هي : المعذرة ، ربما سأكون في الصباح إمرأة غير التي تتحدث معها الآن؟ أرجو أن تعذرني إذا بدر مني تصرف يختلف عن هذا السلوك الذي أمارسهُ معكَ الآن؟

هو : لاأفهم عن أي شيءٍ تتحدثين؟ أرجو التوضيح لأنني لم أعد قادراً على إدراك بعض ألأمور.

هي : عليك أن تفهم مايدور في ذهني. لن أفصح لكَ أكثر من هذا الذي ذكرتهُ لك قبل قليل.

هو : حسناً ما لذي يجري الآن ؟ أقصد بأي شيء تشعرين؟ ولماذا تشعرين وكأن شيئاَ ما سيحدث في الصباح؟ هل أنتِ الآن شخص سيختلف عن الصباح؟

هي : بالتأكيد . أنا الآن اعيش لحظات خارجة عن حدود العقل البشري السوي. أشعر أن عقلي قي إجازة مرضية ، يهذي كمن لايدرك مايقول؟ لاأريد الأستفاقة من هذا الحلم. هذا حلم..حلم..أعرف أنني أتحدث معك عبر هذا الجهاز وأسمعك وأنت تسمعني. توجد مصابيح ساطعة هنا في الغرفة وكل شيء واضح لكنهُ حلم مؤكد أنه حلم. قل لي هذا حلم أم واقع. أنا متزنة جدا في حياتي اليومية لكنني أشعر ألآن وكأنني لستُ أنا. ماذا حدث؟ قل لي هناك سبب يجري خارج المنظومة اليومية لحركة الحياة. لا..لا.إترك كل شيء أريد أن أكون هكذا. اليوم أجمل أيام حياتي. لا..لا..هذه اللحظة هي أجمل لحظات عمري. اشعر أنني ولدت هذه اللحظة. اشعر أن كل السنوات الماضية كانت موت حقيقي بالنسبةِ لي. كنتُ ميته مئة بالمئة. لأول مرة أشعر برعشة كأنها تيار كهربائي يدخل جسدي ويحيلني الى رماد. سأجمع ملابسي وأرحل . لن نكرر هذا أبداً. أنا شخصية متزنة جداً لكنك جعلتَ مني مجنونة. اشعر أنني أتنفس إسمك. إذا حصلتُ على طفل أقسم لك أنني سأطلق عليه نفس إسمك.

هو : – لم يقل أي شيء .صاحت عليه بضجر” لماذا أنت صامت هكذا؟” لم يقل أي شيء سوى أنه إندفع يدندن أغنية قديمة ” …إرحلي . لاتقولي أي شيء فقط إرحلي. وداعاً حبيبتي. بعد رحيلك لاأستطيع أن أفعل أي شيء سوى البكاء. ارحلي قبل أن تفسدي حياتك مع شخص لن يقضي معك إلا ليلةٍ واحدة. الحياة مليئة بأشياء حزينة. لماذا نبني أحلاماً لاتتحقق. إرحلي دون أن تلتفتي. إذا سمعتُ صوتك سأضطر أن أتوسل إليكِ أن تبقي. يجب أن أرحل. وداعاً حبيبتي..ستهطل دموعي حينما ترحلين…….

أغلق سماعة الهاتف وظلت هي في الطرف ألآخر تصرخ بأعلى صوتها….ألو…ألو…أين أنتَ؟