نواجه اليوم وبكل قوة حربا شرسة متعددة الأطراف ضد الإرهاب الذي تتزعمه داعش الإجرامية التي اتخذت العراق ملاذا لها ولإجرامها كما أن بلدنا أصبح ساحة من أهم ساحات المعركة ضد هذا الإرهاب واستنزف الأموال والطاقات والأرواح لأجل هذه المعركة المفتوحة ومن المؤكد سوف تُنفق المليارات على الجهود الحربية والأمنية والعسكرية لمواجهة هذا الشر ولكن ما استوقفني هو عدم الإلتفات للحرب الفكرية والثقافية والفقهية التي لم يفكر أحد أن ينفق شيئا بسيطا لأجلها ولأجل الوقوف بوجه التطرف الذي أصبح منهجا لبعض المكونات في العراق ما أثر سلبا على النسيج الإجتماعي العراقي وأقول لا ينبغي أن تكون هذه الحرب حاسمة لمواجهة الإرهاب إذا بقي منبر الجمعة والمناسبات يشحن الناس طائفيا ويُحرض على قتل الناس من هذا النوع أو ذاك ولهذا تقويم المنبر لن يكون ناجحاً بالمواجهة العسكرية فحسب وإنما بإصلاح منهجه الخطابي وإصلاح التعليم الديني بكل أنواعه وأبعاده عن الدفع الطائفي والسياسي وإلا سوف يكون الإرهاب والتطرف حاضرا كلما حدثت أزمة سياسية في العراق أو شَعر مكون من المكونات أنه مظلوم ومهمش في هذه الحكومة أو تلك فيلجأ إلى تحريك أطرافه الإرهابية لضرب الشعب العراقي إنتقاما لحالة التهميش والأقصاء !!
أقول تعالِوا أيها المسؤولون لنُصلح كل شي تعالوا لنغلق أبواق الفتنة ونوقف أصوات الطائفية وُنسكت صيحات الخطب النارية والفتن المنبرية
تعالوا لنقوم بإصلاح شامل لخطابنا الديني مدارسنا الفقهية لعلنا نعيش حياة الأمن والإستقرار تعالوا لنعطِ جميع أطياف الشعب العراقي ورقة الأمن والأمان فشعبنا يحتاج إلى رسالة سلام عملية صادقة كما يحتاج خطابا دينيا معتدلا ينصف كل الطوائف ويطمئنهم أنهم أحرار في اختيار الدين أو المذهب أو الفكر أو الثقافة .
مقالات اخرى للكاتب