منذ بداية الخلق واللغة لها دور كبير في انشاء أواصر وتواصل بين الثقافات المنتشرة حول العالم وحسب نوعيتها واساسها اللغوي وقواعدها، فاللغة وكلماتها المتنوعة ادبيا وثقافيا، اثرت بشكل فعال وواضح بالخطابات والحوارات ووصولها بوسائل الاعلام، يبقى السؤال هل لغة الجسد اثرت بالكلمة المنطوقة؟ نعم وبشكل فعال وجوهري وخاصة ببداية القرن العشرين لانتشار وسعة تطور وسائل التواصل (الوسائل المرئية)، فلغة الجسد وضحت معاني واعطت لغة غير اللغة التي نفهمها ونستدل عليها لأنها أظهرت باطن الكلمة المنطوقة بغير معناها سواء بشكل صحيح ام خطأ، واظهرت جوانب كثيرة بمجالها اللغوية وبالأخص (الحقيقة، والكذب) المنتشر في مجال السياسة ودوره بالتخطيط وتحسين البنى التحتية وتطويرها الى المرحلة التالية.

ان أساس قراءة لغة الجسد هي القدرة لفهم حالة الشخص بينما نستمع اليه وملاحظة الظروف القياسية وبناء القراءات الصحيحة عليها، وهذا يتيح لنا الفصل بين الحقيقة والخيال والواقع والاوهام، لذا نجد بعض المجتمعات تستخدم الكلمة المنطوقة على أساس التفاهم والتواصل وبقدرات كلامية ممزوجة ببراعة واتقان، لكن معظمنا لا ندرك إشارات لغة الجسد وأثرها في التغير النمطي للغة وقواعدها وارائها على محور تصب في مصلحة المرسل(المحاور) بتوظيف رساله مقنعة ومؤثرة على المستقبل ، مما نستدل على حقيقة باننا نعرف معظم الرسائل في أي محادثة وجها لوجه تظهر عن طريق إشارات الجسد، فنجد امثلة كثيرة عن لغة الجسد وانطباعاتها العكسية وخاصة في المقابلات والحوارات بين السياسيين وعلى مستوى محلي او عالمي، فلغة الجسد واجب تعلمها ودراستها بشكل عام لنفهم رسالتها ونحلل الإشارات ونقيم مفاهيمها على شكل مجموعة من الايماءات الجسدية المبنية على إحساس عاطفي فهنا نرى ان العاطفة تعطيك أساسا لغويا مفهوما وحسب درجة أهميته بالنسبة لمتلقي الرسالة، فعلى سبيل المثال: إذا لاحظ الرجل زيادة في وزنه فيعمد الى لبس ملابس فضفاضة وكذلك بالنسبة الى المرأة ومثال اخر من واقعنا عندما نتحدث لمسؤول ما وشعورنا بالخوف منه او في مقابلته فتعمل اجسامنا عملا دفاعياً وتتغير كل افكارنا ومفاهيمنا كأننا ندخل في دوامة من الهذيان والنسيان، فهنا يأتي دور التفكير الإيجابي وعمله المضاد على تغير سلوكنا مع من نقابل او نتكلم، فيتبادر في ذهنك الان سؤال كيف نراقب لغة جسد لشخص ما ونحن لا نعرف لغة جسدنا؟ لفهم لغة جسدنا نقابلها امام مرآة ونتحدث معها وننظر الى الايماءات ونستدل بألفاظ مناسبة لهذه الايماءات، اما لغة أجساد غيرنا وخاصة في التلفزيون نقطع الصوت وننظر الى اجسام المحاورين وردود افعالهم وافعال اجسامهم وخاصة وجوهم وحالتهم العاطفية مع قياس الفعل المؤثر عليهم، بعد ذلك نرفع الصوت ونعرف ماذا استنتجنا من هذه القراءة والى أين تؤدي بالقراءات الجسدية قد تكون صحيحة او خاطئة، فالقراءة الصحيحة تكون بتجميع الإشارات الجسدية وجمعها ضمن قاموس كلامي نحن عملنا على تأليفه من خلال دراستنا للغة الجسد ومفاهيمها لنتوصل الى لغة مفهومة وصحيحة، وبالنسبة الى بعض الشخصيات يستخدمونها للتلاعب بالأخرين ومنافقتهم وفق اليه موضوعة ومخطط ومدروسة بشكل ممتاز لتضمين الدعاية المناسبة لهم ولحركاتهم المقبلة للفوز ومنافسة المنافسين لهم ضمن شروط سرية يضعونها لمستقبلهم السياسي، وهذه اللغة تستخدم كثيرا في المجال السياسي لتحقيق مقاصدهم.  فلغة الجسد اقوى بكثير من الكلمة المنطوقة وبامتدادات واسعة وصيغ كثيرة نعمد على تعلمها في وقتنا الحاضر لأنها أصبحت تواكب المفهوم العصري للكثير من المصطلحات اللغوية وتتفوق عليها وبشكل جذري وذلك لتغيرها من حياتنا اليومية سواء على الصعيد الاسري ام العملي، وتعطيك أيضا شعور الثقة بالنفس والقدرة على اقناع الاخرين بطرق مختلفة ومناسبة مع حياتك اليومية، لذلك سوف تدرك أهمية لغة الجسد وتتعمق في معرفة تفاصيلها وتصبح مدركاً لكل تعبير تواجهة سواء على نفسك او مع الاخرين، وخاصة ان حياتنا زاخرة بالكثير من التعابير الجسدية الكاذبة وبنسبة كبيرة الى حد ما اما التعابير الحقيقة فنسبتها ضئيلة جدا بسبب الظروف المعيشية التي نواجها كل يوم.