{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}   إمتازت شخصية الشهيد احسان عبد علي جودة الخفاجي، بهدوء شجاع، متقدما في حياة راكزة العطاء، من خلال إيمان مطلق برب كريم. وتطبيقا لحكمة الامام علي.. عليه السلام: "إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" فقد تواجد بين شرائح المجتمع وفئاته، بتوازن إجتماعي جذاب، الى أن اعتقل في العام 1982. حالما دخل بوابة جهنم الارضية.. الامن العامة، في زمن الطاغية المقبور صدام حسين، راح كل من يصادفه، يرديه صريع الارض مثل دجاجة ذبيحة.. يبحث نابشا بلاطها المتشبع بدم الابرياء. الشهيد الخفاجي، تحمل اشد العذاب، إذ جارت عليه.. كما غيره من مظلومي إجهزة التعذيب الفظيعة، التي صنعتها شركات عالمية، متخصصة بصناعة العذاب. ثبت قويا، صامد الروح والجسد، امام جلاوزة الألم، الذين لا يحفظون حدا أدنى من إنسانية، بينهم والايغال ببشاعة الأذى! افرج عنه؛ لان إيمانه بالله.. خيرا، أقوى من شرهم؛ لذا لم يعترف بشيء، حتى أصاب العجز والسأم معذبيه! خاسئين عن النيل منه. سبب اعتقال الشهيد إحسان، هو الطريقة الدونية التي إنتهجها الطاغية، بمخالفة الآية القرآنية الكريمة "ولا تزر وازرة وزر أخرى" فلديه التهمة تعم على الاقرباء جميعا؛ إذ أخذ الى دهاليز المعتقلات، مع اخيه تحسين عبد علي، المنتمي لتنظيم اسلامي، قضى بسببه عشر سنوات في سجن "ابو غريب" قسم الخاصة. شارك الشهيد في انتفاضة شعبان / آذار 1991، بفاعلية كان خلالها عنصرا مؤثرا في سير المواجهة، بين الشعب والسلطة الصدامية المجرمة؛ بعد عودة الجيش العراقي، مهزوما، في ابشع غزو لا إنساني، إرتكبه صدام حسين، بحق دولة الكويت الشقيق. وردت إخبارية من وكيل أمن عميل، تشي بالدور المشرف الذي أداه الشهيد إحسان، أثناء الانتفاضة، فاعتقل مجددا، بعد ايام من إحباط جيش الديكتاتور لإرادة العراقيين، عائدا للتنكيل بالشعب. ضاع دم الشهيد الخفاجي، بسبب واش مجرم وضيع، ولم يعرف عنه أهله شيئا، منذ إعتقاله في العام 1991، الى أن وجدوا إسمه في المقابر الجماعية، بعد سقوط صدام حسين، يوم 9 نيسان 2003.