نهاية التسعينات ، كانت العلاقات العراقية الايرانية شهدت بعض حالات الانفراج وبخاصة في الجوانب السياسية، بعد أكثر من عقد من الحروب والتوترات ، لكنها شهدت بعد أزمة العراق مع الكويت بعد التسعينات بعض التقدم!!
مرة طلب القائم الايراني في العراق نهاية التسعينات اللقاء مع طارق عزيز نائب رئيس الوزراء المسؤول أنذاك عن ملف علاقات العراق مع دول العالم بعد ان كان وزيرا للخارجية لفترة طويلة لتطوير علاقات التعاون بين البلدين!!
وفعلا استجاب الرجل لطلب القائم بالاعمال الايراني والتقى به ، لمعرفة مايود ممثل ايران في العراق ابلاغه للمسؤول العراقي الرفيع الذي كان يمسك بملف العلاقات مع ايران ودول العالم!!
وانعقد اللقاء فعلا واستمع طارق عزيز الى مايود الدبلوماسي الايراني ابلاغه لبغداد ، وكان يريد تطوير علاقات بلاده مع العراق في المجالات التجارية!!
طارق عزيز اراد ان يوضح للدبلوماسي العراقي ان بلاده ليس لديها مايمكن ان تصدره للعراق، لأن صناعة العراق كانت متقدمة ، ولم تكن لدى ايران تكتولوجيا تناظر ماكان العراق يمتلكه من صناعات متطورة في ميادين مختلفة!!
عندها إستغرب طارق عزيز من طلب القائم بالأعمال الايراني في ان لدى بلاده الرغبة في تطوير آفاق ( التعاون التجاري) ..لكن طارق عزيز ابلغه ان ايران لم تصدر الى السوق العراقية منذ تطوير علاقاته معها سوى (النعل )!!
لقد غزت ( النعل ) و( الشحاطات النسائية ) الايرانية فعلا أنذاك السوق العراقية نهاية التسعينات وبدايات عام 2000 ، لكون صناعات ايران كانت أساسا متطورة في مادة البلاستك والصناعات الأسفنجية!!
أما اليوم ..وبفضل علاقاتنا المتطورة مع ايران، فلم تبق سلعة لدى ايران عسكرية او مدنية الا وصدرتها الى العراق، وقد جنت من خلال تجارتها مع العراق على مئات المليارات من الدولارات طيلة عقد من الزمان، حتى تحول العراق الى سوق كامل سيطرت عليه البضاعة الايرانية الرديئة وتلك التي في مستوى الوسط من حيث الإنتاج!!
أما الصناعات العراقية المدنية والعسكرية التي كانت في قمة التطور فذهبت هباء منثورا وتحولت تلك المصانع والمعامل الى هياكل خردة تدهورت فيها الصناعة العراقية ان لم تكن قد اقفلت عشرات المصانع المهمة ابوابها، وبقيت الاف العوائل العراقية بلا مأوى، كونها كانت مركز عيشها، وباب الرزق الذي تعتاش عليه الملايين، وهي صناعات كانت تضاهي الصناعات الاجنبية، وتشكل موارد مهمة للثروة للعراق بعد ان كانت تصدر لدول عدة في المنطقة بضمنها ايران والدول المجاورة!!
مقالات اخرى للكاتب