Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
فهم العالم
الاثنين, شباط 16, 2015
خالد البسام

عاش زوج وزوجته معا حياة بسيطة ولكنها كانت جميلة لمدة ثلاثين عاما. وفي الذكرى السنوية لزواجهما استيقظت الزوجة في الصباح الباكر لتعد الكعك المخصص للإفطار كما جرت العادة.
كان التقليد المتبع بينهما أن يتشاركا في الإفطار المكون من الكعك والزبدة، وكانت الزوجة تقطع الكعك من المنتصف وتدهن القطعتين بالزبدة، وتعطي الجزء العلوي للزوج وتأخذ هي الجزء الأسفل.
إلا أنها ذات يوم ترددت في ذلك وأخذت تحدث نفسها: طيلة الثلاثين عاما وأنا أحلم أن أتناول الجزء العلوي من الكعكة، وقد حان وقت ذلك، فأنا أستحق المكافأة، فقد كنت له الزوجة والحبيبة كما عملت بجهد على تربية أطفالي الأربعة على الأخلاق الحميدة، كما كنت مثالية في تأدية واجباتي المنزلية، وبذلت الكثير لإسعاد عائلتي.
وبعد هذا التفكير في حالها حسمت الزوجة أمرها وقدمت الجزء السفلي من الكعك لزوجها وكسرت تقليدا متعارفا عليه بينهما طيلة ثلاثين عاما.
تناول الزوج حصته وابتسم: يا لها من طريقة رائعة يا زوجتي العزيزة. لقد كنت أتناول الجزء غير المحبب لي كل هذه السنوات اعتقادا مني أنك تفضلين الجزء السفلي من الكعك وأنه يعود لك.
انتهت هذه الحكاية الصغيرة والبسيطة، لكنها تركتنا أمام دروس وعبر كثيرة تستحق أن تقال.
فالحكاية تقول لنا ببساطة شديدة إن الحب لا يخطئ بل ويعرف طريقه جيدا، غير أن البشر هم الذين كثيرا ما يضلون الطريق ولا يمسكون بالشموع جيدا وقت الظلام الحالك.
وإنه مهما تأخر ومهما كانت الحكاية مجرد «كعكة إفطار» بالزبدة، إلا أن فن معرفة الآخر ومشاعره، والتعرف عن قرب على قلبه ونبضه، هي أمور مهمة يحتاجها الناس كل يوم في حياتهم مهما كانت سهلة.
نحن محتاجون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نفهم الآخرين ومعرفة احتياجاتهم النفسية خصوصا، فهي مفتاح لكل شيء، وهي تأتي أحيانا بالتلمس وبالنظر وسبر الآخرين ومعرفة حتى أحلامهم وطموحاتهم.
فالفهم اليوم هو مشكلتنا الكبرى، وهو عدونا الأول في الحياة، وهو أيضا قصتنا الأولى والأخيرة مع أصدقائنا وأحبائنا وأطفالنا.
الحب والفهم وكل المشاعر الإنسانية ليست كعكة ولا زبدة، إنها منال طويل ومهمة شاقة يجب أن نكافح من أجل أن نفهمها ونعززها في حياتنا، ونجعل منها قيمة جميلة يستحقها ونستحقها نحن كذلك.
شخصيا أعرف بشرا كثيرين لا يرهقون أنفسهم على الإطلاق، ولا يبذلون أي جهد لفهم غيرهم حتى لأولئك الذين يحبونهم، بل إن هناك آخرين لا يبذلون أي محاولة لفهم أحبائهم والبشر الذين يعيشون معهم كل يوم وكل ساعة. فعندهم مبدأ عنيد يقول إنه إذا استطاع أحباؤنا فهم أنفسهم وفهمنا كان ذلك شيئا جيدا، أما إذا لم يستطيعوا فهذا ليس ذنبنا!
فهم الآخر هو الذي نحتاجه اليوم وبشدة، كما أن فهم الآخر لنا يحتاجه الناس كلهم لا عدد قليل منهم.
ولولا الفهم أو محاولات الفهم لازدادت الحروب والنزاعات والمشكلات والمصائب، ولولا الإصرار على الفهم لأصبح الكثير من البشر اليوم حاقدين وكارهين لغيرهم بسبب أو من دون سبب.
إذا فهمنا الآخر اليوم فهمنا العالم كله باختصار.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46387
Total : 101