور التي تنشر الان عن الازمة الامنية في نينوى وصلاح الدين والانبار وبعض مناطق كركوك، نصفها غير دقيق مئة بالمئة، التشكيك والتحقق من الخبر، مفيد، لانه يكشف عن اصغر التفاصيل الخطيرة احياناً.
من المهم عدم الأخذ برأي من يعيش بظل حالة الانكار، الهزيمة واضحة، والخطوة الاولى للنصر هو الاعتراف بها، انصح بأن لا تشاهدوا قنوات آفاق والعراقية وقنوات احزاب السلطة، مثلما انصح بالضبط بعدم مشاهدة قناة الرافدين.
التشكيك في كل الاخبار الواردة مهم، حتى التأكيد، شككوا بكل مايحيط بكم، قد تكون مجرد فرضيات، شككوا في هذا المنشور ايضا، عدونا الاول هو المبالغة والشائعات المغرضة.
مقالات اخرى للكاتب