Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مشروع تقسيم العراق.. من الفكرة إلى الواقع
السبت, حزيران 14, 2014
ثامر عباس

 

لماذا دائما"- حين تقع الكوارث وتحدث الانهيارات – نسارع إلى توجيه أصابع الاتهام إلى حكامنا وتحميلهم مسؤولية ما يحصل ، ونحاول في نفس الوقت تبرأت أنفسنا من كل المثالب والعيوب التي نلصقها بهم ونكيلها البهم بسخاء ؟! . لا أروم الدفاع عن جرائم أولئك الحكام بحق شعوبهم ، ولا التغطية على جهالة وضحالة ما يتصفون به من خصال هي أقرب إلى البهيمية منها إلى الإنسانية ، ولكني أريد أن ألفت النظر إلى أصل المشكلة وأشير إلى بيت الداء . فعلى مدى عقد من الزمن الأغبر الذي تسلط فيه الرعاع وسقط المتاع على مصائر هذا البلد المنكوب وتلاعبوا بسرائر شعبه المنكود ، لم يبقى أحدا"من العراقيين دون أن يلعن سياسة المالكي الخرقاء وفساد طاقمه من السرّاق والجناة . وبدلا"من يستثمروا فرصة الانتخابات البرلمانية الأخيرة ليترجموا معاناتهم اليومية إلى مواقف عملية ، عبر اختيار سبيل (التغيير) الذي دعت إليه وطالبت به حتى المراجع الدينية التي يكنون لها الاحترام والاجلال ، فإذا بهم يثبتون بأنهم ليسوا بحاجة إلى تغيير واقعهم المزري ، بقدر ما هم يتطلعون إلى وجود طاغية معصوب العينين لا يرى أبعد من حصن مصالحه الشخصية ومقفل العقل لا يسمع سوى صدى غرائزه الحيوانية ، يقودهم كالقطيع إلى مذابح الحروب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر . واليوم حيث يكيل زعران السياسة تهم التخوين بعضهم للبعض الأخر من جهة ، ويتلاوم العراقيين المأخوذين بصدمات الأحداث الدرامية المتتابعة فيما بينهم ، إزاء الأسباب والخلفيات التي جعلت من المدن والمعسكرات تسقط وتتهاوى بهذه السرعة الخاطفة دون مقاومة تذكر . وكأنهم بذلك يحاولون التملص من المسؤولية التي تقع على عاتقهم ، جراء ما يحصل في ربوع العراق الموشك على التقسيم والتفتت إلى دويلات طائفية وكانتونات عشائرية ، بعد أن أصروا بعناد لا يحسدون عليه لمعاودة ارتكاب أخطائهم القاتلة وتبني مواقفهم المميتة ، لاسيما عبر إعادة انتخاب رموز الحكومة الحالية الفاشلة ، رغم كل الجرائم التي ارتكبت من قبلهم أو تلك التي اقترنت بأسمائهم ، وكأن لسان حالهم يقول إن مصيرنا مرهون بمصيركم ، حتى وان كانت سياساتكم تقودنا إلى مجازر الموت محارق الفناء . أفبعد كل هذا تندهشون وتستغربون لما حصل ويحصل في العراق ؟! لقد أصاب النائب (صباح الساعدي) حين حذر العراقيين قبل الانتخابات قائلا"(( أنها فرصتكم الأخيرة ؛ إما أن تكونوا على قدر من المسؤولية وتشرعون بالتغيير ، وإما أن تستحبوا العبودية على الحرية والذل على الكرامة والفناء على النجاة ، وحين ذلك لا تلوموا بعدها إلا أنفسكم )) . والمفارقة إن مظاهر السقوط المتسلسل للمحافظات والأقضية والنواحي ، ناهيك عن الحصون العسكرية والمقرات الأمنية ، لم تفاجئ فقط الحكام العراقيين الغارقين في مناكفاتهم السياسية والحزبية ، حتى وان قبضة الإرهاب تدق على أبواب بيوتهم الفارهة ، فضلا"عن المحكومين الذين استحبوا العمى على البصر واستكانوا إلى الجهل بدلا"من البصيرة فحسب ، وإنما – وهنا تكمن المفارقة – مقاتلوا داعش الذين لم يكن يدور بخلدهم إن مستوى الهزيمة النفسية بلغ من العراقيين – جيشا"وشعبا"- هذا القدر من الاستشراء والانتشار ، بحيث تكفي مجرد صرخة عابثة حتى تجعلهم كالهباء المنثور . ولتجنب الوقوع في مزالق الخطابات الانفعالية والمناقشات الدواوينية ؛ حيث نزق العاطفة يتغلب على منطق العقل ، ونزعة التهويل تعلو فوق لغة التحليل ، فان نظرة تأمل فاحصة تبين لنا إن بروز هذه الظاهرة الإنسانية الخطيرة ، وعلى هذا النحو من الفعل المؤثر والانتشار السريع ، ما كان لها أن تتم على هذا النحو المفاجئ والمباغت بين ليلة وضحاها ، بدون مقدمات مادية ومعنوية سهلت لذلك الفعل وسوغت لذلك الانتشار . وبضوء استقرائنا للأحداث ومتابعتنا لتداعياتها ، منذ أيام السقوط الأولى للنظام السابق ولحد الآن ، فقد ظهرت أمامنا واضحة بوادر تنفيذ (مشروع تقسيم العراق) الذي وضع مخططه نائب الرئيس الأمريكي الحالي (جو بايدن) ، إلى ثلاث دويلات مستقلة تبعا"لأوضاعها الجغرافية والسكانية ، حيث دولة للأكراد في الإقليم الشمالي ، ودولة للشيعية في الإقليم الجنوبي ، ودولة للسنة في الإقليم الغربي . ولأنه مشروع يتعارض تماما"مع كل الحقائق الجغرافية والوقائع التاريخية والمعطيات الاجتماعية والخصائص الثقافية والمعطيات الديمغرافية للمجتمع العراق ، فقد أريد له أن ينفذ على مراحل مدروسة وفترات محسوبة ، بحيث تكون ممانعة العراقيين ورفضهم لهكذا مشروع في أدنى مستوياتها من الناحيتين السياسية والنفسية . وهكذا وضع هذا المخطط الاستعماري – بحسب تصورنا الشخصي – على طاولة التنفيذ من خلال مراحل ثلاث ؛ الأولى (تمهيدية) وقد تكفلت بها عملية غزو العراق وإسقاط نظامه السياسي وتفكيك مؤسسات الدولة وتحطيم قدراته العسكرية والاقتصادية . وإما المرحلة الثانية (نفسية) – ونعتقد أنها الأخطر - فقد كانت من نصيب الصراعات الاقوامية والحروب الطوائفية ، التي أنيط

بها – وقد أفلحت في ذلك أيما فلاح - إحداث شرخ نفسي وتصدع قيمي وتمزق رمزي داخل نسيج المجتمع العراقي ، بحيث لم يعد هناك انتماء موحد لمجتمع أو ولاء مشترك لوطن ، إنما انتماءات متذررة وولاءات مبعثرة ، تمحى بين صراعاتها الشخصية العراقية المعيارية ، وتضيع وسط أتونها فكرة الهوية الوطنية الجامعة . وأما المرحلة الثالثة (تنفيذية) في المكلفة بإخراج مشروع تقسيم العراق من أدراج الفكرة إلى حيز الواقع . والحال انه ليس هناك ما هو انسب وأفضل من هذه الفرصة المفبركة – نعم أنها لمؤامرة خيوطها تتوزع بين اللاعبين الدوليين والإقليميين والمحليين - التي تجعل من ذلك المشروع حقيقة قائمة تبصر النور وتفرض منطقها على أرض الواقع . وهكذا فقد بادر الأخوة الأكراد من جانبهم باحتلال ما يسمى (بالمناطق المتنازع عليها) بحجة حماية الأمن القومي للدولة الكردية المرتقبة ، في حين شرعت المليشيات الطائفية داخل المحافظات الأخرى ، بممارسة أعمالها الإرهابية المتبادلة عبر إجراءات القتل والتهجير على الهويات العشائرية والطائفية ، كما لو أنها كانت تنتظر حدوث مثل هذه المصيبة الوطنية لتستأنف أنشطتها الدموية دون وازع من ضمير أو رادع من قانون ، هذا إن لم تكن الدولة الفاشلة هي من يمولها بالمال والسلاح ويشحنها بالشراسة وبالعدوانية . والآن هل هناك أمل بان يعود العراقيين إلى رشدهم ويدركوا حجم الكارثة المحيقة بهم ، عسى ولعل يتركوا خلافاتهم ينبذوا صراعاتهم ويربحوا مصيرهم كشعب وكيانهم كوطن ، أم تراهم سيبقون سادرين في غيهم عامين عن واقعهم ومتجهين إلى حيث التقسيم والتمزيق والتشطير ؟؟!! . شخصيا"أرى إن الاحتمال الأخير هو الأقرب إلى التحقق منه إلى الخيار الأول ، وهنا لا يطنن أحدا"بتاتا" أن واقع التقسيم سيكون نعمة ونعيم لطرف دون آخر ، وإنما سيكون نقمة على الجميع وجحيم يحرق الكل ، ومن يعش يرى !!! .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37309
Total : 101