Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هموم تقنية
السبت, آذار 16, 2013
عبيده النعيمي

فيما يقنع الأب نفسه بجهاز موبايل قديم يسمى بالعراقي "طابوقة أو طابوكة"، غير مبال بنقد الناقدين له أو سخرية بعضهم منه الى حد النكتة بأن هاتفه "قُبِرَ" بعد ان نعته الهواتف الجديدة، بل تراه يمّني النفس بعودة محمودة للهاتف الأرضي، عسى أن يتخلص من فواتير الإتصالات التي لا ترحم، والتي لاتميز بين هاتف قديم وآخر حديث، مثلما لاتميز بين متصل فقير وآخر ميسور أو متخوم، نقول فيما يقنع نفسه بهذا، يواجه بطلبات اولاده –من الجنسين- بمواكبة العصر، ليس له بالتأكيد وانما لهم، حيث يرون اصدقائهم واقاربهم يستخدمون الـ"آي باد"، والـ"آي فون"، وانواع اخرى من اجهزة الاتصالات التي تجاوزت حدود المكالمة الهاتفية، حتى بات الجهل بمكنوناتها مثار سخرية، وعندها يشعر بالعجز احياناً من تلبية حاجات اولاده، واحياناً أخرى يستغل حالة التطور المستمر لأجهزة الهاتف، فيشتري من اولئك المواكبين للصيحات الجديدة، هواتفهم المستعملة أو التي اصبحت في عرفهم "اكسباير"، مع انها لا تزال محافظة على مواصفاتها، غير انها لم تعد تليق بحديثي النعمة ، من اثرياء الزمن الطارئ ، حتى اصبحنا نكتشف طبقة جديدة من خلال أجهزة الهاتف، التي يراها اصحاب الدخول الواطئة او من هم في درجة محدودي الدخل، انها باتت نقمة عليهم.

من جهتهم، ادرك التجار هذا الفارق الطبقي، فحاولوا ايجاد بدائل من خلال المنتج الصيني، فجاءوا بأجهزة يستطيع الأب المحسوب على طبقات الشعب المسحوقة ان يشتري لأبنهم هاتفاً يمكن ان يجاري به صديقه من الطبقة العليا، ولو بشكل مؤقت، لأن الهاتف الصيني سريع الإستهلاك، لذا تجده حريصاً على التقنين في استخدامه قدر الإمكان لكي لا يلام من والده اذا ما اصابه عطل ما.

ومع الإمتيازات التي يحملها الهاتف الصيني، إلا انه لايمنع صديقه من الاستهزاء به، أو مقارنته بمميزات هاتفه الاصلي، ما يخلق لدى هذا الابن حالة من الانكسار، ربما ستشكل بمرور الزمن عقدة يمكن ان نسميها بـ"الفارق الطبقي"، واذا كنا لانلقي لها بالاً الآن، فانها مستقبلاً تحمل بوادر مؤشرات صراع طبقي، قد لايكون ظاهرياً، بمعنى الثورة والمواجهات، وانما حالة سلوكية بمردودات فردية او جماعية.

لعل الاشكالية الأكبر ، اننا دولة غنية، وتمتلك ثروات متعددة، لكن هناك خلل في توزيع الثروات، ولو كنا دولة فقيرة في الأصل، لما كان بالإمكان ان يكون هناك تباين جلي بين شرائح المجتمع وطبقاته.

ومن خلال هذه الحيثية، فاننا لانقصد بالهاتف هذا الجهاز، وانما البنية المجتمعية التي من خلاله تتشكل، منذرة بحالة من الظلم الإجتماعي الذي تستشعره الاجيال الحالية عندما يظهر التمايز في آليات العصر وتقنياته، ويشتد الصراع، كلما كان هناك حرمان في طرف، مقابل اشباع في طرف آخر، لتبرز مفاهيم جديدة للفقر، تتعدى حالة الاشباع من جوع البطن، الى اشباع تقني، أصبح من ضرورات القبول بالآخر، أو مظهر من مظاهره الإجتماعية.

اذا كان الأب لايهتم بشكل الهاتف الذي يحمله، ولايستنكف منه، فإنه لايستطيع بكل الاحوال ان يرسخ قناعاته في عقول اولاده، فواقع المدرسة والشارع، والأصدقاء، الذين يلتقونهم، واحاديث الهواتف التي يحملونها والمواصفات التي تتميز بها،  الى جانب حاجات أخرى تتجاوز الامكانيات المعقولة، لاشك تدفع بالأب الى بذل قصارى جهوده لإشباع ما يمكن اشباعه ، حتى ولو كان مرهقا لميزانيته، لأن ضرورات الحياة ومستلزماتها لم تعد بالامكان تصنيفها على وفق منطوق الحاجة الازلي بين الاساسي والكمالي.

بالتأكيد، ليس المطلوب توفير هواتف واطئة الكلفة، ولامنع استيرادها، وانما اصلاح الخلل في البنية الاقتصادية التي جعلت الفارق كبيراً بين شرائح المجتمع، حتى بلغ ربع سكان العراق تحت خط الفقر، مع اننا نتباهى بميزانياتنا الانفجارية.

القضية، كما قلنا، ليست في الهاتف، وانما في واقع اجتماعي، يحتاج الى عدالة.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.51376
Total : 101