أصبح تقليدا شائعا في وزاراتنا ومؤسساتنا ودوائرنا ومديرياتنا الحكومية أن تصدر مجلات دورية تنشر من خلالها نشاطاتها الرسمية وغير الرســمية .
والملاحظ على هذه النشرات الحكومية إنها مجلات تصدر بورق صقيل وأغلفة مزروقة ، ولكنك حين تتصفح هذه المجلات تفاجأ بخواء محتواها الصحفي والثقافي والأدبي والفني ، فهي مجلات يكتب فيها موظفو الوزارة أو المحافظة أو الدائرة الحكومية التي تصدر عنها مجلات ذات نفقات كبيرة لا تعادل مردودها الثقافي والصحفي الذي وصفناه بالخواء وهو به جدير. الذي أراه أن الأموال التي تصرف على صدور هذه المجلات هو هدر للمال العام وهو باب من أبواب الارتزاق الصحفي لان مجلات المؤسسات والدوائر الرسمية لا تؤدي أي مهمة من مهمات الصحافة بوجهها الصحيح.
إن الصحافة مبدأ وهدف ورسالة ، والرسالة يبلغها الصحافي الذي يعي هذا الدور لمهمة الصحافة فلا معنى لان ينفق على صحافة الوزارات والمديريات والمؤسسات أموال طائلة لغرض إيصال الدعاية للوزير أو الوكيل أو المدير العام الذي عادة ما تصدر المجلة بمقال افتتاحي يكتبه له من يرأس هيئة تحرير المجلة .. وبعض المجلات الحكومية لا تكتفي بنشر الافتتاحية بل يملا صفحاتها نشر صور المسؤول أثناء تأدية واجباته في افتتاح مشروع أو زيارة موقع رسمي وماشابه .
ولهذا تخلو مثل هذه المجلات من النفع العام ، وبعضها يفتقد للمهنية والمعرفة باليات الصحافة والإعلام ، واغلبها لا تحتوي على رؤية أو مضمون وهو ما يدعونا إلى المطالبة بوضع أسس لصدور مثل هذه المنشورات أو حتى إلغائها لأنها هدر للمال العام وهدر لجهد العاملين في المؤسسة .
إن مجلة تصدر مرة في السنة أو مرتين لا يمكن أن تؤدي أية مهمة سوى أنها وسيلة انتفاع مادي للقائمين على إصدارها ، وكذلك تستخدم كوسيلة تستر وتغطي عيوب وفساد وسرقات بعض الوزارات والمؤسسات ، وبالوقت ذاته هي وسيلة لابتزاز الوزارة والدائرة والمؤسسة التي تنشرها وهذا ما يجعلنا نلح في إيقاف هذا الهدر للمال العام ، فهل نجد الصدى لما نطالب به ..؟؟
مقالات اخرى للكاتب