Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عميد المعارضة في العراق مريض
الجمعة, حزيران 14, 2013
فائق الشيخ علي

 

شجعتني مقالة داوود البصري والتعليقات الواردة عليها , والتي نشرناها على صفحتنا في الفيس يوم أمس , عن الاستاذ سعد صالح جبر بالكتابة عنه اليوم , سيما وقد دعاني عدد من الأخوة المعلقين بالاستمرار في الكتابة عن عدد من الشخصيات العراقية المعارضة السابقة لنظام صدام . وقد يظن البعض بأنني من الغافلين عن هذا الموضوع , بينما الحقيقة هي ليست كذلك , فتاريخ المعارضة العراقية موّثق عندي بالكامل في كتب متعددة , ما تزال مخطوطة .
وفيما يتعلق بالتعريف بالشخصيات , فهناك كتاب قيد التأليف في مجلدين , انجزتُ حتى هذه اللحظة المجلد الأول منه , اسمه ( مخانيث عراقية ) تضمن تاريخ حياة كل معارض سابق للنظام السابق , سواء كان مخنّثا أم شجاعا . ومن دون أدنى شك كان لسعد نصيب فيه . بيد ان هذا لا يمنعني من الإدلاء برأيي عن هذا الرجل العملاق .
سعد هو الإبن الوحيد ( من الذكور ) لوالده صالح جبر من أمه من آل العسّاف في الانبار , مثلما لسعد ابن وحيد , هو صالح من زوجته الأميريكية التي انفصل عنها . وليس خافيا على العراقيين من أن صالح جبر كان رئيس وزراء العراق في العهد الملكي , وقد مات خلاله , وليس بعد انقلاب 14 تموز 1958 م , ومثلما ظُلم أبوه – تاريخيا – حيث يصنفه العراقيون ذيلا لنوري السعيد , وهو توصيف واهم , فضحته وكشفته الأميرة بديعة في مذكراتها ( مذكرات وريثة العروش ) فكذلك ولده ظُلِم من بعده من قبل أقرانه وخلانه .
يعتبر سعد صالح جبر من أوائل المعارضين لنظام بعث العراق , مع الشهيد السيد مهدي الحكيم والشهيد الشيخ طالب السهيل , في أواخر ستينات القرن العشرين . وبسسب عداء سلطة البعث له وملاحقته اياه , ومحاولاتها المتكررة للانتقام منه , كونه ابن صالح جبر ولديه عمل تجاري كبير , بينما البعث جاء بالاشتراكية ودعاوى المساواة بين المواطنين , غادر سعد العراق أواخر ستينات القرن الماضي .
خرج من العراق ليتآمر على نظام البعث ويطيح به . وقد اتفق مع عبد الغني الراوي وعددمن الضباط للقيام بانقلاب عسكري ضد حكومة البكر , ولكنه فشل . زار شاه ايران السابق طالبا دعمهم في تحركاتهم ضد نظام الحكم . كما زار الملك حسين ابن طلال ملك الأردن لهذا الغرض في زيارة طريفة من نوعها .
ذهب الثلاثي المعارض : السيد مهدي الحكيم والشيخ طالب السهيل والاستاذ سعد جبر الى القصر الملكي في عمّان . وبعد اللقاء بالملك وطلبهم المساعدة منه , سأل الملك حسين الله ( جلّ جلاله ) أن يوّفق المتآمرين في مؤامرتهم على حكومة أحمد حسن البكر , رافعا يديه بالدعاء لهم .
خرج الثلاثة من صالة الاستقبال وهم يتمشون في الممر , فسأل الشيخ السهيل السيد الحكيم : ما رأيك بموقف جلالة الملك ؟ أجاب الحكيم : هذا ملك سارق ليس عندي ثقة فيه ! استغرب السهيل من هذا الجواب فسأله : وماذا سرق منك ؟ ردّ الحكيم : انه سرق مهنتي المتمثلة بالدعاء الى الله ( تعالى ) ورفع يديه بدلا عني .. لهذا فليس وراءه من شيء .
استمرت محاولات سعد اليائسة لاسقاط النظام طوال العقد السبعيني , تارة يتحالف مع القوميين وأخرى مع الأكراد , وهكذا لكنها كلها باءت بالفشل الذريع .. ولم ييأس , حتى تسلّط صدام حسين على السلطة بالعراق وانفرد بها عام 1979 م . وما هي الاّ سنة وشهران واذا بصدام يخوض الحرب ضد ايران , فجنّ جنون سعد واعتبر تلك الحرب مدمرة للعراق ولشعبه .
صار سعد يتحرك ضد نظام صدام , يزور الولايات المتحدة الأميركية باستمرار ويلتقي بالشخصيات السياسية والدولية المؤثرة , وكانت له علاقات وثيقة بالجمهوريين , فهو يميل اليهم أكثر من الديمقراطيين . يحرضهم على رفع اليد عن صدام وعدم تقديم الدعم له , لكن السياسة الميركية والدولية حينها كانت تقتضي تدمير البلدين ( العراق وايران ) لهذا لم يستجيبوا لنداءاته , فذهبت أدراج الرياح .
في العقد الثمانيني كان سعد تاجرا دوليا , يتوسط للدول في ابرام الصفقات , وكانت له مشاريع كثيرة في دول المنطقة , مثل المملكة العربية السعودية وايران وغيرها , فدرّت عليه الملايين . أصدر جريدة ضد نظام صدام باسم ( التيار ) وأسس حزبا ليبراليا معارضا باسم ( حزب الأمة الجديد ) وصار يقارع الطاغوت اعلاميا من لندن .
رأس تحرير الجريدة وكتب فيها معارض عملاق آخر , نساه اليوم هو الآخر رفاق الأمس الحقراء , أعني به الاستاذ سامي فرج علي , وسيأتي اليوم الذي نعرّف به أبناء العراق الشباب ممن لم يسمعوا باسمه أو يشاهدوا صورته , رغم علانية تصدرها في صفحة كل مقال كان يكتبه ضد الطغيان .
كان جو لندن في سنوات الثمانينات مقفولا للمعارضة العراقية المحسوبة على ايران , لم يخرقه الا سعد ورفاقه . فالمعارضة تتكون من مجاميع من الشباب الدارسين في بريطانيا , الذين تأثروا بالثورة الايرانية وحسبوا في أنفسهم خطأ بأنها ستسقط نظام صدام حسين , فراحوا يتعاملون مع ايران , ويتظاهرون دفاعا عنها وتأييدا لها بالحرب , مستخدمين أسماء مستعارة ووهمية , متلثمين ومتلفعين بالعباءات واليشاميغ , وكل ما يستر وجوههم وأشكالهم , خوفا من النظام على أنفسهم وعوائلهم في العراق .
الاّ سعد ( وسامي طبعا ) لم يتستر ولم يتلفع ولم يتنكر ولم .. الخ . كان يعمل مكشوفا وواضحا ضد النظام . أخبرني سعد البزّاز مالك قناة الشرقية وصحيفة الزمان , كشهادة دوّنتها للتاريخ , بأن الحكومة العراقية في الثمانينات , حيث كان يعمل ملحقا ثقافيا في سفارتنا بلندن , كلفته بمفاتحة المعارضة العراقية هناك للتخلي عن النشاطات المعارضة ضد السلطة في بغداد .
يقول البزّاز عملت اتصالاتي وباشرت باللقاء بالعراقيين المعارضين , زرتُ بعضهم في بيوتهم وزارني بعضهم في السفارة وأجتمعت بآخرين خارج السفارة واتصلت هاتفيا أيضا بعدد منهم . كلهم توزعوا على المواقف التالية : ( مع ملاحظة ان هناك أشخاصا لم يتم الاتصال بهم ) بين متعاون معنا , أو تارك للمعارضة , وبين مَنْ ظل يعمل في صفوفها على استحياء وتوّجس , الاّ سعد جبر وسامي فرج علي .
يقول البزّاز ردّ سامي علي ّ باسلوب مؤدب وراقي كونه كاتبا صحفيا , قائلا انني لا أستجيب لهذا الطلب , وسأستمر في معارضة النظام . أما سعد جبر فطلب أن يكون الاجتماع في بيته , فذهبت لزيارته وقال لي : اسمع سعد لو آني لو صدام حسين بالعراق . هذا كذا وكذا .. الخ , ثم عرض عليّ أن أشتغل عنده بالصحيفة بدلا من العمل في السفارة العراقية .
طبعا اعتذرتُ وقلتُ له متذرعا : عليّ ديون كثيرة ولا أستطيع ترك عملي . ردّ سعد : أنا الذي سيسددها لك ولا تهتم , كل ما عليك أن تترك صدام ونظامه .. وسأحميك , وسأقدم لك كل ما تطلب . يقول البزّاز غادرتُ منزل سعد وأنا أقول في داخلي كم هو عظيم هذا الرجل !
كان سعد صالح جبر يملك قصرا منيفا في بريطانيا وطائرة نفاثة خاصة يطير بها من بلد الى بلد , وكان أخرج ( 11 ) أحد عشر ضابطا بريطانيا وشرطيا من اسكوتلنديارد , ليعملوا في خدمته ويحموه مقابل رواتب يدفها لهم من عنده وليس من الحكومة البريطانية ( هذا نظام معمول به هناك ) .
لقد صرف سعد على المعارضة العراقية ملايين الدولارات , في وقت كان باستطاعته أن يستملك العقارات والأراضي في الكثير من مدن العالم , قبل أن يستملكها أوغاد المعارضة لاحقا . كان قادة اليوم في بغداد يستلمون رواتب شهرية من مكتبه , ولو أراد سعد اليوم أن يكشف الوثائق التي بحوزته لانفضح وسقط الكثير من الأدعياء والماجورين .
لقد باع سعد طائرته وقصره ومشاريعه كلها وصرفها على المعارضة , حتى ان حرمه أقامت عليه الدعاوى القانونية من أجل أن تحصل على جزء من تلك الاموال , التي كان يصرفها عبثا في نظرتها على صراع مع طاغوت لن يرحل , حتى تمّ طلاقها وحصّلت ما حصلت من تلك الأموال المتبقية .
بعد غزو الكويت وانتهاء الحرب مع الحلفاء عام 1991 م حاول سعد أن يحيي الأمل في المعارضة , فقام بجولة اقليمية ودولية , وزار السعودية والولايات المتحدة , تحشيدا للاطاحة بصدام , وأسس المجلس العراقي الحر , وأصدر جريدته ( العراق الحر ) في لندن . بيد ان مجيىء الديمقراطيين الى الحكم في الولايات المتحدة , وتولي بيل كلنتون الرئاسة أبعد سعدا عن مركز القرار الأميركي , وصار البديل أحمد الجلبي عنه , وصارت سياستهم تسريح العراقيين بالقنافذ !
أتذكر وهذه أرويها للتاريخ كنتُ دوما أداعب أبا صالح في التسعينات وأوجه له السؤال الاستفزازي , لنجلس نضحك طويلا : بصفتك عميلا مضبوطا للولايات المتحدة , ترى لماذا برأيك تخلت عنك اليوم أميركا عمي أبو صالح ؟ كان يضحك ضحكته المشهودة المدوية تلك ويجيب : يمكن لكوا واحد أضبط مني !
ينام سعد في التاسعة مساء ويستيقظ في الخامسة فجرا , ليمارس الرياضة ويفطر , ولذا حين يتصل بك مثلا في الثامنة صباحا كان يعتقد بأن أذان الظهر قد رُفِعَ ! كنتُ عنده مرة على الافطار , فدخل المرحوم سعدون عبد العزيز القصّاب حانقا شاتما غاضبا صائحا , ومخاطبا سعدا : انت طائفي وتبقه طائفي لأن الأمر مو بيدك !
سأله سعد عن ما الذي يغضبه ؟ ردّ سعدون : كل كتّابك بالجريدة شيعة طائفيين مثلك .. هاك شوف شيكتبون ! سأله سعد : مثل مَنْ تقصد ؟ أجاب سعدون : أقصد رئيس التحرير قاسم غالي والكاتب المقيم في مصر لؤي الهاشمي والكاتب المقيم في النرويج داوود البصري . اعترض سعد على سعدون بحكم ميانته وصداقة الطفولة التي جمعت بينهما قائلا : هؤلاء الثلاثة سُنّة وليسوا شيعة .. ههي كوّاد متكللي بعد المن أجيب لك يكتب ؟!
يمتاز سعد جبر بالطيبة والكرم والاخلاق والأصالة العراقية والشرف , ولا أدري وليس بوسعي أن أفهم لماذا معظم الذين عملوا معه خانوه وغدروا به وتنكروا لفضله عليهم ؟ لا أدري ما اذا كانت هذه هي أخلاقنا كعراقيين , أم ان ظروفا قاسية هي التي تتحكم بنا ؟ لقد شتمه مَنْ كان يعمل عنده ويعيش من خيراته ويتحدث باسمه , وواله لولا خشية الاطالة لكشفتُ ذلك الآن بالأسماء الصريحة والفاضحة , وان كنتُ قد ذكرتهم في مخانيث عراقية .
سأضرب هنا مثلا واحدا فقط . بعد عودتنا الى العراق وأثناء تشكيل الجمعية الوطنية التي تكونت من 100 مائة اسما من العراقيين . يقول لي الدكتور فؤاد معصوم رئيس الجمعية الوطنية : كلما سلمني الورقة فلان وفلان المحتوية على أسماء أعضاء الجمعية , أجد اسم سعد صالح جبر محذوفا منها ! حتى نهرتهم وصحتُ بهم قائلا : انكم أناس لا تخجلون تحذفون اسم قائدكم وعميدكم .. تتنكرون لأفضاله ونضاله وسابقته في المعارضة .. انني سأعتلي المنصة لأفضحكم أمام وسائل الاعلام بعد ثوان .. انكم لا تخجلون .
ثم رمى الورقة بوجه مَنْ سلمها له وقال له : ثبت اسم سعد فيها كي أقرأها على الملأ . فصار سعد عضو الجمعية العامة بدلا من رئيس وزراء العراق .. بيد ان سعدا بالعراق اليوم مريض .
( أكتفي بهذا المقدار من المقال وان كان بودي أن أسرد مثيله عن الرجل )


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46816
Total : 101