Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نوري السعيد والراديو
السبت, أيلول 12, 2015
خالد القشطيني

وقع نوري السعيد في هوى الراديو حالما أقيمت إذاعة في بغداد. ويظهر أنه كان من أول من التفتوا لأهمية وسائل الإعلام في التأثير على الجمهور. لم يكن مغرمًا بالمطالعة فكرس وقته لسماع الراديو. وكثيرًا ما تردد على دار الإذاعة بنفسه ليناقش المذيعين والفنانين ويوجههم. وكان من أهم خطوات دار الإذاعة تكليف المونولوجيست عزيز علي بتقديم برامج أسبوعية. ما إن بدأ بها مساء كل يوم خميس حتى استأثرت بتعلق العراقيين، فكانوا يتجمعون أمام جهاز الراديو لسماع هذا المطرب على نحو ما كنا نفعل في الخمسينات بالنسبة لأم كلثوم. كان من أسرار شعبيته اعتماد الفلكلور العراقي ومسايرة الشعارات السياسية والاجتماعية الرائجة وعلى رأسها طبعًا تحدي الإنجليز. لهذا كان يكره تسمية ما يقدمه بمونولوجات ويفضل أن يسميها مقالات.
كان بين المتابعين لمونولوجاته رئيس الوزراء نفسه. لاحظ هذا التحدي القاسي لسياسته فركب سيارته وتوجه إلى دار الإذاعة. وقف وراء زجاج الاستوديو يسمع ويراقب عزيز علي وهو ينشد مقالاته على الهواء. وكان مما غناه:
دكتور دخل الله ودخلك بس داوينا
دكتور الحمى تجينا من رجلينا
وما إن انتهى من مونولوجه حتى جاءه مهندس الإذاعة ناجي صالح: «شايل المجموعة وياك؟ الباشا يريد يشوفها». أعطاه مجموعة مونولوجاته وعاد إليه بعد قليل: «الباشا يريد يشوفك». التقى الاثنان: «انت ليش متشائم إلى ها الحد؟»، راح الباشا يلومه على ما يقوله في أغانيه. ثم حمل المجموعة وخرج غاضبًا. كان يتوقع أبسط شيء أن يأمر بطرده من وظيفته في الجمارك، إن لم يكن زجه في السجن. لكنها كانت أيام خير. استفاق صباحًا ليواجه أمرًا بالمثول لا في مركز الشرطة وإنما في مجلس الوزراء حيث اقتادوه إلى مكتب رئيس الوزراء. أجلسه أبو صباح أمامه ودخل وإياه في مناقشة فلسفية عن مونولوجاته التي كان قد قرأ كلماتها بإمعان. ومن الطريف أن نلاحظ كيف أن رئيس الحكومة، نوري السعيد الجبار، كان يخاطب هذا المطرب الغلبان بكلمة «أخي»:
«أنت يا أخي الله أعطاك ها الموهبة، تسفط الكلام مثلما تريد، وتتلاعب بالكلمات. ليش دا تنرفز الناس، ليش تبكيهم؟ قول البلد فيه رجال مخلصين يقدروا يقضوا على كل ها العيوب والآفات اللي دا تخوف الناس بها. ليش تلزم الجوانب السلبية من الأمور؟ ليش ما تذكر الجوانب الإيجابية؟».
استمر النقاش بين الطرفين. خرج المطرب الكبير سعيدًا بحسن العاقبة. لكنه طلب من مدير الإذاعة إعفاءه من المشاركة في برامج الإذاعة تفاديًا لسوء العاقبة. بيد أنه رفض طلبه وأصر عليه بالاستمرار: « مثلما قلت لك. الباشا من قرا أقوالك المكتوبة بالمجموعة وتأكد إنك مو شيوعي وصار كثير معجب بك».
عاد للإذاعة فأنشد مونولوجه الساخر «صل ع النبي». ذكر فيه بعض منجزات الدولة. لكن همومه ظلت تغلي في صدره فطلع بهذا المونولوج الذي بث فيه حيرته وألمه:
«العن أبو الفن لأبو أبو الفن
مو راح انجن
ما أقدر اقولن بغلتي بإبريقي»..
وترد عليه الجوقة:
«السكوت أحسن يا ولد أسلم وأأمن»!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48506
Total : 101