كنا نتحدث عن التغيير ، وكان لكل واحد منا امنية بما يأتى به التغيير ، بعد تشكيل الحكومة الجديدة في العراق ،حسب ما نرغب ، وكان يجلس مقابلنا رجل في الستينات من العمر ، وانا عرفت من البداية ، انه يتابع مانقول من الكلام ، بل شعرت أنه ومن خلال إنتباهه لما نقوله يظهر اهتمامه من تقاطع وجهه و حركاته تدل على الانتباه لكلامنا ، لذلك عندما شعربأننا اكملنا الكلام وعبرنا عن تصوراتنا ، قال موجها كلامه :
– الاتخافون … وبعد مرور فترة على التغيير تذكرون هذا النقاش وتقولون مع انفسكم (مرت سنة وزاد حناني للسنة التي فاتت …؟ !!
قلنا : تفاءل بالخير يارجل ….
قام الرجل من مكانه ، جاء وجلس معنا و قال : ما أناقشكم … إنما أروي لكم حكاية والحكاية : ( يروى ، والعهدة على الراوي ، كان ياماكان ، قريتان متقابلتان يفصل بينهم نهر ، احداهما مسلمة والقرية الاخرى مسيحية ، في القرية الاولى يحكمها مختار ومعه مجموعة من الاوباش ينفذون ما يأمرهم تجاه اهل القرية ، ظالم ، يظلمهم بكل الطرق السيئة ، والناس في تلك القرية يسمعون عن القسيس الذي يحكم القرية المقابلة بأنه عادل و محبوب عند اهل القرية ، وعندما وصل ظلم المختار حداً لايطاق ، اجتمع الرعية في أحدى الليالي ليتشاوروا بينهم كيف الطريق الى التخلص من هذا البلاء ، بعد مناقشة طويلة وبعد أن عرفوا أن مواجهة المختار مباشــــرة لاتأتي بالنتيجة لمعرفتهم بشراسته و قوة الاوباش الذين يعتمد عليهم ، فقرروا اللجوء إلى إختيار غريب وهو اللجوء إلى القرية الاخرى بإعتبار أن من يحكم مصيرهم عادل …! ولتنفيذ هذا الاختيار كلفوا أحدهم بالعبور الى جهة الاخرى من النهر ويبلغ رغبة اهل القرية الى القس وتسليم مصير قريتهم له مقابل إنقاذهم من ظلم المختار ، وافق ( ألاب) واتفق مع المندوب بإحضار كل رجال القرية في الليلة القادمة حيث يلتقى بهم في قاعة الكنيسة ويتأكد منهم مباشرة وهومستعد لتحقيق مطلبهم ، وحصل ذلك ، عبر كل رجال القرية النهر على مجموعات متجهين الى قاعة الكنيسة ، و بعد أن حضر الجميع أضيئت المنصة الامامية من القاعة ليظهر ولي أمر القرية العادلة و يفاجئ اهل القرية ليروا أن القس الولي الامر هو مختارهم الشرس ولكن تحت عباءة أخرى …. وبعد هذا الحدث .. أكيد نتيجة المصير معروفة ….. والله أعلم ….!!!!) ياجماعة .. مشكلتنا ، ليس التغيير … مشكلتنا لانملك أسس بناء البديل .. لذا نرى طريقا مفتوحا أمام حضور (خوجة علي ) عندما نهرب من (ملا علي ) دون إعداد البديل …!!
مقالات اخرى للكاتب