قَدمتُ .. وعَفْوَكَ عن مَقدَمي
حسيراً ، أسيراً ، كسيراً ، ظَمي
*
قدِمتُ لأ ُحرِمَ في رَحْبَتيْك
سلامٌ لِمَثواكَ من مَحرَم ِ
*
فَمُذْ كنتُ طفلاً رأيتُ الحسين
مَناراً إلى ضوئهِ أنتَمي
*
ومُذْ كنتُ طفلا ًوجَدتُ الحسين
مَلاذاً بأسوارِهِ أحتَمي
*
وَمُذْ كنتُ طفلاً عرفتُ الحسين
رِضاعاً.. وللآن لم أفطَمِ!
*
سلامٌ عليكَ فأنتَ السَّلام
وإنْ كنتَ مُخْتَضِباً بالدَّمِ
*
وأنتَ الدَّليلُ إلى الكبرياء
وإنْ كنتَ مُختَضباً بالدَّمِ
*
وإنَّكَ مُعْتَصَمُ الخائفين
يا مَن مِن الذَّبح ِ لم يُعصمِ
*
لقد قلتَ للنفسِ هذا طريقُكِ
لاقِي بِهِ الموتَ كي تَسلَمي
*
وخُضْتَ وقد ضُفِرَ الموتُ ضَفْراً
فَما فيهِ للرّوحِ مِن مَخْرَمِ
*
وَما دارَ حَولَكَ بَل أنتَ دُرتَ
على الموتِ في زَرَدٍ مُحكَمِ
*
من الرَّفْضِ ، والكبرياءِ العظيمةِ
حتى بَصُرتَ ، وحتى عَمِي
*
فَمَسَّكَ من دونِ قَصدٍ فَمات
وأبقاكَ نجماً من الأنْجُمِ!
*
ليومِ القيامةِ يَبقى السؤال
هل الموتُ في شَكلِهِ المُبْهَمِ
*
هوَ القَدَرُ المُبْرَمُ اللايُرَدُّ
أم خادمُ القَدَرِ المُبْرَمِ ؟!
*
سَلامٌ عليكَ حَبيبَ النَّبيِّ
وَبُرْعُمَهُ..طِبْتَ من بُرعُمِ
*
حَمَلتَ أعَزَّ صفاتِ النَّبيِّ
وفُزْتَ بمعيارِهِ الأقوَمِ
*
دِلالَةَ أنَّهُمو خَيَّروك
كما خَيَّروهُ ، فَلَم تُثْلَمِ
*
بل اختَرتَ موتَكَ صَلْتَ الجبين
ولم تَتلَفَّتْ ، ولم تَندَمِ
*
وما دارت الأرضُ إلا وأنتَ
لِلألائِها كالأخِ التَّوأمِ!
*
سلامٌ على آلكَ الحوَّمِ
حَوالَْيكَ في ذلك المَضرَم
*
وَهُم يَدفعونَ بِعُري الصدور
عن صدرِكَ الطاهرِ الأرحَمِ
*
ويَحتضنونَ بكِبْرِ النَّبِّيين
ما غاصَ فيهم من الأسهُمِ
*
سلامٌ عليهم..على راحَتَين
كَشَمسَين في فَلَكٍ أقْتَمِ
*
تَشعُّ بطونُهُما بالضياء
وتَجري الدِّماءُ من المِعصَمِ
*
سلامٌ على هالَةٍ تَرتَقي
بلألائِها مُرتَقى مريَمِ
*
طَهورٍ مُتَوَّجةٍ بالجلال
مُخَضَّبَةٍ بالدَّمِ العَندَمِ
*
تَهاوَت فَصاحةُ كلِّ الرجال
أمامَ تَفَجُّعِها المُلهَمِ
*
فَراحَت تُزَعزِعُ عَرشَ الضَّلال
بصوتٍ بأوجاعِهِ مُفعَمِ
*
ولو كان للأرضِ بعضُ الحياء
لَمادَت بأحرُفِها اليُتَّمِ
*
سلامٌ على الحُرِّ في ساحَتَيك
ومَقحَمِهِ جَلَّ من مَقحَمِ
*
سلامٌ عليهِ بحَجمِ العَذاب
وحَجمِ تَمَزُّقِهِ الأشْهَم
*
سلامٌ عليهِ..وعَتْبٌ
عَتْبَ الشَّغوفِ بهِ المُغرَمِ
*
فَكيفَ ، وفي ألفِ سَيفٍ لُجِمتَ
وعُمرَكَ يا حُرُّ لم تُلجَمِ ؟
*
وأحجَمتَ كيف، وفي ألفِ سيف؟
ولو كنتُ وَحديَ لم أُحجِمِ
*
ولم أنتظرْهُم إلى أن تَد و ر
عليكَ دوائرُهُم يا دمي
*
لَكنتُ انتَزَعتُ حدودَ العراق
ولو أنَّ أرسانََهُم في فَمي
*
لَغَيَّرتُ تاريخَ هذا التُّراب
فما نالَ منهُ بَنو مُلجَمِ
*
سلامٌ على الحرِّ وَعْياً أضاء
وزرقاء من ليلها المُظلِمِ
*
أطَلَّت على ألفِ جيلٍ يجيء
وغاصَت إلى الأقدَمِ الأقدَمِ
*
فأدرَكَت الصّوت..صوتَ النّبوّةِ
وهو على موتِهِ يَرتَمي
*
فما ساوَمَت نفسَها في الخَسار
وَلا ساوَمَتْها على المَغنَمِ
*
ولكنْ جثَتْ وجفونُ الحسين
تَرفُّ على ذلك المَجثَمِ
*
ويا سيّدي يا أعَزَّ الرجال
يا مُشرَعاً قَطُّ لم يُعجَمِ
*
ويابنَ الذي سيفُهُ ما يَزا ل
إذا قيلَ يا ذا الفَقارِ احسِمِ
*
تُحِسُّ مروءَ ةَ مليونِ سيفٍٍ
سَرَتْ بين كَفِّكَ والمَحْزَمِ
*
وتُوشِكُ أن..ثمَّ تُرخي يَدَيك
وتُنكرُ زَعمَكَ من مَزْعَمِ
*
فأينَ سيوفُكَ من ذي الفَقار
وأينَكَ من ذلكَ الضَّيغَمِ ؟
*
عليٌّ..عليَّ الهُُدى والجهاد
عَظُمتَ لدى اللهِ من مُسلمِ
*
وَيا أكرَمَ الناسِ بَعدَ النَّبي
وَجهاًّ...وأغنى امرىءٍ معدمِ
*
مَلَكتَ الحياتَين دُنيا وأ ُخرى
وليسَ بِبَيتِكَ من درهمِ
*
فِدىً لِخشوعِكَ من ناطقٍ
فِداءٌ لِجوعِكَ من أبْكَمِ!
*
قَدِمتُ ، وعفوَكَ عن مَقدَمي
مَزيجاً من الدّمِ والعَلقَمِ
*
وَبي غَضَبٌ جَلَّ أن أدَّريه
ونَفسٌ أبَتْ أن أقولَ اكظِمي
*
كأنَّكَ أيقَظتَ جرحَ العراق
فَتَيَّارُهُ كلُّهُ في دَمي
*
ألَستَ الذي قالَ للباترات
خُذيني..وللنَّفسِ لا تُهزَمي؟
*
وطافَ بأولادِهِ والسيوف
عليهم سوارٌ على مِعصَمِ
*
فَضَجَّتْ بأضْلُعِهِ الكبرياء
وصاحَ على موتِهِ : أقدِمِ
*
كذا نحنُ يا سيّدي يا حُسَين
شِدادٌ على القَهرِ لم نُشكَمِ
*
كذا نحنُ يا آيةَ الرافدَين
سَواتِرُنا قَطّ ُ لم تُهْدَمِ
*
لَئِن ضَجَّ من حولكَ الظالمون
فإنّا وُكِلنا إلى الأظلَمِ
*
وإن خانَكَ الصَّحبُ والأصفياء
فقد خانَنا مَن لهُ نَنتَمي
*
بَنو عَمِّنا..أهلُنا الأقرَبون
واحِدُهُم صارَ كالأرْقَمِ
*
تَدورُ علينا عيونُ الذِّئاب
فَنَحتارُ من أيِّها نَحتَمي